بات مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي اليوم قريبين من الناس، يشاركونهم حياتهم اليومية بشكل مستمر، وكأنهم من أفراد العائلة، فمن المحزن أن يستغل بعض المعلنين ذلك للتدليس وتضليل الناس، بتمرير إعلاناتهم من خلال هؤلاء المشاهير عبر توظيف سيناريوهات وخطط وحبكات إخراجية مقنعة وجاذبة، تتخللها مؤثرات صوتية وتصويرية لترويج منتجات ووجبات وخدمات وغيرها، لكن مع الأسف هناك الكثير من هذه الإعلانات وإن كانت جاذبة إلا أنها كاذبة، بشهادة من جربها، وكما يقال “تستطيع الكذب على بعض الناس بعض الوقت، ولكن لن تستطيع الكذب على كل الناس كل الوقت”.
فعلى سبيل المثال تجد المشهور من هؤلاء يمتدح وجبة معينة، ويدعي أنها أفضل وجبة من هذا النوع في البحرين، وما إن تجرّبها - بناء على ترويجه لها - حتى تكتشف أنه شخص كاذب، أوقعك في فخه، وضربك على قفاك، ولو قمت بالتعليق على إعلانه بعد تجربتك، فإما أن يقوم بحظرك ومسح التعليق، وإما أن يبرر ذلك بأن هذا هو ذوقه، وذلك غير صحيح، فهناك مستوى معين لا يختلف على سوئه اثنان، فكيف يحق له أن يصفها بأنها الأفضل في البحرين؟! إن الإنسان مخلوق ذكي، فإذا صدّقك مرة فخيبت ظنه، فتأكد أنك خسرت مصداقيتك عنده، ولن يُلدغ من جحرك مرتين.
يحتاج بعض المشاهير اليوم لتجديد نواياهم وتحكيم ضمائرهم، وأن يعلموا أن متابعي إعلاناتهم الكاذبة يقومون بشكل آلي بخلق قوائم سوداء تضم كل مشاهير الفلس الذين أوقعوهم في فخاخهم وضحوا بمصداقيتهم في سبيل زيادة أرصدتهم.
- كاتب بحريني