فعاليات وطنية لـ “البلاد”: الراحل الكبير سيبقى إرثا في الذاكرة للوطن والمواطن
خليفة بن سلمان... قصة عشق أبدية لا تبارح مخيلة أهل البحرين
أحمد البنا: مازالت المحرق وأهلها يذكرون زياراته ومواقفه الإنسانية
جاسم بو طبينة: دخل قلوبنا قبل بيوتنا ومجالسنا ومدننا وقرانا
محمد الدخيل: سموه دائم السؤال عن الأهالي سواء كبار أو صغار السن
عندما تستصرح ممن عاشوا مع الراحل المغفور له الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، ابن البحرين البار، فإن البارين ومنهم رئيس مجلس إدارة جمعية البحرين لرعاية الوالدين أحمد البنا، يرد عليك بالدموع، ولا يجد ردا آخر قد يريح القلب المثخن بالذكريات الجميلة والمتراكمة على مدى سنين طويلة سوى دمع يسقط مدرارا على ذكرى رحيل رجل أمة وقائد مسيرة وإنسانية.
ويسرد البنا في تصريحات خاصة لـ “البلاد” بمناسبة حلول الذكرى الأولى للراحل الكبير “مازالت المحرق وأهلها يذكرون زياراته ومواقفه الإنسانية تجاه شعبه وما قدمه من خدمات ومساعدات يطول معها الحديث ويصعب حصرها. كان رجل أمة ملأ قلبه حب مواطنيه جميعا، وكان هذا الحب هو الملهم لهذا القائد المحنك والفذ في العمل من أجل وطنه البحرين ومن أجل مواطنيه، وحتى في أحلك الأزمات كانت توجيهات سموه دوما تصدر بعدم الضغط على المواطنين؛ ليعيشوا حياة كريمة في ظل حكومة تستمد توجيهاتها من ملك قائد يعمل من أجل رفعة بلده وشعبه، ولذلك التقت الإرادتان إرادة الملك وإرادة سموه وعملتا معا وبنجاح على أن تبقى البحرين وشعبها عزيزة أبية، ولعل أزمات كبيرة مرت بها البحرين بينت المواقف الإنسانية المستمرة لسموه من خلال توجيهاته المباشرة للمسؤولين لتوظيف أبنائه البحرينيين وخلق وظائف لهم، وإرسال المحتاجين للعلاج في الخارج على نفقة الدولة، واحتضانه الكثيرين من الطلاب الذين لم يحصلوا على البعثات الرسمية وهم من المتفوقين” .
زيارات أبوية
ويتابع “كانت كثيرة هي الأعمال الجليلة لسموه، وعلى رأسها تلك الزيارات الميدانية للمدن والقرى البحرينية في كل مكان من الوطن الغالي، لم يكن يزور كمسؤول وإنما كمواطن وأب وأخ حانٍ يلتقي مواطنيه وهم يلتفون حوله يحادثهم يغوص في مشكلاتهم وهمومهم ويلبي طلباتهم ويوجه المسؤولين لتنفيذ مطالبهم، كان يلتقينا جمعيا، فقد كان - رحمه الله - أبا لشعبه وابنا بار للبحرين التي أحبها حتى أصبح رمزا لها في المحافل الدولية من خلاب عمله المتواصل، كان يصر على زيارة المدن والقرى لتفقد أحوال مواطنيه ويغادر والقلوب تناديه والعيون ترقب عودته الميمونة، وهي تجده وإن رحل في كل مكان وفي كل جانب من جوانب المدن والقرى التي زارها وسيبقى رمزا محفورا في تراث الذاكرة الجمعية والتراثية للوطن والمواطن دوما وأبدا، ونرى في نجله سمو الشيخ علي، وأحفاده جميعا حفظهم الله أنهم امتداد للراحل الكبير وهم خير خلف لخير سلف، وبهذه المناسبة أصدرنا مجلة خاصة بإنجازات سموه، ولدينا فعاليات أخرى قريبا”.
هامة عظيمة
بدوره، قال رئيس جمعية قلالي للصيادين محمد الدخيل إن “المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة قامة عظيمة، وأن البحرين فقدت قائدا عظيما من جميع النواحي، ولا يمكننا ذكر جميع مناقبه؛ لأنها لن تفيه حقه، وسوف أتحدث عن قرية قلالي، ذلك أنه كان لي مواقف شخصية مع المغفور له، حيث كنا نطالب بخدمات تهم سكان المنطقة، ووجدت آذانا صاغية من المغفور له الأمير الراحل خليفة بن سلمان آل خليفة”.
وأضاف قائلا “عند مناشدة الجهات المعنية لأي مشكلة، نجد استجابة مباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، ويتخذ قرارا في الموضوع، وتوصية الوزراء مباشرة بشأن أي مشكلة تحصل في القرية، لذلك لا أعرف من أين أبدأ الحديث عن المواقف الشخصية مع المغفور له بإذن الله تعالى”.
استقلبنا في قصره
وبيَّن الدخيل أن “من ضمن المواضيع التي لاقت صدى في البحرين زيارة أهالي قلالي للمغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، عندما تجمعنا عند قصر سموه، حيث أمر سموه بدخولنا، وقال (أهالي قلالي تعالوا خلنا نشوف اشعندكم)، فهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن سمو قائد فذ همام ويستمع للجميع”.
وأشار الدخيل في تصريحاته لـ “البلاد” إلى أن “سموه طلب منها شرح المشكلة التي تتمثل في طلبات الإسكان، وهو الأمر الذي تفضل سموه بتحقيقه، حيث حصل عدد كبير من أهالي قلالي على منازل مشروع قلالي الإسكاني، إلى جانب حادثة المستنقع الكبير الذي تسبب في ظهور الكثير من البعوض والحشرات، حيث زار سموه رحمه الله المنطقة شخصياً؛ للوقوف على حل المشكلة، حيث كنت أنا شخصياً أول المستقبلين لسموه رحمه الله، وما إن انتشر خبر زيارته لمنطقة قلالي، حتى تجمع الأهالي خلال دقائق للقاء سموه رحمه الله” .
التجاوب المستمر
واستذكر رئيس جمعية الصيادين في قلالي موقفا لن ينساه بشأن أرض أمام مجلس للأهالي بوسط القرية، حيث كانت تقام عليها العرضات والحفلات، إذ كان من المزمع إقامة 5 عمارات على تلك الأرض، الأمر الذي جعل الأهالي يشعرون بالإحباط، بعدها نقل الاهالي الموضوع للمغفور له، حيث أمر سموه وزارة شؤون البلديات والتخطيط العمراني لاستملاك الأرض للمنفعة العامة، وهناك مطالبة شعبية في الوقت الحالي تسمية تلك الأرض بـ “ ميدان خليفة بن سلمان “ لتبقى ذكرى للأجيال القادمة.
وأشار الدخيل إلى أن المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة دائم السؤال عن جميع الأهالي سواء كبار أو صغار السن، ويتحدث عن أحوال أهالي قلالي، وحضوره المدرسة عند زيارته العام 2008 لذلك المغفور له بإذن الله له مكانة كبيرة لدى أهالي قلالي خصوصا، وأهالي البحرين عموما، مضيفا أنه عندما يكتب أي موضوع يمس الأهالي في الصحافة، فإن التجاوب يأتي سريعا من مكتب سموه رحمه الله، مردفا أن توجيهات سموه المباشرة كانت تؤكد ما توليه الحكومة من اهتمام بالتنمية الشاملة والمستدامة للإنسان البحريني في شتى المجالات، وعلى رأسها القطاع الاجتماعي خصوصا والخدمي عموما والذي كان أحد الهموم التي تشغل اهتمامه رحمه الله وأسكنه فسيح جناته لما قدمه للوطن والمواطن.
عاشق المحرق
أما جاسم بو طبينه فقال، إن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة كان يعشق المحرق وأهلها، وهم بالمثل يبادلونه الشعور ذاته، وكانت المدينة يعمها الحزن عندما كان يتعرض سموه لوعكة صحية.
وتابع “بالنسبة لي، فقد تشرفت باللقاء معه في عدة زيارات كان يقوم بها لمدينة المحرق وضواحيها؛ لتفقد أمور المواطنين حتى في أصعب الظروف وفي كل مرة كنت ألتقيه كان يسأل عن أحوال الأهل ويحرص على تفقد كل احتياجات المواطنين. بشهادة الجميع كان يصر على تفقد كل الأمور بنفسه وبصدر رحب”.
سموه لم ينم
وأضاف “من اللقاءات التي تشرفت بحضورها عندما التقينا سموه بمعية محافظ المحرق سلمان بن هندي لنقدم له الشكر على مشروع (سعادة)، حينها قال سموه لم أنم من فرحتي بلقائكم، وكنت أفكر بمن سأرى من أهلي من أهل المحرق في هذا اللقاء، والموقف الآخر عندما قال مقولته التي لا تنسى كيف أكافئ أهل المحرق على حبهم لي، وعندما طلبت منه زيارة مجلسي، رحب رحمه الله في الحال بالفكرة ولكن لظرف ما تعذرت زيارة سموه الشخصية، فكلف أحفاده سمو الشيخ خليفة بن علي وسمو الشيخ عيسى بن علي وسمو الشيخ خالد بن علي ابناء نائب رئيس الوزراء سمو الشيخ علي بن خليفة، الذي نكن له أيضا كل محبة واحترام، حتى أصبحت هذه الزيارة سنوية وعادة حسنة في شهر رمضان المبارك، وكان سمو الشيخ علي بن خليفة، يزورنا، حيث تشرفت بلقائه أكثر من مرة بحضور الوزراء وطلب منا بأن نتكلم عن كل ما يخص المحرق مباشرة؛ لكي يسمع كل وزير هذه الطلبات وخاصة الخدمية”.
وتابع “لا أنسى زيارة الراحل الكبير الإنسانية ووقفته التي يتذكرها أبناء البحرين كافه عندما سقطت طائرة طيران الخليج وراح عدد كبير من الضحايا كان جنبا بجنب مع الأهالي؛ للتخفيف من وقع هذا الحادث الأليم.
إن الحديث عن صاحب السمو الملكي خليفة بن سلمان آل خليفه رحمه الله يطول ويحتاج لمساحات كبيرة بحجم محبته عندنا”.
وختم “لم يكن هناك حدث ما تمر به المحرق وأهلها من فرح أو حزن، إلا وكان خليفة بن سلمان حاضرا فيها شخصيا، فخليفة بن سلمان دخل قلوبنا قبل بيوتنا ومجالسنا ومدننا وقرانا، كان المتنفس لنا عندما تشتد علينا الأمور، وقف مع الكل في جميع الظروف الصحية والتعليمية والرياضية والثقافية والاجتماعية، تعلمنا منه الكثير والكثير، لقد كان معلمنا الأول نحن المحرقيين، وتبقى المحرق خليفة وخليفة المحرق وإن طال الزمان”.