تكاد تكون قمة البحرين العربية محط أنظار كل عربي، فهي القمة التي تنعقد وسط صخب إقليمي ودولي غير مسبوق، لذا لم يكن غريبًا أن يسأل رجل الشارع العادي، في القاهرة أو بغداد أو دمشق أو غيرها،عن البحرين، عن قمتها الثالثة والثلاثين، عن التحديات التي تحملها ملفاتها، وعن التنظيم وإدارة الأزمات، والتعاطي مع الكوارث والمعضلات.
مما لاشك فيه، قمة البحرين تنعقد في ظرف بالغ الأهمية، وسط حالة عربية لم يسبق لها مثيل، فهناك غزة المحطمة والشعب الفلسطيني الشريد، وهناك القضايا العربية مترامية الأطراف بدءًا بعلاقاتنا مع إيران وتركيا وأثيوبيا ودول الجوار العربي، انتهاءً بالقضية المحورية العربية الأولى المرتبطة بـ"حل الدولتين"، وتقرير مصير الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مرورًا بكافة الأحوال المضطربة في الدول العربية الأخرى التي شهدت أزمات "الربيع" ولم تشهد نسائمه العليلة، بدءًا بالعراق وانتهاءً باليمن وسوريا ولبنان وليبيا وأخيرًا السودان الجريح.
قمة البحرين سوف تبحث في كل هذه الملفات وسوف يتابعها رجل الشارع في كافة أقطار العالم العربي، سوف يقول كلمته النهائية في المواقف العربية التضامنية المنتظرة من القادة الأشقاء، تمامًا مثلما هو الحال فيما يتعلق بالحالات القطرية المحلية وكيفية تعاطيه مع تحديات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وأوضاع التربية والتعليم والصحة، والتعاون في مجالات الربط الكهربائي وأسواق المال، والاستثمارات ومختلف الأوضاع الاقتصادية التي تعاني منها البلدان الأقل نموًا وتلك الحالات المعيشية الصعبة التي ترتبط بمعدل دخل الفرد، وآلية تحسين الأوضاع، وانعكاسات التقنية الفارقة على وضع العمالة العربية ومعدلات البطالة فيها.
كل ذلك وأكثر لا يُخفى على قادتنا، ولا يغيب عن أنظار شارعنا الباحث عن الاستقرار، والمتعلقة شجونه بكل ما يحدث لأشقائنا في قطاع غزة، هل هناك هدنة، أم مفاوضات الهدنة ذهبت إلى غير رجعة؟ هل توجد آلية ردع للإسرائيليين تجاه ما يحدث لأهلنا في رفح الفلسطينية من قتل وتهجير قسري وعدوان على مقدرات الحياة في المتبقي من حياة بالقطاع؟
كل ذلك يجعل المواطن العربي واقفًا على رأسه وعيونه متجهة إلى العاصمة البحرينية المنامة، وهو يضرب كفًا بكف، ويسأل: يا ترى يا هل ترى يمكن أن تخرج قمة القادة العرب بما يثلج الصدور، ويسعد القلوب، وينعش الآمال في سلام عادل يفضي إلى ما يسمى بـ"حل الدولتين"؟
الأسئلة المعلقة كثيرة، والآمال والطموحات أكثر، وكان الله في عون أمتنا، وإنه سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |