مع اقتراب نهاية العام الدراسي نجد الكثير من الطلاب يمزقون الكراريس والدفاتر والملازم، ويلقونها في الهواء تفننا منهم في الدلالة على انتهاء العام الدراسي، وكم تداولت مواقع التواصل مقاطع توضح مدى انتشار هذه السلوكيات، وكم رأينا القصاصات المتطايرة قرب المدارس، ومع ما في هذا المشهد من امتهان للعلم والمعرفة، فإن فيه امتهانا للمقدسات الإسلامية من آيات قرآنية وأحاديث نبوية اشتملت عليها، كم كان مفيدا تخصيص نقاط لجمع هذه المواد تمهيدا للتعامل المناسب معها، وتوعية الطلاب تجاهها.
من زاوية أخرى أرى أننا نعاني من ندرة نقاط إعادة التدوير في معظم المناطق، وانعدامها في مناطق أخرى، ما ساعد على زيادة أعداد العابثين من العمالة غير النظامية بمخلفات الحاويات، وإعادة بعثرتها على الطرقات بشكل مضر بالبيئة المحيطة، أضف لذلك الأخطار الصحية التي تتهدد صحتهم جراء العبث المستمر بالمخلفات طيلة اليوم، واحتمال إصابتهم بجروح من المخلفات الحادة، ما يوجب النظر في إيقاف هذه الممارسات غير الصحية.
نحتاج اليوم إلى فرض مساحة أكبر من الاهتمام بقضية تخلص معظم الناس من المواد القابلة لإعادة التدوير، والتي كان بالإمكان استعمالها بعد معالجتها بدلا من دفنها في مكب النفايات، ما يسرّع انتهاء العمر الافتراضي لمكب النفايات، ويفوّت الاستفادة من هذه المواد إلى الأبد.
* كاتب بحريني