يواجه الأمن القومي العربي تحديات داخلية وخارجية، منها (تعثر الأمن الغذائي، المشاكل المائية، احتلال بعض الأجزاء من الأقطار العربية، تهديد الأمن الثقافي...)، وتكثف الأقطار العربية جهودها بهدف صياغة أهداف الأمن القومي وتوفير القدرة بمفهومها الشامل (سياسية، عسكرية، اقتصادية، أمنية، علمية، تكنولوجية، معنوية، ثقافية، صحية)، من أجل (تأمين كيان الدولة وحماية مصالحها الحيوية في مواجهة أية تهديدات أو مخاطر داخلية أو خارجية، وبالشكل الذي يتسق مع تحقيق الأهداف القومية للدولة)، وبما يُحقق التنمية الشاملة والمستدامة في مختلف المجالات.
ويتعرض تحقيق أهداف الأمن القومي العربي لعدد من التحديات نتيجة اختلاف موازين القوى في المنطقة، وفي ظل استخدام القوى الإقليمية والدولية القوة لتعزيز نفوذها وسيطرتها على الإقليم، وظهور تدخلات إقليمية من دولية وإيرانية تجاه الوطن العربي بهدف تحقيق أطماعها التوسعية بالمنطقة العربية، بهدف زعزعة الاستقرار فيها، بجانب الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأجزاء المجاورة لفلسطين المحتلة.
إن هذه التحديات وغيرها تؤثر تأثيرًا بالغا على أمن الأمة العربية واستقرارها، وعلى سيادتها وتطور اقتصادها، باعتبار أنها أمة واحدة وأمنها واحد، وأن التهديدات التي تواجهها واحدة لأن مصيرها واحد. ولا يمكن للأمة العربية من مواجهة هذه التحديات إلا بالتكامل بينها بمختلف الجوانب، وإن كان طموح إنشاء دولة عربية كبرى وموحدة بعيد المنال، فالتكامل بينها قد يُساهم في تطوير قدراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فمفهوم الأمن القومي العربي جماعي، ويتطلب إرادة من الأقطار العربية.
كاتب وتربوي بحريني