+A
A-

الأمير خليفة بن سلمان داعم مسيرة العمل الخليجي المشترك

تعامل‭ ‬بحنكة‭ ‬وحكمة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬لمّ‭ ‬الشمل‭ ‬وإبقاء‭ ‬الجسور‭ ‬قوية‭ ‬بين‭ ‬الأشقاء

سموه‭ ‬حرص‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬أواصر‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج

آمن‭ ‬بـ‭ ‬”مجلس‭ ‬التعاون”‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬الخليجي‭ ‬أمام‭ ‬الأطماع‭ ‬الخارجية

لقاءات‭ ‬سموه‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الخليجي‭ ‬لعبت‭ ‬دورا‭ ‬مؤثرا‭ ‬بتعزيز‭ ‬العلاقات

‭ ‬تبنى‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيلة‭ ‬عقود‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬عززت‭ ‬من‭ ‬حضور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬دوليًا،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تبني‭ ‬سياسة‭ ‬خارجية‭ ‬اتسمت‭ ‬بالتوازن‭ ‬والعقلانية،‭ ‬وارتكزت‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬والتعاون‭ ‬وتحقيق‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬الارتقاء‭ ‬بمكانة‭ ‬المملكة‭ ‬وجعل‭ ‬منها‭ ‬عنصرًا‭ ‬فاعلًا‭ ‬ومؤثرًا‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الدوائر‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭.‬

‭ ‬فشارك‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬اعتزازه‭ ‬بعمق‭ ‬العلاقات‭ ‬الأخوية‭ ‬التاريخية‭ ‬الوطيدة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الأشقاء،‭ ‬والتي‭ ‬تستمد‭ ‬مقومات‭ ‬تميزها‭ ‬وتطورها‭ ‬من‭ ‬عوامل‭ ‬‏التقارب‭ ‬الجغرافي‭ ‬والحضاري‭ ‬وما‭ ‬يجمعهما‭ ‬من‭ ‬أواصر‭ ‬الدم‭ ‬والنسب‭ ‬ووشائج‭ ‬القربى‭.‬

‭ ‬وأسس‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬لعلاقات‭ ‬أخوية‭ ‬بحرينية‭ ‬خليجية‭ ‬بالرسوخ‭ ‬والازدهار‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬حرصه‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬أواصر‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الأصعدة‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية،‭ ‬وذلك‭ ‬التزامًا‭ ‬منه‭ ‬بتعزيز‭ ‬الإنجازات‭ ‬التنموية،‭ ‬وتمسكًا‭ ‬بمبادئ‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الحكيمة‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬السلام‭ ‬وحل‭ ‬النزاعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬وتأكيد‭ ‬الدور‭ ‬الإنساني‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الأصعدة‭ ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬الروابط‭ ‬الأخوية‭ ‬التاريخية‭ ‬والقواسم‭ ‬المشتركة‭.‬

‭ ‬وكان‭ ‬لسموه‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬العلاقات‭ ‬البحرينية‭ ‬الخليجية‭ ‬على‭ ‬الأصعدة‭ ‬والمستويات‭ ‬كافة‭ ‬وتوقيع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬اتفاقيات‭ ‬التعاون‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬والقنصلي‭ ‬والسياحي‭ ‬والجوي‭ ‬والثقافي‭ ‬والتربوي‭ ‬والإعلامي،‭ ‬ومذكرات‭ ‬التفاهم‭ ‬والبرامج‭ ‬التنفيذية‭ ‬للتعاون‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬متعددة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية

وأكدت‭ ‬سياسة‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الراحل‭ ‬الحكيمة‭ ‬تعاونه‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية،‭ ‬وحرصها‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬المكتسبات‭ ‬الوحدوية‭ ‬منذ‭ ‬إنشاء‭ ‬المجلس‭ ‬العام‭ ‬1981‭ ‬كأحد‭ ‬أنجح‭ ‬التكتلات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية؛‭ ‬بفضل‭ ‬ما‭ ‬يجمع‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬وشعوبها‭ ‬من‭ ‬وحدة‭ ‬دينية‭ ‬وتاريخية،‭ ‬وثقافية‭ ‬ولغوية‭ ‬وجغرافية‭.‬

وأظهر‭ ‬في‭ ‬المراحل‭ ‬والتحديات‭ ‬كافة‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بالمنطقة‭ ‬التزامًا‭ ‬بالعلاقات‭ ‬الأخوية‭ ‬التاريخية‭ ‬الوطيدة‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬وحرصًا‭ ‬على‭ ‬توثيق‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬بما‭ ‬يعود‭ ‬بالنفع‭ ‬والنماء‭ ‬دول‭ ‬وشعوب‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجية،‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬صلبة‭ ‬من‭ ‬الاحترام‭ ‬والتقدير‭ ‬والمودة‭ ‬ووشائج‭ ‬القربى‭ ‬ووحدة‭ ‬المصير،‭ ‬والتزامهما‭ ‬المشترك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬البيت‭ ‬الخليجي‭ ‬الواحد‭ ‬بتعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والسلام‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي‭.‬

‭ ‬وخلال‭ ‬مسيرته‭ ‬الحافلة‭ (‬رحمه‭ ‬الله‭) ‬حرص‭ ‬على‭ ‬تنويع‭ ‬أطر‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬الشقيقة،‭ ‬حيث‭ ‬اهتم‭ ‬بتعزيز‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬إدراكا‭ ‬منه‭ ‬بحتمية‭ ‬المصير‭ ‬بين‭ ‬شعوب‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬وأن‭ ‬عنصر‭ ‬قوتها‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬تقاربها‭.‬

كان‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬مؤمنًا‭ ‬بمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬ودوره‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬الخليجي‭ ‬أمام‭ ‬الأطماع‭ ‬الخارجية،‭ ‬وكان‭ ‬لتوجيهاته‭ ‬الدور‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬المملكة‭ ‬الخطوات‭ ‬المتسارعة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬جميع‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬والخطط‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والأمنية‭ ‬التي‭ ‬أقرتها‭ ‬القمم‭ ‬الخليجية‭ ‬منذ‭ ‬تأسيس‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬1981‭.‬

‭ ‬وتعتبر‭ ‬زيارات‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الرسمية‭ ‬أو‭ ‬الأخوية‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬وما‭ ‬تخللها‭ ‬من‭ ‬مباحثات‭ ‬ولقاءات‭ ‬دليلًا‭ ‬على‭ ‬دبلوماسيته‭ ‬وحنكته‭ ‬السياسية‭ ‬وما‭ ‬يكنه‭ ‬من‭ ‬محبة‭ ‬وتقدير‭ ‬كبير‭ ‬لهذه‭ ‬الدول،‭ ‬وقد‭ ‬لعبت‭ ‬زيارات‭ ‬ولقاءات‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الخليجي‭ ‬دورًا‭ ‬مؤثرًا‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬ودول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭.‬

‭ ‬إذ‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬ضمن‭ ‬رؤية‭ ‬تدعم‭ ‬التضامن‭ ‬والتكامل‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬وتوطيد‭ ‬عرى‭ ‬التعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬بما‭ ‬يلبي‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬توحيد‭ ‬الرؤى‭ ‬والمواقف‭ ‬تجاه‭ ‬المتغيرات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭. ‬

‭ ‬وكانت‭ ‬للقاءاته‭ ‬وزياراته‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬دائمًا‭ ‬أهمية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬الأخوية‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬وتقوية‭ ‬أركانها‭ ‬لتكون‭ ‬حائط‭ ‬صد‭ ‬منيع‭ ‬لحماية‭ ‬المنطقة‭.‬

‭ ‬وعلى‭ ‬مدار‭ ‬4‭ ‬عقود‭ ‬التقى‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬بقيادات‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬للتباحث‭ ‬معهم‭ ‬عن‭ ‬أفضل‭ ‬السبل‭ ‬لتعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬الخليجية‭ ‬وفتح‭ ‬آفاق‭ ‬جديدة‭ ‬للتعاون‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭.‬

‭ ‬

كان‭ ‬لسموه‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬رؤية‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬وشد‭ ‬بنيان‭ ‬الصرح‭ ‬الخليجي‭ ‬فكان‭ ‬يؤمن‭ ‬بالعمل‭ ‬الخليجي‭ ‬الموحد‭ ‬ومنذ‭ ‬بداية‭ ‬السبعينات،‭ ‬تعامل‭ ‬بحنكة‭ ‬وحكمة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬لم‭ ‬الشمل‭ ‬وإبقاء‭ ‬الجسور‭ ‬قوية‭ ‬بين‭ ‬الأشقاء،‭ ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬الأساس،‭ ‬فإنه‭ ‬كان‭ ‬يرى‭ ‬العلاقات‭ ‬الخليجية‭ ‬كرابط‭ ‬استراتيجي‭ ‬ومحور‭ ‬رئيس‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬العلاقات‭ ‬الشرق‭ ‬أوسطية‭ ‬أولًا،‭ ‬ومنها‭ ‬إلى‭ ‬المدار‭ ‬الإقليمي‭ ‬ثم‭ ‬العالمي‭.‬

وحرص‭ ‬غفر‭ ‬الله‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لقضايا‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬موضع‭ ‬الريادة‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الاهتمامات،‭ ‬كما‭ ‬حرص‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬مجتمعة،‭ ‬دورها‭ ‬الريادي‭ ‬الحضاري،‭ ‬فكان‭ ‬سموه‭ ‬يرى‭ ‬مستقبل‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬محاطًا‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬التحديات،‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬التحديات،‭ ‬هناك‭ ‬تطلعات‭ ‬واستعدادات‭ ‬وتخطيط‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬منظومة‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬قوة‭ ‬شامخة‭ ‬وبنيانا‭ ‬رفيعا‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬قراءة‭ ‬الأحداث‭ ‬العالمية‭ ‬والتعاطي‭ ‬معها‭ ‬ثم‭ ‬صيانة‭ ‬محيط‭ ‬وجغرافيا‭ ‬وحدود‭ ‬ومصالح‭ ‬واستقرار‭ ‬شعوب‭ ‬الخليج‭ ‬والعالم‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬من‭ ‬بوابة‭ ‬التلاقي‭ ‬والوقوف‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬المخططات‭ ‬التي‭ ‬تنشر‭ ‬الفوضى‭ ‬وعدم‭ ‬الاستقرار‭.‬

كان‭ ‬منهج‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الخيارات‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الحق‭ ‬والعدل‭ ‬والأخوة‭ ‬والعلاقات‭ ‬المشتركة‭ ‬والمصير‭ ‬الواحد‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجية‭.‬