+A
A-

خليفة بن سلمان... قصة عشق أبدية لا تبارح مخيلة أهل البحرين

‭ ‬أحمد‭ ‬البنا‭:‬ مازالت‭ ‬المحرق‭ ‬وأهلها‭ ‬يذكرون‭ ‬زياراته‭ ‬ومواقفه‭ ‬الإنسانية‭ ‬

‭ ‬جاسم‭ ‬بو‭ ‬طبينة‭:‬ دخل‭ ‬قلوبنا‭ ‬قبل‭ ‬بيوتنا‭ ‬ومجالسنا‭ ‬ومدننا‭ ‬وقرانا

‭ ‬محمد‭ ‬الدخيل‭:‬ سموه‭ ‬دائم‭ ‬السؤال‭ ‬عن‭ ‬الأهالي‭ ‬سواء‭ ‬كبار‭ ‬أو‭ ‬صغار‭ ‬السن

عندما‭ ‬تستصرح‭ ‬ممن‭ ‬عاشوا‭ ‬مع‭ ‬الراحل‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ابن‭ ‬البحرين‭ ‬البار،‭ ‬فإن‭ ‬البارين‭ ‬ومنهم‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬جمعية‭ ‬البحرين‭ ‬لرعاية‭ ‬الوالدين‭ ‬أحمد‭ ‬البنا،‭ ‬يرد‭ ‬عليك‭ ‬بالدموع،‭ ‬ولا‭ ‬يجد‭ ‬ردا‭ ‬آخر‭ ‬قد‭ ‬يريح‭ ‬القلب‭ ‬المثخن‭ ‬بالذكريات‭ ‬الجميلة‭ ‬والمتراكمة‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنين‭ ‬طويلة‭ ‬سوى‭ ‬دمع‭ ‬يسقط‭ ‬مدرارا‭ ‬على‭ ‬ذكرى‭ ‬رحيل‭ ‬رجل‭ ‬أمة‭ ‬وقائد‭ ‬مسيرة‭ ‬وإنسانية‭.‬

ويسرد‭ ‬البنا‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬خاصة‭  ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬بمناسبة‭ ‬حلول‭ ‬الذكرى‭ ‬الأولى‭ ‬للراحل‭ ‬الكبير‭ ‬“مازالت‭ ‬المحرق‭ ‬وأهلها‭ ‬يذكرون‭ ‬زياراته‭ ‬ومواقفه‭ ‬الإنسانية‭ ‬تجاه‭ ‬شعبه‭ ‬وما‭ ‬قدمه‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬ومساعدات‭ ‬يطول‭ ‬معها‭ ‬الحديث‭ ‬ويصعب‭ ‬حصرها‭. ‬كان‭ ‬رجل‭ ‬أمة‭ ‬ملأ‭ ‬قلبه‭ ‬حب‭ ‬مواطنيه‭ ‬جميعا،‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬الحب‭ ‬هو‭ ‬الملهم‭ ‬لهذا‭ ‬القائد‭ ‬المحنك‭ ‬والفذ‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وطنه‭ ‬البحرين‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬مواطنيه،‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬أحلك‭ ‬الأزمات‭ ‬كانت‭ ‬توجيهات‭ ‬سموه‭ ‬دوما‭ ‬تصدر‭ ‬بعدم‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬المواطنين؛‭ ‬ليعيشوا‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حكومة‭ ‬تستمد‭ ‬توجيهاتها‭ ‬من‭ ‬ملك‭ ‬قائد‭ ‬يعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬رفعة‭ ‬بلده‭ ‬وشعبه،‭ ‬ولذلك‭ ‬التقت‭ ‬الإرادتان‭ ‬إرادة‭ ‬الملك‭ ‬وإرادة‭ ‬سموه‭ ‬وعملتا‭ ‬معا‭ ‬وبنجاح‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تبقى‭ ‬البحرين‭ ‬وشعبها‭ ‬عزيزة‭ ‬أبية،‭ ‬ولعل‭ ‬أزمات‭ ‬كبيرة‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬البحرين‭ ‬بينت‭ ‬المواقف‭ ‬الإنسانية‭ ‬المستمرة‭ ‬لسموه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توجيهاته‭ ‬المباشرة‭ ‬للمسؤولين‭ ‬لتوظيف‭ ‬أبنائه‭ ‬البحرينيين‭ ‬وخلق‭ ‬وظائف‭ ‬لهم،‭ ‬وإرسال‭ ‬المحتاجين‭ ‬للعلاج‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬على‭ ‬نفقة‭ ‬الدولة،‭ ‬واحتضانه‭ ‬الكثيرين‭ ‬من‭ ‬الطلاب‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يحصلوا‭ ‬على‭ ‬البعثات‭ ‬الرسمية‭ ‬وهم‭ ‬من‭ ‬المتفوقين”‭ .‬

زيارات‭ ‬أبوية

‭ ‬ويتابع‭ ‬“كانت‭ ‬كثيرة‭ ‬هي‭ ‬الأعمال‭ ‬الجليلة‭ ‬لسموه،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬تلك‭ ‬الزيارات‭ ‬الميدانية‭ ‬للمدن‭ ‬والقرى‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬من‭ ‬الوطن‭ ‬الغالي،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يزور‭ ‬كمسؤول‭ ‬وإنما‭ ‬كمواطن‭ ‬وأب‭ ‬وأخ‭ ‬حانٍ‭ ‬يلتقي‭ ‬مواطنيه‭ ‬وهم‭ ‬يلتفون‭ ‬حوله‭ ‬يحادثهم‭ ‬يغوص‭ ‬في‭ ‬مشكلاتهم‭ ‬وهمومهم‭ ‬ويلبي‭ ‬طلباتهم‭ ‬ويوجه‭ ‬المسؤولين‭ ‬لتنفيذ‭ ‬مطالبهم،‭ ‬كان‭ ‬يلتقينا‭ ‬جمعيا،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ - ‬رحمه‭ ‬الله‭ - ‬أبا‭ ‬لشعبه‭ ‬وابنا‭ ‬بار‭ ‬للبحرين‭ ‬التي‭ ‬أحبها‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬رمزا‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬خلاب‭ ‬عمله‭ ‬المتواصل،‭ ‬كان‭ ‬يصر‭ ‬على‭ ‬زيارة‭ ‬المدن‭ ‬والقرى‭ ‬لتفقد‭ ‬أحوال‭ ‬مواطنيه‭ ‬ويغادر‭ ‬والقلوب‭ ‬تناديه‭ ‬والعيون‭ ‬ترقب‭ ‬عودته‭ ‬الميمونة،‭ ‬وهي‭ ‬تجده‭ ‬وإن‭ ‬رحل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬جانب‭ ‬من‭ ‬جوانب‭ ‬المدن‭ ‬والقرى‭ ‬التي‭ ‬زارها‭ ‬وسيبقى‭ ‬رمزا‭ ‬محفورا‭ ‬في‭ ‬تراث‭ ‬الذاكرة‭ ‬الجمعية‭ ‬والتراثية‭ ‬للوطن‭ ‬والمواطن‭ ‬دوما‭ ‬وأبدا،‭ ‬ونرى‭ ‬في‭ ‬نجله‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬علي،‭ ‬وأحفاده‭ ‬جميعا‭ ‬حفظهم‭ ‬الله‭ ‬أنهم‭ ‬امتداد‭ ‬للراحل‭ ‬الكبير‭ ‬وهم‭ ‬خير‭ ‬خلف‭ ‬لخير‭ ‬سلف،‭ ‬وبهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬أصدرنا‭ ‬مجلة‭ ‬خاصة‭ ‬بإنجازات‭ ‬سموه،‭ ‬ولدينا‭ ‬فعاليات‭ ‬أخرى‭ ‬قريبا”‭. ‬

هامة‭ ‬عظيمة

بدوره،‭ ‬قال‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬قلالي‭ ‬للصيادين‭ ‬محمد‭ ‬الدخيل‭ ‬إن‭ ‬“المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬قامة‭ ‬عظيمة،‭ ‬وأن‭ ‬البحرين‭ ‬فقدت‭ ‬قائدا‭ ‬عظيما‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬النواحي،‭ ‬ولا‭ ‬يمكننا‭ ‬ذكر‭ ‬جميع‭ ‬مناقبه؛‭ ‬لأنها‭ ‬لن‭ ‬تفيه‭ ‬حقه،‭ ‬وسوف‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬قرية‭ ‬قلالي،‭ ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬لي‭ ‬مواقف‭ ‬شخصية‭ ‬مع‭ ‬المغفور‭ ‬له،‭ ‬حيث‭ ‬كنا‭ ‬نطالب‭ ‬بخدمات‭ ‬تهم‭ ‬سكان‭ ‬المنطقة،‭ ‬ووجدت‭ ‬آذانا‭ ‬صاغية‭ ‬من‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة”‭.‬

وأضاف‭ ‬قائلا‭ ‬“عند‭ ‬مناشدة‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬لأي‭ ‬مشكلة،‭ ‬نجد‭ ‬استجابة‭ ‬مباشرة‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ويتخذ‭ ‬قرارا‭ ‬في‭ ‬الموضوع،‭ ‬وتوصية‭ ‬الوزراء‭ ‬مباشرة‭ ‬بشأن‭ ‬أي‭ ‬مشكلة‭ ‬تحصل‭ ‬في‭ ‬القرية،‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬من‭ ‬أين‭ ‬أبدأ‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬المواقف‭ ‬الشخصية‭ ‬مع‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى”‭.‬

استقلبنا‭ ‬في‭ ‬قصره

وبيَّن‭ ‬الدخيل‭ ‬أن‭ ‬“من‭ ‬ضمن‭ ‬المواضيع‭ ‬التي‭ ‬لاقت‭ ‬صدى‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬زيارة‭ ‬أهالي‭ ‬قلالي‭ ‬للمغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬عندما‭ ‬تجمعنا‭ ‬عند‭ ‬قصر‭ ‬سموه،‭ ‬حيث‭ ‬أمر‭ ‬سموه‭ ‬بدخولنا،‭ ‬وقال‭ (‬أهالي‭ ‬قلالي‭ ‬تعالوا‭ ‬خلنا‭ ‬نشوف‭ ‬اشعندكم‭)‬،‭ ‬فهذا‭ ‬إن‭ ‬دل‭ ‬على‭ ‬شيء‭ ‬إنما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬سمو‭ ‬قائد‭ ‬فذ‭ ‬همام‭ ‬ويستمع‭ ‬للجميع”‭.‬

وأشار‭ ‬الدخيل‭ ‬في‭ ‬تصريحاته‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬“سموه‭ ‬طلب‭ ‬منها‭ ‬شرح‭ ‬المشكلة‭ ‬التي‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬طلبات‭ ‬الإسكان،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬تفضل‭ ‬سموه‭ ‬بتحقيقه،‭ ‬حيث‭ ‬حصل‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬أهالي‭ ‬قلالي‭ ‬على‭ ‬منازل‭ ‬مشروع‭ ‬قلالي‭ ‬الإسكاني،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬حادثة‭ ‬المستنقع‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬ظهور‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬البعوض‭ ‬والحشرات،‭ ‬حيث‭ ‬زار‭ ‬سموه‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬المنطقة‭ ‬شخصياً؛‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬المشكلة،‭ ‬حيث‭ ‬كنت‭ ‬أنا‭ ‬شخصياً‭ ‬أول‭ ‬المستقبلين‭ ‬لسموه‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬وما‭ ‬إن‭ ‬انتشر‭ ‬خبر‭ ‬زيارته‭ ‬لمنطقة‭ ‬قلالي،‭ ‬حتى‭ ‬تجمع‭ ‬الأهالي‭ ‬خلال‭ ‬دقائق‭ ‬للقاء‭ ‬سموه‭ ‬رحمه‭ ‬الله”‭ .‬

التجاوب‭ ‬المستمر

واستذكر‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬الصيادين‭ ‬في‭ ‬قلالي‭ ‬موقفا‭ ‬لن‭ ‬ينساه‭ ‬بشأن‭ ‬أرض‭ ‬أمام‭ ‬مجلس‭ ‬للأهالي‭ ‬بوسط‭ ‬القرية،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تقام‭ ‬عليها‭ ‬العرضات‭ ‬والحفلات،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المزمع‭ ‬إقامة‭ ‬5‭ ‬عمارات‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الأرض،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬الأهالي‭ ‬يشعرون‭ ‬بالإحباط،‭ ‬بعدها‭ ‬نقل‭ ‬الاهالي‭ ‬الموضوع‭ ‬للمغفور‭ ‬له،‭ ‬حيث‭ ‬أمر‭ ‬سموه‭ ‬وزارة‭ ‬شؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬لاستملاك‭ ‬الأرض‭ ‬للمنفعة‭ ‬العامة،‭ ‬وهناك‭ ‬مطالبة‭ ‬شعبية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬تسمية‭ ‬تلك‭ ‬الأرض‭ ‬بـ‭ ‬“‭ ‬ميدان‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬“‭ ‬لتبقى‭ ‬ذكرى‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة‭.‬

‭ ‬وأشار‭ ‬الدخيل‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬دائم‭ ‬السؤال‭ ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬الأهالي‭ ‬سواء‭ ‬كبار‭ ‬أو‭ ‬صغار‭ ‬السن،‭ ‬ويتحدث‭ ‬عن‭ ‬أحوال‭ ‬أهالي‭ ‬قلالي،‭ ‬وحضوره‭ ‬المدرسة‭ ‬عند‭ ‬زيارته‭ ‬العام‭ ‬2008‭ ‬لذلك‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬له‭ ‬مكانة‭ ‬كبيرة‭ ‬لدى‭ ‬أهالي‭ ‬قلالي‭ ‬خصوصا،‭ ‬وأهالي‭ ‬البحرين‭ ‬عموما،‭ ‬مضيفا‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬يكتب‭ ‬أي‭ ‬موضوع‭ ‬يمس‭ ‬الأهالي‭ ‬في‭ ‬الصحافة،‭ ‬فإن‭ ‬التجاوب‭ ‬يأتي‭ ‬سريعا‭ ‬من‭ ‬مكتب‭ ‬سموه‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬مردفا‭ ‬أن‭ ‬توجيهات‭ ‬سموه‭ ‬المباشرة‭ ‬كانت‭ ‬تؤكد‭ ‬ما‭ ‬توليه‭ ‬الحكومة‭ ‬من‭ ‬اهتمام‭ ‬بالتنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬والمستدامة‭ ‬للإنسان‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬القطاع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬خصوصا‭ ‬والخدمي‭ ‬عموما‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬الهموم‭ ‬التي‭ ‬تشغل‭ ‬اهتمامه‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬وأسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جناته‭ ‬لما‭ ‬قدمه‭ ‬للوطن‭ ‬والمواطن‭.‬

عاشق‭ ‬المحرق

أما‭ ‬جاسم‭ ‬بو‭ ‬طبينه‭ ‬فقال،‭ ‬إن‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬كان‭ ‬يعشق‭ ‬المحرق‭ ‬وأهلها،‭ ‬وهم‭ ‬بالمثل‭ ‬يبادلونه‭ ‬الشعور‭ ‬ذاته،‭ ‬وكانت‭ ‬المدينة‭ ‬يعمها‭ ‬الحزن‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬يتعرض‭ ‬سموه‭ ‬لوعكة‭ ‬صحية‭.‬

وتابع‭ ‬“بالنسبة‭ ‬لي،‭ ‬فقد‭ ‬تشرفت‭ ‬باللقاء‭ ‬معه‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬زيارات‭ ‬كان‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬لمدينة‭ ‬المحرق‭ ‬وضواحيها؛‭ ‬لتفقد‭ ‬أمور‭ ‬المواطنين‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬أصعب‭ ‬الظروف‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬كنت‭ ‬ألتقيه‭ ‬كان‭ ‬يسأل‭ ‬عن‭ ‬أحوال‭ ‬الأهل‭ ‬ويحرص‭ ‬على‭ ‬تفقد‭ ‬كل‭ ‬احتياجات‭ ‬المواطنين‭. ‬بشهادة‭ ‬الجميع‭ ‬كان‭ ‬يصر‭ ‬على‭ ‬تفقد‭ ‬كل‭ ‬الأمور‭ ‬بنفسه‭ ‬وبصدر‭ ‬رحب”‭.‬

سموه‭ ‬لم‭ ‬ينم‭ ‬

وأضاف‭ ‬“من‭ ‬اللقاءات‭ ‬التي‭ ‬تشرفت‭ ‬بحضورها‭ ‬عندما‭ ‬التقينا‭ ‬سموه‭ ‬بمعية‭ ‬محافظ‭ ‬المحرق‭  ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬هندي‭ ‬لنقدم‭ ‬له‭ ‬الشكر‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ (‬سعادة‭)‬،‭ ‬حينها‭ ‬قال‭ ‬سموه‭ ‬لم‭ ‬أنم‭ ‬من‭ ‬فرحتي‭ ‬بلقائكم،‭ ‬وكنت‭ ‬أفكر‭ ‬بمن‭ ‬سأرى‭ ‬من‭ ‬أهلي‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬المحرق‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء،‭ ‬والموقف‭ ‬الآخر‭ ‬عندما‭ ‬قال‭ ‬مقولته‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تنسى‭ ‬كيف‭ ‬أكافئ‭ ‬أهل‭ ‬المحرق‭ ‬على‭ ‬حبهم‭ ‬لي،‭ ‬وعندما‭ ‬طلبت‭ ‬منه‭ ‬زيارة‭ ‬مجلسي،‭ ‬رحب‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬الحال‭ ‬بالفكرة‭ ‬ولكن‭ ‬لظرف‭ ‬ما‭ ‬تعذرت‭ ‬زيارة‭ ‬سموه‭ ‬الشخصية،‭ ‬فكلف‭ ‬أحفاده‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬وسمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬وسمو‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬ابناء‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬خليفة،‭ ‬الذي‭ ‬نكن‭ ‬له‭ ‬أيضا‭ ‬كل‭ ‬محبة‭ ‬واحترام،‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬سنوية‭ ‬وعادة‭ ‬حسنة‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك،‭ ‬وكان‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬خليفة،‭ ‬يزورنا،‭ ‬حيث‭ ‬تشرفت‭ ‬بلقائه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬بحضور‭ ‬الوزراء‭ ‬وطلب‭ ‬منا‭ ‬بأن‭ ‬نتكلم‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬المحرق‭ ‬مباشرة؛‭ ‬لكي‭ ‬يسمع‭ ‬كل‭ ‬وزير‭ ‬هذه‭ ‬الطلبات‭ ‬وخاصة‭ ‬الخدمية”‭.‬

وتابع‭ ‬“لا‭ ‬أنسى‭ ‬زيارة‭ ‬الراحل‭ ‬الكبير‭ ‬الإنسانية‭ ‬ووقفته‭ ‬التي‭ ‬يتذكرها‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين‭ ‬كافه‭ ‬عندما‭ ‬سقطت‭ ‬طائرة‭ ‬طيران‭ ‬الخليج‭ ‬وراح‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الضحايا‭ ‬كان‭ ‬جنبا‭ ‬بجنب‭ ‬مع‭ ‬الأهالي؛‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬وقع‭ ‬هذا‭ ‬الحادث‭ ‬الأليم‭.  ‬

إن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفه‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬يطول‭ ‬ويحتاج‭ ‬لمساحات‭ ‬كبيرة‭ ‬بحجم‭ ‬محبته‭ ‬عندنا”‭.‬

وختم‭ ‬“لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬حدث‭ ‬ما‭ ‬تمر‭ ‬به‭ ‬المحرق‭ ‬وأهلها‭ ‬من‭ ‬فرح‭ ‬أو‭ ‬حزن،‭ ‬إلا‭ ‬وكان‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حاضرا‭ ‬فيها‭ ‬شخصيا،‭ ‬فخليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬دخل‭ ‬قلوبنا‭ ‬قبل‭ ‬بيوتنا‭ ‬ومجالسنا‭ ‬ومدننا‭ ‬وقرانا،‭ ‬كان‭ ‬المتنفس‭ ‬لنا‭ ‬عندما‭ ‬تشتد‭ ‬علينا‭ ‬الأمور،‭ ‬وقف‭ ‬مع‭ ‬الكل‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الظروف‭ ‬الصحية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والرياضية‭ ‬والثقافية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬تعلمنا‭ ‬منه‭ ‬الكثير‭ ‬والكثير،‭ ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬معلمنا‭ ‬الأول‭ ‬نحن‭ ‬المحرقيين،‭ ‬وتبقى‭ ‬المحرق‭ ‬خليفة‭ ‬وخليفة‭ ‬المحرق‭ ‬وإن‭ ‬طال‭ ‬الزمان”‭.‬