عندما تمرّ المجتمعات بأوقات صعبة، وتكثر التحديات والمخاوف، لا يكون أمام الناس إلا أن يتمسّكوا بما يجمعهم ويقويهم، وهو الوطن في البحرين تعلّمنا أن الوحدة والتماسك هما الطريق لتجاوز الأزمات وتاريخنا الحديث زاخر بالتجارب الحية، الناس يقفون معًا، يساعدون بعضهم بعضًا، ويتقاسمون ما لديهم، في التجارب أثبتت أن الوطن حبل نجاة لا ينقطع، وأن اللحمة الوطنية أقوى من كل التحديات، وفي لحظات الشدة ننسى الخلافات يظهر معدن الإنسان البحريني من خلال التعاون والتكاتف بين الجميع، وأمام بيوت الله وهي تفتح أبوابها للخير دون تمييز،
إن التمسك بوحدتنا الوطنية ليس خيارا، بل فطرةٌ تجلّت حين اعتصم البحرينيون بحبل واحد، فصمدوا وتكاتفوا، ليعلّموا الآخرين أن الانتماء للبحرين ليس شعارا، بل فعل يومي يتجسد في التضحية والتراحم في الساعات الصعبة، البحرين ليست فقط أرضًا نعيش فيها، بل بيتًا كبيرًا يجمعنا جميعًا بكل تنوعنا الجميل، والمساجد والمجالس تظل مشرعة الأبواب والقلوب والدعاء لا يتوقف، والقلوب مليئة بالأمل، ففي أوقات السلم، نعيش في طمأنينة غافلين عن النِعم التي نتقلب فيها، لكن اللحظة التي يظهر فيها الخطر من حولنا عندها نستيقظ فنشعر بنعمة الأمن والأمان، نتذكر أولئك الذين يسهرون على أمننا واستقرارنا باذلين الانفس رخيصة من أجلنا، كما نتذكر وندرك حينها بصدق جهود وسعي القيادة الحكيمة وهي تتولى أمرنا وتقود بلادنا العزيزة بحكمة وحنكة من أجل حياة كريمة آمنة مستقرة.
إن الإجراءات الاحترازية والقرارات التي اتخذتها الجهات الرسمية في البحرين مؤخرا أشعرتنا بالأمان في ظل ما يجري من حولنا، وهو ما يعزز فينا الإحساس بالانتماء الوطني والاستقرار الداخلي، ويُخفف من التوتر المزمن والقلق الذي قد يولّده الشعور بالخطر أو الفوضى، لذلك نجد أن الأمن قيمة عليا أكدها الله سبحانه وتعالى بقوله ﴿ الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ﴾، الآية تذكرنا بأن الأمن والرزق ليسا من صنع البشر وحدهم، بل من فضل الله سبحانه وتعالى.
إن الأيام الصعبة التي تمر بها المنطقة من حولنا بإذن الله سحابة صيف وستزول، وستكون مملكتنا العزيزة وخليجنا العربي أكثر قوة وتماسكا، لأن قوة الله سبحانه وتعالى فوق كل قوة على الأرض، في وطنٍ تتعالى فيه الأكف بالدعاء طيلة ساعات اليوم، لا بد أن يُؤمّنه الله من الخوف، لأن الدعاء درع، والوحدة حصن، والوطن الذي يُذكر اسمه بين الرجاء لا يضيع، اللهم أحفظ بلادنا العزيزة من كل سوء ومن كل مكروه..اللهم آمين.
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |