+A
A-

فنانون ومثقفون: سموه أولى اهتماما خاصا بالثقافة ورموزها

لم يكن حديث واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة (طيب الله ثراه) عن الثقافة والفنون، إلا تعبيرا عن إيمان عميق بقدرتها على التغيير والتطوير في بناء شخصية الإنسان، ولهذا انطلق وبفضل دعمه وتشجيعه ثمار الفكر الحر وروائع الفنون بمختلفها.
داعم الثقافة والمسرح
في ذكرى عام على رحيل داعم الثقافة والمسرح في مملكتنا الحبيبة، صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، فإننا نستذكر في اتحاد جمعيات المسرحيين البحرينيين هذه الشخصية المميزة الداعمة للثقافة والمسرح في مملكة البحرين، حيث أولى رعايته بإعطائه الأوامر للوزارات والمؤسسات الحكومية خصوصا هيئة الثقافة والآثار للدعم المطلوب لجمعيات المسارح الأهلية ماديا ومعنويا بصفتها الراعية للنشاط الثقافي والمسرحي، وتسخير كل الإمكانات لدعم المسيرة المسرحية ورعايتها.
وكان رحمه الله قد وجه كذلك وزارة التربية والتعليم لتسهيل الأمور المتعلقة بالحركة المسرحية وتهيئة صالات المدارس ومسارحها لتكون حاضنة للتدريبات المسرحية أو العروض، ونحن هنا في اتحاد جمعيات المسرحيين البحرينيين لن ننسى أبدا وقفته الجميلة (رحمه الله) معنا ودعمه الدائم للدفع بالمسرح ليكون واجهة الثقافة لمملكتنا العزيزة، وهذه الذكرى التي تمر علينا نفتقده بقلوب أليمة ونقدم عرفانا منا كل تحيات المسرحيين البحرينيين لوقفاته المميزة بتسخيره هذا الإمكانات للمسارح ولطموحه الكبير وخطته التي لم تكتمل بعد.
ندعو الله له بالمغفرة والرحمة وأن نستمر بالعطاء في ظل قيادتنا الحكيمة وعلى رأسها عاهل البلاد المفدى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين رئيس الوزراء حفظهما الله ورعاهما.

الفنان علي سلمان
نائب رئيس اتحاد جمعيات المسرحيين البحرينيين

إنجازات عالمية في العمل الثقافي الرسمي
يستذكر شعب البحرين في الذكرى الأولى لرحيل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة دوره الوطني الملهم في تاريخ مملكة البحرين وبصماته المؤثرة في العديد من الإنجازات الرائدة والمحطات التاريخية التي بذل فيها الراحل جهودًا كبيرة في تنمية الإنسان البحريني والارتقاء به، وكان أحد أهم رجالات البحرين وصاحب مشروع نهضوي تميز برؤية ثاقبة وفكر مستنير.
وقد أولى سموه اهتمامًا خاصًا بالثقافة ورموزها، وكان في مقدمة الشخصيات الداعمة للنشاط الثقافي؛ كون الثقافة بكل فروعها هي ما تشكل الهوية الحضارية للشعوب والتي تسهم بشكل أساس في نهضة المجتمعات وتطورها. 
وقد شهدت سنوات رئاسته للحكومة إنجازات إقليمية وعالمية في العمل الثقافي الرسمي، ونالت جهود سموه اعترافًا وتقديرًا من قبل العديد من المنظمات العالمية المهتمة بحفظ التراث العالمي. ونال العديد من الأوسمة والميداليات والجوائز والدكتوراه الفخرية من دول عدة في العالم؛ نظير جهوده البارزة.
كما اهتم رحمه الله تعالى بالأدباء والحركة الأدبية في مملكة البحرين، وكان داعمًا لحركة النشر وراعيًا لمعارض الكتاب التي جعلت من البحرين قبلة للمثقفين والكتاب والقراء من مختلف الأقطار. ولا يخفى على الجميع ما كان للصحافة وأصحاب الفكر والرأي من مكانة رفيعة وخاصة لدى سموه، فقد أعرب في خطاباته مرارًا عن تقديره لقادة الرأي وأصحاب الأعمدة وكان حريصًا على الالتقاء بشكل دوري بالنخب من المفكرين والأدباء والصحافيين والإعلاميين والوجهاء من القيادات الشعبية والرموز الوطنية؛ لتبادل الأحاديث بشأن مختلف القضايا التي تهم المواطن وتساهم في خلق اللحمة الوطنية وتسعى في تطوير عجلة التنمية بالمملكة.
وقد كانت جائزة “خليفة بن سلمان للصحافة” خير مثال على تقدير سموه الراحل لدور الصحافة الوطنية ودعمه لحرية الرأي والتمسك بمبادئ الديمقراطية وقيم ونهج حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، الذي أرسى دعائم الممارسة الديمقراطية منذ تدشين ميثاق العمل الوطني وحتى يومنا الحاضر.
وستبقى سيرة الراحل السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رحمه الله ومواقفه تجاه قضايا أمته العربية والإسلامية خالدة في صفحات التاريخ، وستظل 
ذكراه الطيبة عصية على النسيان في قلوب الشعب البحريني الوفي والمخلص لقيادته الرشيدة.
الكاتبة بسمة البناء
لسموه مكانة خاصة في قلوب الفنانين والمثقفين    
 نستذكر هذه الأيام الأمير الراحل خليفة بن سلمان طيب الله ثراه الذي حمل على عاتقه بناء البحرين ونهضتها، ولا يمكن أن ينسى شعب البحرين بأنه من قادة وحماة وحفر اسمه على هذه الأرض من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها. 
خليفة بن سلمان هو التاريخ الذي تعلم منه رجالات البحرين وتجارها في مدرسته المعروفة “المجلس الأسبوعي” الذي فتح بابه لكل أهالي البحرين ومن جميع أطيافهم وتوجهاتهم.
خليفة بن سلمان ذلك الأمير الحكيم الحنون على شعبه، وصاحب الرؤيا والنظرة الثاقبة والقريب من شعبه ورجالات البلد، كان يتلمس حاجاتهم بالأحاديث الودية في مجلسه الأسبوعي. 
الأمير خليفة بن سلمان كان الداعم الأول للثقافة والحركة الفنية، ويحتل مكانة خاصة في قلوب الفنانين والمثقفين وكان يستقبلهم بشكل دائم في مجلسه، كما لسموه طيب الله ثراه دور بارز في دعم وازدهار المهرجانات التي ينظمها مسرح أوال سنويا بالمستوى الذي يليق بمكانة البحرين خليجيا وعربيا وعالميا.
لقد شكل خليفة بن سلمان طيب الله ثراه من خلال تشجيعه للمثقفين والفنانين انطلاقه للإبداع الفكري والفني، وكانت البحرين محط أنظار جميع دول الخليج من خلال الأعمال الدرامية التراثية التي قدمتها. سيبقى في ذاكرة القلوب لعطائه الإنساني الذي لا يعرف له حدود.

أحمد جاسم العكبري
رئيس نادي مدينة عيسى الثقافي والرياضي