العدد 5687
الجمعة 10 مايو 2024
banner
مهنة العلم والفن والإنسانية
الجمعة 10 مايو 2024

مهنة التمريض من المهن السامية والإنسانية لارتباطها بصحة الإنسان والمحافظة على حياته، وبتخفيف معاناته من الأمراض والآلام، فجهودهم رحمة وسعيهم رأفة، يسعد المريض لرؤيتهم، ويبتسم لحضورهم. فهُم "ملائكة الرحمة" الذين يتحلون بالصبر والقوة والشجاعة والقدرة على تحمل كل شيء من أجل إعادة الصحة للمرضى. وهي مهنة مُكملة لمهنة الطب، يتحقق بها الشمول لمختلف الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة لمن احتاج إليها. فأطقم التمريض تهيئ المرضى لكي يُعالجهم الطبيب، وعندما ينتهي دور الطبيب تقع على عاتقهم متابعة الحالة الصحية للمرضى والسهر على رعايتهم وتقديم ما يحتاجون إليه من الخدمات.

إن أسمى دور لمهنة التمريض هو الارتقاء بصحة الإنسان، واستعادة صحته، وهي مهنة تتطلب تلقي العلم في كليات التمريض وممارسته، ولها قواعد وأصول، وتتضمن مجموعة من الأساليب الطبية والنفسية المعنوية للتعامل مع المرضى، ومساعدتهم على الشفاء والتعافي، ومنع تعرضهم للمضاعفات الخطيرة، دون النظر إلى جنس المرضى أو العرق أو الدين أو اللون أو اللغة. لذلك تتعامل أطقم التمريض برفق مع المرضى، ليخففوا عنهم آلامهم ويرفعوا من روحهم المعنوية. ولأهمية هذه المهنة الإنسانية النبيلة أقرت الأمم المتحدة يومًا عالميًا لها (12 مايو)، وهي احتفالية تهدف إلى الثناء على مساهمات أطقم التمريض تجاه الأفراد والمجتمعات في جميع أنحاء العالم، ولتسليط الضوء على أهمية التمريض ودوره في حياة الناس. وقد بدأت فكرة الاحتفال بهذا اليوم في عام 1953م من قبل "دوروثي سازرلاند" التي كانت تعمل كمسؤولة في وزارة الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية الأميركية، والتي اقترحت تخصيص يوم لتكريم مهنة التمريض ولم تتم الموافقة عليه، وتقرر منذ عام 1956م اعتماد يوم (12 مايو) كيوم عالمي للتمريض والذي يُصادف يوم ميلاد "فلورنس نايتيننغيل" ــ أشهر ممرضة في العالم.

وبهذه المناسبة يجب علينا جميعًا أن نقدر الجهود الكبيرة والضغوط النفسية الهائلة، وساعات العمل الطويلة والمتعبة التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من حياة كل أطقم التمريض. فهم ملائكة الرحمة والجيش الأبيض، والذين يقفون معًا من أجل صحة الإنسان ونقاء المجتمع وخلوه من الأوبئة والآفات. وتعتز البحرين ممثلة بوزارة الصحة وقياداتها بجميع أطقم التمريض وتبذل ما لديها من الإمكانيات لتوفير أفضل السُبل لأداء هذه المهمة الإنسانية على أفضل وجه. فباقة ورد عطرة لهذا الطاقم الملائكي النبيل. وكل عام وجميعنا بصحة وعافية.

كاتب وتربوي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .