العدد 5693
الخميس 16 مايو 2024
العيش معًا في سلام
الخميس 16 مايو 2024

خلق الإنسان من أجل أن يعيش بسلام مع إخوانه من البشر ومع جميع الكائنات، في عالم من المحبة والألفة والمودة، خالٍ من العُنف والقتل والدمار، عالم فضاؤه يتسع لجميع البشر، بأشكالهم وأجناسهم ولغاتهم، ومن أجمل ما يتعلمه الإنسان هو “ثقافة السلام”، ولغة “العيش المشترك”، ثقافة ولغة فيها خير ونفع البشرية لتكون مداميك الحياة وطوق نجاة لنا، وما أجمل أن يعيش البشر تحت مظلة التعايش والتسامح والتعاون، في وحدة إنسانية متآلفة لا متنازعة، متحدة غير متفرقة.
العيش بسلام يعني لنا الكثير، أن نعيش معًا بدون حروب، في بيئة نقية نتقبل فيها اختلافاتنا، نعيش حياة فيها القدرة على الاستماع إلى الآخرين واحترام آرائهم، نتعاون معًا في السراء والضراء، نتكاتف من أجل بناء عالم ينعم بالسلام والوئام، ونتعاضد معًا لضمان حياة لا يجوع أحد فيها ويشبع الآخر، ولا يعطش أحد ويرتوي الآخر، والجميع لديهم المأوى الحياتي المناسب، وينعمون بالعلاج الصحيح والتعليم المستدام.. هذا هو السلام الذي يجب أن يتحقق لنا ولأرضنا التي يجب أن نحميها من الأوبئة والكوارث ومن سوء فعل الإنسان، نحميها لتحمينا.
السلام ليس فقط نظريات ومبادئ، ولا اتفاقيات وقوانين، إنه الحياة التي يجب أن يعيشها الإنسان، مُعززًا مُكرمًا، اقتصاديًا وسياسيًا وثقافيًا وإنسانيًا واجتماعيًا، مُتمتعًا بكل هذه الحقوق والحريات الأساسية دون استثناء ولا تمييز، في عالم يجب إزالة شرور الحروب عنه ونشر ثقافة السلام، ثقافة قائمة على روح التفاهم والتعاون المتبادل في فضاء خالٍ من التمييز والتعصب والعُنف والكراهية لحياتنا الآنية ولإنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب بتنوعاتها. وكما جاء في ميثاق الأمم المتحدة ــ في ديباجته ــ يجب تخليص الأمم والشعوب من الدمار والهلاك وتعزيز السلام الدائم في جميع المجتمعات، والوقوف بوجه الدول المُعتدية ونصرة المُعتدى عليها، صونًا وحفظًا للسِلم والأمن الدوليين.
ومع سعي مجلس الأمن لإحلال السلام، إلا أن هناك دولا لا تلتزم بذلك، وتبقى الدول المُعتدى عليها الضعيفة تحت رحمة انتهاكات تلك الدول، وهي دول ترى نفسها أنها فوق القانون، وأن قرارات الأمم المتحدة لا تعنيها إلا تلك التي تحافظ على مصالحها وتسهل لها امتيازات التسلط على الآخرين ونهب ثرواتهم وممتلكاتهم.. وهو مجلس سيبقى عجزه مستمرًا إن لم يتم تحرير إدارته من التسلط المُنفرد في إدارته والتفرد في إصدار قراراته، وهي قرارات تؤكد استمرار هيمنة القوي على الضعيف، ولا تحقق السلام.
كاتب وتربوي بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .