العدد 5698
الثلاثاء 21 مايو 2024
banner
نعمات مدحت
نعمات مدحت
الصحافيون في يومهم
الثلاثاء 30 أبريل 2024

يوم الصحافة العالمي الموافق الثالث من شهر مايو الجاري، يأتي وصحافيونا العرب يمرون بعنق زجاجة لم يسبق لها مثيل، الحريات قبل الحقوق أحيانًا، والحقوق قبل الحريات أحيانًا أخرى، دخول "السوشيال ميديا" على خط النار مع الصحافيين التقليديين رغم ذلك مازال الصحافي القانوني هو المعترف به من صحيفة أو موقع إلكتروني مسجل أو قناة فضائية معتبرة، ومازال كل متداول للمعلومات على شبكة الإنترنت العنكبوتية أو تلك مجهولة المصدر يطلق عليها بالصحافة غير القانونية.
مازال الخلط واللبس والقيل والقال محط أنظار المسئولين في المنطقة، هل يا ترى يتم الاعتراف بـ"البلوجرز" ومتداولي المعلومات والأخبار على "الفيس بوك" و "التيك توك" و "الانستغرام" و "اليوتيوب" وغيرها، أم أن صعوبة التحكم في مصداقية المعلومة مازال يحتاج لآلية ضبط، ومقود حركة، وتشريع مناسب ومرن يستطيع الاعتراف وتوفير الأمان لمتلقي الحدث والمعلومة المرتبطة بالخبر القادم عن طريق أدوات "السوشيال ميديا" بكافة تفرعاتها وإحداثياتها وخوارزمياتها الشيطانية المعقدة؟
بالتأكيد هناك تشريع منتظر من جميع البلدان العربية، وهناك مداولات ومناوشات في مجالس النواب مع الصحافيين وممثليهم من أجل ضبط آلية العضوية بهذا الجهاز الصحافي المهم، وبتلك المؤسسات التقليدية التي لا تطرد متداولي "السوشيال ميديا" فحسب، إنما أي صحافي لا يروق لرئيس تحرير صحيفة أو قناة أو موقع إلكتروني.
في جميع الأحوال نحن لا ننكر ذلك التقدم الهائل في سرعة نقل المعلومة والحدث إلى الناس وهم في أماكنهم من خلال الآلات والهواتف والأجهزة الذكية، كما لا ننكر أن بعض الدول العربية وعلى رأسها مصر من خلال نقابتها العريقة تمكنت من حفظ حقوق الصحافي، بل وصرف بدل تكنولوجيا شهري يعينه على استخدام التقنيات الحديثة بأعلى مستوى ممكن من الأداء والتعاطي مع الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الفارقة.
للأسف رغم هذا التقدم مع بعض المآخذ إلا أن مصر العربية تشهد حاليًا ثورة في نقل الصحافي المصري من حال إلى حال، من قاع الحاجات المتراكمة إلى قمة الأداء المهني، ومن عش الاحتياجات المؤلمة إلى فضاءات الإعلام السحابي الفسيح.
بعض الدول العربية لا يوجد لصحافيينا غير المنتسبين لصحيفة رغم انتسابهم للنقابة المختصة والجمعية ذات الصلة، لا يحصلون على أي معاش تقاعدي، ومازال رغم كل ما يبذله هؤلاء الصحافيون من جهود ومعاناة، ما حققوه من أسماء وما قدموه من تضحيات، لا يتمتعون بحياة معيشية مستقرة، ولا يحصلون على ما يسد الرمق ويفي بمتطلبات الحياة الصعبة.
الصحافيون في يومهم نتمنى لهم مزيدًا من الحق في حياة كريمة، وقليلاً من التفهم لمهامهم الصعبة ولأحوالهم المضطربة، وكل عام وصحافيونا بألف خير.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية