العدد 5840
الخميس 10 أكتوبر 2024
banner
حياة زوجية سعيدة..!!
الأحد 28 أبريل 2024

من واقع مهنة المحاماة والاستشارات القانونية تمر بي الكثير من المواقف الإنسانية والقصص التي تكشف عن أهم أسباب الطلاق وانفصال الزوجين عن بعضهما وبالتالي إنهاء الحياة الزوجية..!.

في هذا السياق سألتني إحدى الأخوات عن الطريقة التي لا تخسر بها علاقتها مع زوجها، وأن تستمر الحياة بينهما برغم أن شريك حياتها لا يعي أبدا أهمية هذا الرباط المقدس، ولا يحترم قوانينه بحيث لا يحترم ولا يقدر شريكة حياته، ويحرمها من أبسط الرغبات لديها المتمثلة في الخروج معا للترفيه وكسر الروتين.

هذه الأخت على قناعة تامة بأن خروجها مع زوجها بين كل فترة وأخرى معا لتناول وجبة خارج البيت أو شرب قهوة أو شاي في مقهى، أو التنزه في حديقة عامة يزيد من الترابط بينهما ويزيل الجفوة والكثير من الحساسيات بينهما، بطبيعة الحال أن الزوجة دائما هي التي تكون حريصة على الحياة الزوجية وعدم الانفصال، لذلك أن المجتمع في الغالب يحاصرها سلبيا إذا أصبحت مُطلقة، وتتغيّر نظرة الناس إليها، لذلك هي تتجمل بالصبر على المعاناة وتتظاهر بأنها سعيدة في حياتها..!.

إذا تأملنا في حالة هذه الأخت التي اعتبرها حال الكثير من النساء في عالمنا العربي نقف وقفة طويلة نتأمل في أساس الحياة الزوجية، وكيف أن الشريعة الإسلامية جعلت من عقد الزواج هو أهم عقد يحصل بين طرفين، إنه أوثق العقود وأحقها بالاحترام والرعاية والالتزام وهو العقد الذي يراد له الديمومة بتناغم وانسجام لذلك فإن كل الثقافات الإنسانية تتفق على الاهتمام الشديد بمؤسسة الزواج، لكن ما بالنا لا نضع احتراما لهذا العقد ولا تقديرا..؟!، ولماذا نأسس حياتنا الزوجية على ألا تستمر ولا نكتب لها النجاح..؟!.

إن الأزواج الأسوياء الذين خرجوا من بيوت يحِفها الحب والحنان والتقدير والأدب الديني والاجتماعي تكون حياتهم دائما انموذج في الخلق الرفيع لأنهم تأثروا بالبيئة التي تربوا وعاشوا فيها، وأن كبار الأسرة كانوا قدوة لهم، لذلك اختيار الشريك في الأساس يكون مبني على أسس صحيحة عقلانية لا تتأثر بالمظاهر الخداعة، بل بمعايير عالية جدا لأن الهدف هو ديمومة هذه العلاقة الزوجية وما تنتجه من ذرية صالحة، فالحياة الزوجية في قناعة هؤلاء المُتربيّن تربية حسنة ليس اجازة يقضنوها من بعضهم ثم يذهب كل واحد منهم لسبيله فهي مسؤولية كبيرة جدا وأمانة عظيمة..!.

إن الأزواج الأسوياء المتفاهمين الذين يريدون استمرار حياتهم الزوجية لهم فنون وابداعات في تحصين أنفسهم من المشاكل، وذلك بالتجديد المتواصل في تفاصيل حياتهم، مثلا الزوج يدخل مع المطبخ زوجته ويشاركها إعداد وجبة طعام معينة يحبونها، أو يمارسا رياضة المشي سويا، أو يمارسا اللعب الترفيهي من ألعاب الطاولة أو الألعاب المنزلية الشهيرة مثل لعبة البازل، السلم والثعبان، بنك الحظ وما شابه ذلك، أو يستمتعا بقراءة الكتب لبعضكما البعض في أمسية هادئة أو يشاهدا فيلما في السينما من الأفلام الجميلة الهادفة، هذا فضلا عن الزيارات الاسبوعية للأهل بما يعمق من الترابط الأسري.

خلاصة القول.. باستطاعتنا أن نجعل الحياة الزوجية سعيدة بدون أي خلافات تؤدي للانفصال إذا تحلينا بالمسؤولية والوعي ومخافة الله، وعدم السماح للآخرين مهما كانت درجة قرابتهم منا التدخل في حياتنا الخاصة.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية