العدد 5695
السبت 18 مايو 2024
banner
سهى الخزرجي
سهى الخزرجي
ضعف الشخصية هل يُودي للطلاق ؟!
الأحد 05 مايو 2024

كثيرة هي الفوائد والمصالح التي يجنيها البشر من الحِكمة الربانية في شرعة الزواج، كونه الوسيلة التي تُعمر الأرض بالحركة والنشاط وتحقيق السعادة، و الاستقرار النفسيِّ والاجتماعي والمعنوي، والزواج يخلق روح جديدة للإنسان بما يدفعه إلى العمل والانتاج بالتالي يسهم الزواج في التقدُّم العِملي والعلمي، ويقوِّي المسلم على الإقبال على الله تعالى بالطاعات، هذا فضلا عن السكن والمودة والرحمة والبركة والخير، وتأسيس أعظم العلاقات بين الناس من خلال أهل الزوجين، وتأثير ذلك على تقوية الترابط بين أفراد المجتمع ويزيد بينهم أواصر المحبة والتوادد.

وعلى هذا الأساس تنشأ العلاقة الزوجية وتعهدها الزوجين وأفراد المجتمع بالرعاية والاهتمام، لكن هذه العلاقة تختل إذا كانت شخصية الزوج ضعيفة ولا تقوى على اتخاذ القرارات التي تحمي أسرته الصغيرة من الأخطار، إن ضعف الشخصية يؤدي إلى الفعل السلبي دائما من الزوج لذا نجده مقصرا في حق الأسرة، يضع الزوجة على الدوام وكأنها هي أسباب كل فشله وعجزه على حلحلة الإشكالات العادية التي تحدث عادة في الأسر، إن ضعف شخصية الزوج تجعله غير قادر على السيطرة على زمام الأمور بل يكون في حالة انفعال مستمر كلما طالبته الزوجة القيام بدوره كولي أمر الأسرة، أما إذا طالبته بحق من حقوقها يشتط غضبا..!.

هناك الكثير من القضايا التي تزدحم بها المحاكم على ذات الشاكلة التي تهدد حياة الزوجين، الذين عندما أقدموا على خطوة الزواج كان كل منهم يُمني نفسه بالاستقرار والعيش في سعادة والانطلاق نحو المستقبل المشرق، لكن للأسف شخصية الزوج الضعيفة جعلت الكُل يتدخل في حياته الزوجية سواء من أسرته ومن أخواته بشكل خاص، وقريباته أو أصحابه بشكل عام، وهذا التدخل في الغالب يُحدث الشرخ الكبير في الحياة الزوجية، هذا أيضا إذا كان الزوج ضعيف في تدينه وثقافته العامة، ومتواضع الامكانيات وبعيد عن تلقي المعرفة التي تمكنه من الإلمام التام بأهمية مؤسسة الحياة الزوجية، وتأثيرها في مستقبل حياته عندما يصل إلى المرحلة العمرية التي يحتاج فيها لزوجته وللأبناء ليقفوا بجانبه ويكونوا سنده.

إن ضعف شخصية الزوج أيضا في بعض الأحيان تجعله طامعا في ما لدى زوجته من مال أو مقتنيات مثل الذهب وغيره خاصة إذا كان لديها مصادر دخل متعددة، فيستغلها ماديا بل يعتمد عليها في تصريف كل أمور الأسرة ومنزل الزوجية وحتى توفير مصاريفه الشخصية، وكلما أحسنت الزوجة إليه بهدف استمرار الحياة بينهما وبالغت في هذا الاحسان يحسبه ضعفا منها، فيزيد اصرارا وتعنتا، أن الزواج يعتبر عاملا لإيجاد السكن والاطمئنان النفسي لدى كل من الرجل والمرأة، فكل واحد منهما ناقصاً دون الآخر بمعنى كل من الزوج والزوجة مكمل للآخر كما يقول العلماء الأجلاء.

ومن هنا نخلص إلى أن الحياة الزوجية ستنتهي وبلا رجعة متى ما تأثرت بضعف شخصية الزوج وتدخلات الآخرين إضافة إلى الاستغلال المادي والطمع وعدم القدرة على الإيفاء بالتزامات الزوج تجاه زوجته..!.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية