+A
A-

فعاليات لـ “البلاد”: اسم الأمير خليفة بن سلمان سيبقى منحوتًا في التاريخ

المغفور‭ ‬له‭ ‬أسس‭ ‬أسلوبا‭ ‬فريدا‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬المؤسسي

‭ ‬عزز‭ ‬الموروث‭ ‬الثقافي‭ ‬الثري‭ ‬للبحرين‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬مناطقها

 

أعرب‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الفعاليات‭ ‬الوطنية‭ ‬عن‭ ‬عظيم‭ ‬حزنهم‭ ‬وألمهم‭ ‬بمرور‭ ‬الذكرى‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬فقيد‭ ‬الوطن‭ ‬الكبير‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬واصفين‭ ‬رحيل‭ ‬سموه‭ ‬بالمصاب‭ ‬الجلل‭ ‬وبالغياب‭ ‬الموجع،‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬مؤثرا‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬الجميع‭.‬

‭ ‬سياسات‭ ‬متزنة

فمن‭ ‬جهته،‭ ‬أكد‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والدفاع‭ ‬والأمن‭ ‬الوطني‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب‭ ‬محمد‭ ‬السيسي‭ ‬البوعينين‭ ‬الإسهامات‭ ‬الكبيرة‭ ‬لصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬وطيب‭ ‬ثراه‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬مكانة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية،‭ ‬بسياسات‭ ‬متزنة،‭ ‬لا‭ ‬تتدخل‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الغير،‭ ‬ولا‭ ‬تسمح‭ ‬للغير‭ ‬بالتدخل‭ ‬في‭ ‬شؤونها‭ ‬وفق‭ ‬مواقف‭ ‬متوازنة‭.‬

وقال‭ ‬البوعينين‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭: ‬إن‭ ‬سموه‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬نهضة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬المحافل‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬وقد‭ ‬نال‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الدولي‭ ‬كجائزة‭ ‬الشرف‭ ‬للإنجاز‭ ‬المتميز‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التنمية‭ ‬الحضرية‭ ‬والإسكان‭ ‬من‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

وتابع‭ ‬قائلاً،‭ ‬“حظي‭ ‬الفقيد‭ ‬الراحل‭ ‬بتقدير‭ ‬واحترام‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مساهمته‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والتسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الثقافات‭ ‬والأديان،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬اعتماد‭ ‬يوم‭ ‬الضمير‭ ‬العالمي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬نتيجة‭ ‬لمبادرة‭ ‬من‭ ‬سموه‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه؛‭ ‬تقديرا‭ ‬لمواقفه‭ ‬وإسهاماته‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات”‭.‬

أعماله‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬نفسها

بدوره،‭ ‬قال‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬واستشاري‭ ‬الأمراض‭ ‬الباطنية‭ ‬وأمراض‭ ‬وزراعة‭ ‬الكلى‭ ‬أحمد‭ ‬العريض‭ ‬بأن‭ ‬رحيل‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬مصاب‭ ‬جلل،‭ ‬وغياب‭ ‬موجع،‭ ‬مازال‭ ‬يؤثر‭ ‬فينا‭ ‬وفي‭ ‬جميع‭ ‬أبناء‭ ‬شعبه‭.‬

وتابع‭ ‬“لكنه‭ ‬غياب‭ ‬بالجسد‭ ‬فقط،‭ ‬فمازالت‭ ‬أعماله‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬نفسها،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬عاشت‭ ‬البحرين‭ ‬طوال‭ ‬العقود‭ ‬الخمسة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬إنجازات‭ ‬ومكتسبات‭ ‬زاهرة،‭ ‬انعكست‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬المواطن‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬وكان‭ ‬للأمير‭ ‬الراحل،‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬دوره‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬نعمتَي‭ ‬الصحة‭ ‬والأمان،‭ ‬حيث‭ ‬تحققت‭ ‬بهما‭ ‬النعم‭ ‬الأخرى‭ ‬كافة‭.‬

وأضاف‭ ‬العريض‭ ‬“أتذكر‭ ‬كطبيب‭ ‬كيف‭ ‬كان‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬الصحة‭ ‬والأطباء‭ ‬والخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬بعين‭ ‬التقدير‭ ‬والاهتمام،‭ ‬مما‭ ‬دفعنا‭ ‬دوما‭ ‬لنهل‭ ‬العلم،‭ ‬واستكمال‭ ‬علومنا‭ ‬في‭ ‬الميادين‭ ‬الطبية‭ ‬المختلفة،‭ ‬وعندما‭ ‬رجعنا‭ ‬بشهادتنا‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬من‭ ‬جامعات‭ ‬أوروبية‭ ‬عريقة،‭ ‬حرص‭ ‬سموه‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يستقبلنا‭ ‬بترحاب،‭ ‬ووجه‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬كافة‭ ‬التسهيلات‭ ‬اللازمة‭ ‬لممارسة‭ ‬عملنا”‭.‬

دولة‭ ‬حديثة

إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬قال‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬السكلر‭ ‬البحرينية‭ ‬زكريا‭ ‬الكاظم‭ ‬“أسس‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬أسلوبا‭ ‬فريدا‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬المؤسساتي،‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬منفعة‭ ‬الجمهور،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬غياب‭ ‬القائد،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬المنهج‭ ‬أقوى‭ ‬وأعمق‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يتغير،‭ ‬فالثابت‭ ‬هو‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬وبناء‭ ‬الإنسان،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعلنا‭ ‬نشهد‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة،‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬متغير‭ ‬كثير‭ ‬التحديات‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬إقليمي‭ ‬إستراتيجي”‭.‬

وواصل‭ ‬الكاظم‭ ‬“في‭ ‬مجتمع‭ ‬الخلية‭ ‬المنجلية‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬يعد‭ ‬سموه‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬المؤثرين‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬فهم‭ ‬الرعاية‭ ‬المقدمة‭ ‬لهذه‭ ‬الشريحة،‭ ‬فمنذ‭ ‬أن‭ ‬التقيناه‭ ‬كانت‭ ‬الغاية‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬صدر‭ ‬سموه‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬البحرين،‭ ‬منطلقا‭ ‬لصناعة‭ ‬العافية‭ ‬لهؤلاء‭ ‬دون‭ ‬تمييز”‭.‬

وأردف‭ ‬“كما‭ ‬اجتهد‭ ‬سموه‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬على‭ ‬تحفيز‭ ‬صناع‭ ‬الدواء‭ ‬على‭ ‬مبادرات‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬رعاية‭ ‬البحرين‭ ‬وإخوتها‭ ‬للدواء،‭ ‬وصحة‭ ‬شعوبها،‭ ‬وقد‭ ‬تحقق‭ ‬ذلك‭ ‬خلال‭ ‬‮٤‬‭ ‬سنوات،‭ ‬شهدنا‭ ‬فيها‭ ‬بزوغ‭ ‬فجر‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الخلية‭ ‬المنجلية،‭ ‬حيث‭ ‬ازداد‭ ‬عدد‭ ‬المبادرات‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬أدوية‭ ‬جديدة،‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تغير‭ ‬حياة‭ ‬المحاربين‭ ‬إلى‭ ‬الأبد”‭.‬

‭ ‬قامة‭ ‬سياسية

وقال‭ ‬الشيخ‭ ‬عبداللطيف‭ ‬المحمود‭ ‬إن‭ ‬الراحل‭ ‬الكبير‭ ‬قامة‭ ‬سياسية‭ ‬واجتماعية‭ ‬من‭ ‬قامات‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬تربى‭ ‬بين‭ ‬يدي‭ ‬أبيه‭ ‬صاحب‭ ‬العظمة‭ ‬الشيخ‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬وهو‭ ‬صغير،‭ ‬مع‭ ‬إخوانه‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الأمير‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬وسمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراهم،‭ ‬مضيفا‭ ‬“كنا‭ ‬نراهم‭ ‬ملازمين‭ ‬لمجلسه‭ ‬اليومي‭ ‬والأسبوعي”‭.‬

وتابع‭ ‬المحمود‭ ‬“تأثرت‭ ‬شخصية‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬كثيراً‭ ‬بوالده‭ ‬وبالمجتمع‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يستقبله،‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬والتخصصات‭ ‬والانتماءات،‭ ‬وتحمل‭ ‬مسؤوليات‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬إدارات‭ ‬متعددة،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬والده‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬يكلفه‭ ‬بها‭ ‬كأنه‭ ‬يعده‭ ‬لقيادة‭ ‬وإدارة‭ ‬المجتمع،‭ ‬ومملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬بعده،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أخويه‭ ‬رحمهما‭ ‬الله‭ ‬تعالى”‭.‬

وزاد‭ ‬“فتح‭ ‬بابه‭ ‬لجميع‭ ‬من‭ ‬يودون‭ ‬الاجتماع‭ ‬به،‭ ‬ويعطي‭ ‬كل‭ ‬ذي‭ ‬قدر‭ ‬قدره،‭ ‬لا‭ ‬يتأخر‭ ‬عن‭ ‬فعل‭ ‬ما‭ ‬يقترح‭ ‬عليه‭ ‬مما‭ ‬يراه‭ ‬صواباً،‭ ‬سواء‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بإدارة‭ ‬الحكومة،‭ ‬أو‭ ‬بعلاقاته‭ ‬الاجتماعية”‭.‬

وأضاف‭ ‬المحمود‭ ‬“كما‭ ‬تحمل‭ ‬سموه‭ ‬كثيراً‭ ‬مما‭ ‬مر‭ ‬بالبحرين‭ ‬من‭ ‬مشاكل‭ ‬سياسية،‭ ‬داخلية،‭ ‬وخارجية،‭ ‬ولكنه‭ ‬كان‭ ‬حصيف‭ ‬الرأي،‭ ‬أهل‭ ‬لأن‭ ‬يتحمل‭ ‬تلك‭ ‬العقبات،‭ ‬ليخرج‭ ‬بالبحرين‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمان”‭.‬

‭ ‬روح‭ ‬التواصل‭ ‬والقبول

وقال‭ ‬المحامي‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬غنيم‭ ‬“منذ‭ ‬عام‭ ‬فقدت‭ ‬البحرين‭ ‬زعيما‭ ‬من‭ ‬زعماء‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬والأمة‭ ‬العربية‭ ‬والخليجية‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬العموم‭ ‬ومملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص”‭.‬

وأضاف‭ ‬“كان‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬يحظى‭ ‬بتقدير‭ ‬شعبه‭ ‬منذ‭ ‬توليه‭ ‬رئاسة‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وافته‭ ‬المنية،‭ ‬وقد‭ ‬تولى‭ ‬إدارة‭ ‬الدولة‭ ‬ورسم‭ ‬السياسة‭ ‬التنفيذية‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،فبحكمته‭ ‬وخبرته‭ ‬أديرت‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية،‭ ‬فكان‭ ‬استقرار‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والأمني‭ ‬عنواناً‭ ‬لإدارة‭ ‬هذه‭ ‬السلطة”‭.‬

وأردف‭ ‬“كما‭ ‬كانت‭ ‬للمغفور‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬الوطيدة‭ ‬والقوية‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬الزعماء‭ ‬والأشقاء‭ ‬العرب‭ ‬مما‭ ‬سهل‭ ‬على‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬محطة‭ ‬للسلام‭ ‬واستقرار‭ ‬العلاقات‭ ‬الخليجية‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬الخليجية،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬روحاً‭ ‬للتواصل‭ ‬والقبول،‭ ‬وكان‭ ‬رصيناً‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬علاقاته‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية”‭.‬

وأنهى‭ ‬غنيم‭ ‬“رحم‭ ‬الله‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان،‭ ‬وحفظ‭ ‬الله‭ ‬البحرين‭ ‬وشعبها‭ ‬بقيادة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة”‭.‬

‭ ‬شخصية‭ ‬فذة‭ ‬وأممية

وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته،‭ ‬أشار‭ ‬رئيس‭ ‬الجمعية‭ ‬الفلكية‭ ‬البحرينية‭ ‬البروفيسور‭ ‬وهيب‭ ‬الناصر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬شخصية‭ ‬فذة،‭ ‬أممية،‭ ‬تتمتع‭ ‬بالشجاعة،‭ ‬والكرم،‭ ‬والحزم،‭ ‬في‭ ‬مكانه‭ ‬وموضعه،‭ ‬وكان‭ ‬يستشرف‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأمور”‭.‬

وتابع‭ ‬الناصر‭ ‬“وأذكر‭ ‬في‭ ‬لقائي‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬القامة‭ ‬الفريدة،‭ ‬لدى‭ ‬إهدائي‭ ‬له‭ ‬بعض‭ ‬المؤلفات،‭ ‬والإصدارات،‭ ‬حول‭ ‬الفيزياء‭ ‬عامة،‭ ‬وحول‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬حينما‭ ‬نصحني‭ ‬سموه‭ ‬بأن‭ ‬أدخل‭ ‬عالم‭ ‬التجارة‭ ‬في‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬لكي‭ ‬تكون‭ ‬تلك‭ ‬الطاقة‭ ‬واقعاً‭ ‬ملموساً،‭ ‬بعدما‭ ‬علم‭ ‬بقيامنا‭ ‬بتصميم‭ ‬محطة‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬بالطاقة‭ ‬الشمسية،‭ ‬ومحطة‭ ‬أخرى‭ ‬متنقلة‭ ‬لتوليد‭ ‬الكهرباء‭ ‬بطاقة‭ ‬الرياح‭ ‬والشمس،‭ ‬وكنت‭ ‬لفترة‭ ‬أفكر‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬حتى‭ ‬رأينا‭ ‬الآن‭ ‬وجود‭ ‬شركات‭ ‬بحرينية‭ ‬عدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال”‭.‬

وتابع‭ ‬الناصر‭ ‬“كما‭ ‬أذكر‭ ‬دعم‭ ‬وتشجيع‭ ‬وحث‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬على‭ ‬العلم،‭ ‬وعلى‭ ‬التأليف،‭ ‬وعلى‭ ‬إجراء‭ ‬البحوث،‭ ‬وتناول‭ ‬المواضيع‭ ‬العلمية‭ ‬والتقنية‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬والمنطقة،‭ ‬لذلك‭ ‬كان‭ ‬يحرص‭ ‬سموه‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬تخريج‭ ‬طلاب‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬سنويا”‭.‬

قائد‭ ‬بكل‭ ‬الاهتمامات

إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬قال‭ ‬رئيس‭ ‬تحرير‭ ‬نشرة‭ ‬الفنر‭ ‬الثقافية‭ ‬خالد‭ ‬بو‭ ‬مطيع‭ ‬“تمر‭ ‬الذكرى‭ ‬الحزينة‭ ‬لوفاة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفه‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬ورحمه‭ ‬رحمة‭ ‬واسعة،‭ ‬بما‭ ‬قدم‭ ‬للبحرين‭ ‬وشعبها‭ ‬والعالم‭ ‬خلال‭ ‬مسيرة‭ ‬حياته‭ ‬الزاخرة‭ ‬بالعطاء‭ ‬المتنوع”‭.‬

وزاد‭ ‬بو‭ ‬مطيع‭ ‬“كان‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬قائدا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬اهتماماته،‭ ‬وكان‭ ‬للثقافة‭ ‬بمعناها‭ ‬الواسع‭ ‬حيزا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬وتوجهاته‭ ‬وممارساته‭ ‬وكان‭ ‬سموه‭ ‬شغوفا‭ ‬بالفن‭ ‬واهتمامه‭ ‬بالفنانين‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬مجالاتهم”‭.‬

وتابع‭ ‬“لقد‭ ‬استطاع‭ ‬سموه‭ ‬بمواقع‭ ‬كثيرة،‭ ‬أن‭ ‬يؤسس‭ ‬أنماطا‭ ‬من‭ ‬الممارسات‭ ‬والتطبيقات‭ ‬الثقافية‭ ‬ويعزز‭ ‬معايشة‭ ‬الموروث‭ ‬الثقافي‭ ‬الثري‭ ‬للبحرين‭ ‬وشعبها‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬مناطقها،‭ ‬وكانت‭ ‬للمحرق‭ ‬وثقافتها‭ ‬المتميزة‭ ‬اهتمام‭ ‬خاص‭ ‬في‭ ‬تعاملاته‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬أهلها‭ ‬رجالا‭ ‬ونساء،‭ ‬فكانت‭ ‬السعادة‭ ‬تغمر‭ ‬محياه،‭ ‬وهو‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬المحرق،‭ ‬ومع‭ ‬أهلها‭ ‬وثقافتها‭ ‬وعاداتها‭ ‬وتقاليدها‭ ‬وفرجانها‭ ‬وعوائلها”‭.‬

‭ ‬مرجع‭ ‬دولي

وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬ذاته،‭ ‬قال‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬العلاقات‭ ‬العامة‭ ‬البحرينية‭ ‬فهد‭ ‬الشهابي‭ ‬إن‭ ‬إنجازات‭ ‬سموه‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬يشهد‭ ‬لها‭ ‬القاصي‭ ‬والداني‭ - ‬كمرجع‭ ‬دولي‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬المستويات‭.‬

وأضاف‭ ‬الشهابي‭ ‬“فنحن‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬ذكرى‭ ‬رحيل‭ ‬رمز،‭ ‬قضى‭ ‬ستينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬هندسة‭ ‬إنهاء‭ ‬اتفاقات‭ ‬الحماية‭ ‬البريطانية،‭ ‬وفي‭ ‬ذكرى‭ ‬قائد‭ ‬قضى‭ ‬سبعينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬التأسيس‭ ‬الإداري‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬بينما‭ ‬قضى‭ ‬سموه‭ ‬الثمانينات‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬طريق‭ ‬تحويل‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬مالي‭ ‬واقتصادي”‭.‬

ومضى‭ ‬قائلا‭ ‬“وفي‭ ‬ذكرى‭ ‬أب‭ ‬حنون،‭ ‬قضى‭ ‬جل‭ ‬حياته‭ ‬مستمعا‭ ‬لأبنائه،‭ ‬ومطلعا‭ ‬على‭ ‬خفايا‭ ‬كل‭ ‬بيت‭ ‬من‭ ‬بيوتنا،‭ ‬وعارفا‭ ‬لكل‭ ‬فرد‭ ‬منا،‭ ‬مشاركا‭ ‬لنا‭ ‬أفراحنا‭ ‬وأتراحنا‭. ‬فيحق‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نفاخر‭ ‬بقية‭ ‬الدول‭ ‬بأن‭ ‬اسم‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬قد‭ ‬نحت‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة”‭.‬

‭ ‬الأمير‭ ‬الفارس

وعلق‭ ‬هشام‭ ‬الرميثي‭ ‬قائلاً‭ ‬“ارتبط‭ ‬اسم‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬بتاريخ‭ ‬مشرق‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وكنموذج‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يهتم‭ ‬سموه‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬بتوجيه‭ ‬الوزراء‭ ‬إلى‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬يطرحه‭ ‬المواطن‭ ‬من‭ ‬تساؤلات”‭.‬

وزاد‭ ‬الرميثي‭ ‬“كما‭ ‬كان‭ ‬كثير‭ ‬الزيارة‭ ‬للمناطق‭ ‬والمدن‭ ‬والقرى،‭ ‬متأملاً‭ ‬أحوالها،‭ ‬وسائلاً‭ ‬عن‭ ‬أحوال‭ ‬الصغير‭ ‬والكبير،‭ ‬محققاً‭ ‬بهذا‭ ‬التواصل‭ ‬عددا‭ ‬هائلاً‭ ‬من‭ ‬المنجزات‭ ‬الحضارية‭ ‬والمشاريع‭ ‬الإسكانية،‭ ‬والتطوير‭ ‬المستمر‭ ‬للبنية‭ ‬التحتية،‭ ‬كان‭ ‬لمحافظة‭ ‬المحرق‭ ‬نصيب‭ ‬وافر‭ ‬منها”‭.‬

وتابع‭ ‬“رحل‭ ‬الأمير‭ ‬الفارس،‭ ‬وآثاره‭ ‬الخيرة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬واضحة‭ ‬للعيان،‭ ‬مخلداً‭ ‬للتاريخ‭ ‬إنجازات‭ ‬طولى‭ ‬أفنى‭ ‬لأجلها‭ ‬ريعان‭ ‬شبابه،‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬وغفر‭ ‬له”‭.‬

‭ ‬سيذكره‭ ‬التاريخ

وختامًا،‭ ‬قال‭ ‬راعي‭ ‬الكنيسة‭ ‬الوطنية‭ ‬الإنجيلية‭ ‬القسيس‭ ‬هاني‭ ‬عزيز‭ ‬إن‭ ‬لسموه‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬مكانة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬الناس؛‭ ‬لمبادئه‭ ‬وحبه‭ ‬للبحرين‭ ‬وشعبها‭ ‬الكريم،‭ ‬مضيفاً‭ ‬“سيذكره‭ ‬التاريخ‭ ‬لأجل‭ ‬كل‭ ‬إنجازاته‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬العربية‭ ‬والعالمية”‭.‬

وأنهى‭ ‬القسيس‭ ‬هاني‭ ‬بالقول‭ ‬“هو‭ ‬الأب‭ ‬الذي‭ ‬حمل‭ ‬بداخله‭ ‬هموم‭ ‬المواطن‭ ‬والمقيم،‭ ‬أحب‭ ‬البحرين‭ ‬فأحبته،‭ ‬وسيظل‭ ‬دوماً‭ ‬الوالد‭ ‬القريب‭ ‬والوفي‭ ‬والمشفق‭ ‬على‭ ‬الجميع”‭.‬