+A
A-

فعاليات اقتصادية: للأمير الراحل بصمات واضحة في نهضة البحرين

الأمين‭:‬ الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬يوصي‭ ‬دائما‭ ‬بالوحدة‭ ‬ونبذ‭ ‬الخلاف

الخاجة‭:‬ الراحل‭ ‬رسم‭ ‬سياسة‭ ‬تعليمية‭ ‬متكاملة‭ ‬أثمرت‭ ‬نشر‭ ‬التعليم

كانو‭:‬ للأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بصمات‭ ‬واضحة‭ ‬بالمجالات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬والمصرفية

الديري‭:‬ الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬رجل‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬الطراز‭ ‬الأول‭ ‬وبصماته‭ ‬جلية‭ ‬بنهضة‭ ‬البحرين

استذكرت فعاليات اقتصادية ورجال أعمال مناقب صاحب السمو الملكي الأمير الراحل خليفة بن سلمان آل خليفة، وذلك في ذكرى يوم وفاته، مترحمين على روحه الطيبة، سائلين المولى عز وجل أن يسكنه فسيح جناته. وأجمعت الشخصيات الاقتصادية على أن الراحل المقيم (طيب الله ثراه) كانت له بصمات واضحة في نهضة البحرين وتنميتها وأنه كان رجل دولة من الطراز الأول.
نبذ الخلاف
قال عضو مجلس التنمية الاقتصادية رئيس لجنة الثروة الغذائية خالد الأمين: لقد رحل الحبيب وما يزال ذكره حاضرا بين الناس، وكثيرًا ما نسمع دعوات الترحم عليه وعلى مواقفه الشجاعة، وما ذاك إلا للأثر الكبير الذي تركه في نفوسهم، وأعماله الإنسانية حاضرة شاهدة، فأياديه البيضاء لا ترد محتاجًا أو مضطرًا، سواءً من يحضر مجلسه الخاص أو أولئك الذين يراهم في الشوارع والطرقات، فقد كان دائم التجول بسيارته في المدن والقرى، وأبرزها المحرق التي يعتبرها عشقه الأبدي، وكان يفصح بذلك الحب أمام الجميع في مجلسه مع بعض المواقف الطريفة، وفي زياراته كان الناس يتفاجأون برؤيته والسلام عليه، ومن تلك الزيارات أنه شاهد أحد المقاهي الشعبية بالمحرق فأوقف سيارته ودخل على المواطنين بعد أن سلم وسلموا عليه، وجلس يلعب معهم لعبته المفضلة (الكيرم)، ما أشاع الحب في نفوس مرتادي المقهى، وقال لهم (لا تحاتون البحرين بخير في قيادة جلالة الملك المفدى وسمو ولي العهد الأمين). تاريخ الأمير خليفة بن سلمان تاريخ جميل، فقد جمعت تلك السيرة والمسيرة كل معاني الإنسانية، ليس للقريب فقط، بل حتى أولئك البعيدين الذين لم تسمح لهم الفرصة بلقائه والسلام عليه، فقد كانت أياديه الحانية ترسل رسائل الحب الإنساني للجميع، فكم من فقير أو محتاج قد وقف معه، بل أمر بإعادة بناء أكثر من 90 بيتًا من بيوت حالة بوماهر التي كانت أشبه بالخرائب، وليس ذلك فحسب، بل كان يشرف على عملية الهدم والبناء بنفسه، فكان ينزل إلى المنطقة في فصل الصيف ليتابع أعمال البناء، ولم يرتح حتى أعاد الأهالي إلى مساكنهم الجديدة ذات المواصفات العالية، وأكثر من ذلك أنه أقام صالة اجتماعية باسم أهالي المنطقة (صالة حالة بوماهر)، وأقام بجانب الصالة المركز الصحي لأهالي المحرق.
مناقب الأمير الراحل خليفة بن سلمان تجاوزت إلى تعزيز التواصل المجتمعي، فقد كانت له زيارات (معتادة) مع الأهالي في مختلف مناطق البحرين، ومن يفتح سجل الصور في تلك المجالس يرى الأمير خليفة بن سلمان وهو جالس في صدر المجلس وحوله التجار وأعيان المجتمع والعلماء والمشايخ وطلبة العلم والوجهاء وغيرهم، وقبل هذا وذلك هو استقبال الأهالي أسبوعيًا في مجلسه بدار الحكومة؛ ليستمع إلى ملاحظاتهم بحضور الوزراء المسؤولين.
لا يخلو مجلس الأمير الراحل خليفة بن سلمان من رجال الصحافة والإعلام، فقد كانت لهم معه حظوة كبيرة، ولا يفتتح حديثه إلا بشكرهم على مواقفهم الوطنية الصادقة، فيباشرونه بهموم الناس وقضاياهم، وتطورات الأوضاع الإقليمية، فكان ذا بصيرة ثاقبة ورأي خاص، ولكن الأبرز هو حبه للبحرين وأهلها، وخوفه عليهم، لذا يطالب بوحدتهم واجتماعهم، وكان كثيرًا ما يردد بأن الوطن هو أغلى ما نملك.
كان الأمير الراحل خليفة بن سلمان لا يحب الفرقة والخلاف، فكان يوصي بالوحدة والائتلاف، والعمل المشترك، وهذه هي إحدى وصاياه لأبناء هذا الوطن، وما تلك الوصايا إلا للخبرة الطويلة التي يمتلكها، والتجارب الكبيرة التي خاضها، ومما يعزي النفس أن عطاءه بالسنوات الأخيرة من عمره كان مع ولي العهد رئيس مجلس الوزراء سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، فقد كانت شراكة بين الخبرة وطموح الشباب ما أثمر مشروعات حضارية كبيرة، فإن غاب الأمير خليفة بن سلمان فإنه غياب لا ينسينا العطاء والتضحية والحب وواجب الوفاء له.


إنجازات 
من جانبه، قال عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين رئيس لجنة التعليم وهيب الخاجة إن إنجازات المغفور له سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة في مجال التعليم امتدت على مدى نصف قرن من العمل المخلص للمملكة، وكان لسموه دور كبير في المجالات الاجتماعية والتنموية والتعليمية والثقافية، وحضوره شمل جميع أوجه التنمية، بالتخطيط والمتابعة والتوجيه والرعاية.
وكان النهوض بالمستوى التعليمي وتطويره والارتقاء بمخرجاته هدفًا رئيسًا من أهداف المشروع التنموي في مملكة البحرين، الذي ينهض على قاعدة نشر التعليم وتطويره المستمر.
وكان حريصًا على منح قطاع التعليم الأولوية وتوفير مقوماته المادية والبشرية مهما كانت الظروف، ودعمه ورعايته الدائمة والمستمرة لحفلات عيد العلم التي كانت تمثل المناسبة الأكثر أهمية للاحتفاء بالعلم وبالتعليم، ودعمه للتعليم شكل نقلة نوعية في التعليم الفني والتكنولوجي بمملكة البحرين، وهيأ الطلاب لخوض التخصصات التقنية المتجددة التي يتطلبها سوق العمل.
وقال الخاجة إن سموه قد رسم سياسة تعليمية متكاملة أثمر تطبيقها إنجازات كبيرة على مستوى نشر التعليم والتوسع فيه، فأصبحت المدارس منتشرة في المدن والقرى، وتم إعداد وتوفير الآلاف من الكوادر والكفاءات البحرينية التي ساهمت في هذه المسيرة، سواء في التعليم المدرسي أو في التعليم العالي، ما انعكس على المؤسسات التعليمية ومخرجاتها والمستفيدين منها من الأجيال المتعاقبة التي أسهمت في نهضة البحرين وتقدمها في جميع المجالات، إلى أن وصلت اليوم إلى مرحلة متقدمة بفضل الله تعالى وبفضل الرعاية والعناية والاهتمام الذي تحظى به.
مفتاح التقدم
بدوره أكد عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين نائب الأمين المالي وليد كانو، أن المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة له بصمات واضحة في مسيرة مملكة البحرين ونهضتها طيلة العقود التي مضت، وفي المجالات كافة، الاقتصادية والتجارية والمصرفية والتنموية، ونستذكر باعتزاز مواقفه الداعمة والمساندة دومًا للقطاع الخاص والمؤسسات الوطنية.
ويعد المغفور له رمزًا للعطاء والقدوة التي تعلّم منها الأجيال التضحية لبناء نهضة البحرين ومستقبلها، لكون سموه مفتاح التقدم ومحرك النمو على مدى طويل، نجحت خلاله البحرين بأن تكون المركز المالي الأسرع نموًا في الشرق الأوسط، وبفضل سموه صارت مملكة البحرين أنموذجًا عربيًا معاصرًا من خلال الإنجازات التي حققتها في مختلف ميادين التنمية المستدامة.
وأشاد كانو بمناقب الفقيد وإسهامات سموه في تحقيق نهضة البحرين في مختلف المجالات والأصعدة، من خلال ترسيخ مبدأ التنمية الاقتصادية القائمة على رؤية واضحة تهدف إلى تعزيز الريادة واستدامة النمو في المستقبل، مشيرًا إلى أن القطاع الاقتصادي البحريني استطاع صياغة المسارات الصحيحة لتحقيق رؤى اقتصادية.
وأضاف كانو “لا يخفى على الجميع جهود الراحل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، منذ توليه المسؤولية في إرساء دعائم التنمية في مملكة البحرين، ارتكازًا على تنمية المواطن البحريني، واستثمار جميع المقومات والموارد المتاحة من أجل تحقيق ذلك، إيمانًا بأن المواطن هو الثروة الحقيقية للأوطان، وأن مملكة البحرين بفضل هذه الرؤية باتت ضمن الدول المتقدمة في مؤشرات التنمية البشرية والحضرية المستدامة على المستوى الإقليمي والعالمي”.
مجلسه مدرسة
إلى ذلك، قال رئيس جمعية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عبدالحسن الديري “في مثل هذا اليوم نتذكر وبكل الفخر والاعتزاز صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه، الذي كان رجل دولة من الطراز الأول وله بصمات واضحة في تاريخ البحرين الحديث ونهضتها ولا تخطئ العين هذه الإنجازات عبر السنين التي خلدت اسم الأمير الراحل طيب الله ثراه”.
وأضاف “تميز سموه رحمه الله بالحكمة ‏والحنكة الإدارية والقيادية فكان متميزًا في إدارته لشؤون الدولة منذ نعومة أظفاره عندما تتلمذ في مجلس والده الأمير الراحل سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة رحمه الله، فكان نعم العضيد المؤازر لأخيه الأمير الراحل سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه في إدارة شؤون الدولة، وبتكاتف الجهود جنبًا إلى جنب ‏استطاع الأميران أن يعبرا بهذه الدولة الفتية قبل الاستقلال وبعد الاستقلال لتأخذ مصافها مع الدول المتقدمة الناجحة. وللفقيد الراحل بصمات واضحة في شتى المجالات الإدارية الوزارية، السياسية الاقتصادية وحتى الرياضية والثقافية وغيرها من المجالات ذات الصلة”.
وواصل الديري “كان سموه بحق مدرسة، وكان مجلس سموه ‏رحمه الله، الذي تشرفت بحضوره مرات عديدة، بمثابة المدرسة للدبلوماسية والحنكة الإدارية التي ينهل منها الجميع فرحم الله الفقيد الراحل”، متابعًا “ونحن في مثل هذا اليوم لا ننسى ما قام به خصوصا لقطاع الأعمال وللقطاع الاقتصادي، لا سيما لقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، فدائمًا ما كان يوصي رحمه الله بتقديم الدعم اللازم لهذه الفئة ‏من أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال والاعتناء بهم وتقديم المشورة والدعم الفني والمالي اللازم”.
وذكر الديري “وبفضل توجيهاته غدت البحرين في مصاف الدول المتقدمة والرائدة في تقديم شتى أوجه الدعم لهذه الفئة، ونفخر حقيقة عبر السنين الماضية بالتاريخ العتيد والمتميز لمملكة البحرين في ما قدمته وتقدمه من دعم متواصل لفئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ولأصحاب الأعمال عموما والقطاع الخاص ‏الذي ضمن ويضمن استمرارية الأعمال حتى في وقت المحن مثل ما مر علينا من جائحة كورونا وغيرها من المطبات الاقتصادية والأزمات المالية والاقتصادية التي سبقت، فرحم الله الفقيد الراحل”.