العدد 5687
الجمعة 10 مايو 2024
banner
البحرينيّة للحوار.. جسور نحو السلام
الجمعة 10 مايو 2024

على درب تحقيق أهدافها النبيلة تواصل المؤسسة البحرينية للحوار مسيرتها التي انطلقت رسميا في مثل هذا اليوم من العام 2012، بمباركة كريمة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، الذي لا يفتأ يدعم "جميع المبادرات الشبابية المخلصة التي تعمل على تعزيز التواصل وبناء الجسور من أجل المحافظة على تماسك النسيج الاجتماعي لمملكة البحرين".

مرت اثنتا عشرة سنة كانت حافلة بالإنجازات بالرغم من صعوبات البدايات والتحديات الكبيرة التي رافقت ولادة المؤسسة البحرينية للحوار بما هي مؤسسة خاصة غير ربحية وغير سياسية؛ فقد آلت على نفسها أن تكون جزءا من الحلّ ومساهما فاعلا في لمّ الشمل بين شعب مملكة البحرين من خلال إعلاء قيم الحوار المدني البناء، وانتهاج الحوار منهجا لحل الخلاف عبر الاستماع لأطرافه دون التحيز لأيّ منهم واعتماده وسيلة للتعايش والتسامح والتعاون بعيدا عن كل أشكال التطرف والطائفية والكراهية. جهود موصولة ومثمرة للمؤسسة خلال اثنتي عشرة سنة برئاسة المؤسّس سهيل غازي القصيبي وبالتعاون مع مجلس الأمناء وكامل أعضاء المؤسسة الذين قالوا سلاما سلاما من أجل حوار مدني بنّاء، جهود محمودة خلال 250 فعاليّة ونشاط متنوّع وبحضور ما يربو عن 13 ألف مشارك خلال كل الفعاليات؛ إذْ تمّ تدريب المئات منهم في برنامج تصميم وتيسير الحوار المجتمعي، من بينهم عدد من النواب والبلديين وأعضاء جمعيات سياسية وأعضاء مؤسسات مجتمع مدني وقانونيون وإعلاميون وباحثون. وقد استطاعت المؤسسة تحويل الأقوال إلى أفعال؛ فنفّذ المتدرّبون العديد من المبادرات الحوارية لحلّ بعض الخلافات المجتمعية التي استمرّت لسنوات بل لعقود، فضربت بذلك أروع مثال للجمعيات الأهلية الفاعلة والمؤثرة. وبالإضافة إلى جهودها في جسر الفجوة بين أبناء المجتمع البحريني، عملت المؤسسة على مد جسور التواصل مع المنظمات الإقليمية والعالمية.

فنسجت منظومةً وثيقةً من العلاقاتِ والتفاهماتِ والشراكاتِ المؤسسية حول العالم، مع عددٍ من كبرى المنظماتِ الصديقة؛ كمركزِ الملك عبدالعزيز للحوارِ الوطني، والمعهدِ الدوليِّ للتسامحِ في دبي، وجامعةِ النيل الأبيض في السودان، ومنظمة الأمم المتحدة، ومنظمةِ البحثِ عن أرضيةٍ مشتركة، ومنظمةِ سوكا جاكاي العالمية، ومعهدِ Beyond Conflict في الولايات المتحدة، ومعهدِ Causeway في إيرلندا الشمالية، ومبادرةِ In Transformation Initiative في جنوب أفريقيا.

وتأتي كل هذه المبادرات المحلية والدولية إيمانا من المؤسسة بأنّ السلام هو السبيل الوحيد أمام شعوب العالم ودوله لتحقيق أهدافها المشتركة في توفير حياة آمنة مزدهرة ومستدامة للبشرية جمعاء، ويَقينًا منها أيضا أنّ الحوار هو الأداة الأنسب لتحقيق هذا السلام المنشود.

كاتب تونسي ومدير تحرير مجلة البحرين الخيرية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .