“البلاد” تسرد عددا من مواقف الفقيد الكبير في الحفاظ على المخزون السمكي
صيادون: لم نعهد الجوع في عهده وكان الحافظ على أرزاقنا
سمو الأمير خليفة بن سلمان عن عمليات الدفان: البيئة البحرية أصابها الضرر
الدخيل: سموه كان الداعم الأساس لنا طوال 50 عامًا
المغني: الفقيد تكلَّف بدفع رسوم سوق العمل عن الصيادين
كان قطاع الصيادين واحدا من القطاعات التي حظيت باهتمام بالغ من المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، وتفيد المعطيات أن سموه كان قريبا من مشكلات الصيادين ويتلمس الحلول حينما يلتقيهم؛ لما لهذا القطاع البارز من مساهمة مهمة في استقرار المخزون الغذائي للبحرين.
في هذه العجالة، تسرد “البلاد” عددا من المواقف الطيبة لسمو الأمير الراحل طيب الله ثراه مع الصيادين، لتجسد واحدة من أبرز وأسمى آيات الديمقراطية وروح الأبوة التي تمتع بها سموه ليثبت للجميع أن سموه رحمه الله كان رجل دول من الطراز الرفيع.
ففي تاريخ 15 فبراير 2009، نظم الصيادون وقفتهم الاحتجاجية، فأعلنوا الإضراب عن العمل لحين تحقيق متطلباتهم، ووصفهم وقتها البعض بأنهم يثيرون المجتمع ويريدون يلوون ذراع الجهات المسؤولة، وأنهم تحولوا للعمل السياسي وتنظيم الإضرابات والتظاهرات.
وعلى العكس تجاوب الأمير الراحل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه مع الصيادين بشكل منقطع النظير، وقام بزيارة تاريخية لمقر جمعية الصيادين في المحرق بشكل مفاجئ، ووقف على كافة التفاصيل والمطالبات التي طالب بها الصيادون لتصحيح أوضاعهم.
وفي ذات اليوم، صرح سمو الأمير الراحل طيب الله ثراه، بأن الصيادين أظهروا رقيًا في إيصال صوتهم ومطالبهم وكان تعاملهم في إيصال قضاياهم بشكل حضاري، وينم عن حرصهم في تعزيز الحس الوطني والمصلحة العامة، وتوج ذلك كله عبر استئنافهم للعمل وقرارهم بعودة تزويد الأسواق بالأسماك.
وأشار وقتها سموه إلى “أن الحكومة تقدر هذا التصرف المسؤول من الصيادين وتشكرهم على مبادرتهم بوقف إضرابهم واستئناف العمل فورًا وتزويد الأسواق بالأسماك”، لافتًا سموه إلى أن الحكومة ستعمل على حل مشكلات الصيادين وتلبية متطلباتهم؛ لأنهم يستحقون من يدعمهم ويساندهم لما يقومون به من دور في توفير أكثر مصادر الغذاء طلبًا في المجتمع البحريني وتحملهم للمصاعب والعناء في سبيل ذلك.
وبعدها بيوم وتحديدًا في 22 فبراير 2009 عقد مجلس الوزراء جلسته الاعتيادية وطغى على الجلسة موضوع الصيادين ومطالباتهم، وبحث المجلس وضع الصيادين وخطة الحكومة لدعم قطاع الصيد وتنمية الموارد السمكية، واطلع سمو الأمير الراحل المجلس في هذا الصدد على التقرير العاجل الذي أعده المجلس بالتعاون مع الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية.
وتأسيسًا على التقارير، قرر مجلس الوزراء دراسة إنشاء صندوق للصيادين يختص بتعويضات الصيادين وتنمية الثروة السمكية وحماية المصائد السمكية والحفاظ على البيئة البحرية، وقرر المجلس تكليف الجهات القانونية بإعداد الأداة القانونية اللازمة لفرض رسوم على عمليات شفط وتجريف الرمال، فيما قرر كذلك توجيه صندوق العمل بدعم قطاع الصيادين والثروة السمكية وذلك من خلال تقديم بعض المساعدات للصيادين كسمتلزمات الصيد وأدوات التدريب في مجال الصيد والارتقاء بالمهنة.
وشكل مجلس الوزراء بتوجيهات من سمو الأمير الراحل لجنة حكومية برئاسة وزارة شؤون البلديات والزراعة وتضم ممثلين عن وزارات العمل والمالية والصناعة والتجارة والهيئة العامة للثروة السمكية لإعداد برنامج عمل لدراسة الخطة المقترحة لدعم الصيادين وتنمية الموارد السمكية؛ من أجل الحفاظ على الحياة البحرية واستدامة المخزون السمكي، فيما وجه سموه رحمه الله وزير العمل رئيس هيئة تنظيم سوق العمل بأخذ طلبات الصيادين في الاعتبار وتسهيل إجراءاتهم.
لن ننساه
نائب رئيس جمعية الصيادين عبدالأمير المغني تحدث لـ “البلاد” عن وقفات المغفور له بإذن الله الراحل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، وقال: “لن ننسى وقفاته مع الصيادين ما حيينا، مواقف سموه معنا لا تعد ولا تحصى، فهو رجل دولة من الطراز الأول وقل نظيره، ونحن آسفون على رحيله. رحمك الله يا خليفة بن سلمان أديت مع عليك وكففت ووفيت، شكرًا لك على كل صنيعك الجميل في حق الوطن والملك والشعب والمقيمين، لن ننساك مدى الدهر”.
وتابع: “لن ننسى زيارة سموه رحمه الله وطيب ثراه إلى مقر جمعية الصيادين في 21 من فبراير 2009، وذلك بعد وقفتنا الاحتجاجية، زارنا من دون مراسيم أو مواعيد مسبقة، واستقبلنا استقبال الأب الحاني، وعند دخل مقر الجمعية في المحرق لم يكن فيها أثاث، إذ جلس على كرسي بسيط وكان يستمع لنا ويناقشنا في كل مطالبنا”، مشيرًا إلى أن في عهد سموه لم يعهد صياد الجوع وكان ربان سفينتا والحافظ على أرزاقنا.
وأضاف: “قال لنا سموه “أعلم أنكم متضررون جراء ما أصاب البيئة البحرية من عمليات الدفان، وأنا اليوم بينكم أسمع قولكم وأريد منكم أن تتحدثوا بكل ما لديكم)، فأثرنا موضوع تدمير البيئة ورسوم سوق العمل التي فرضت على الصيادين وارتفاع سعر الديزل وانعكاسات هذا الأمر على واقع الصيادين والمخزون الغذائي على البلد”.
وأكد أن “سموه قال لهم (أنتم فئة تحتاجون الدعم وتستحقونه لأنكم تساهمون بمساهمة كبيرة في توفير الأمان على مستوى المخزون الغذائي للبحرين)، وعلى الفور وجه المسؤولين على دعمنا وقام بنفسه بتحمل فاتورة رسوم سوق العمل عن الصيادين وإبقاء سعر الديزل على 70 فلسا كما كان معمولا به في السابق”.
وأشار المغني إلى أن “توجيهات سموه والحفاوة التي استقبلنا بها وخصنا فيها أثلج قلوبنا ولم تكن هذه المرة الأولى في وقفته معنا، إذ تناوبنا على زيارة مجلسه العامر طوال عشر سنوات، وكنا نثير المواضيع التي تؤثر على عملنا وكان يتجاوب معنا على الفور رحمه الله وأحسن إليه وطيب ثراه”.
وأفاد إلى أن “رئيس الوزراء كان كل همه خدمة الوطن والمواطنين هذا ما كنا نلمسه بشكل لافت عند زيارتنا (نحن جمعية الصيادين) لمجلسه العامر، أو عندما نلتقيه في أي موقع.
وقال: “الوزراء المتعاقبون على وزارة البلديات والزراعة كان يقولون لنا باستمرار إن سموه كان دائم السؤال عن الصيادين وأحوالهم وكان يوصينا فيكم خيرا”.
اهتمام بالغ
من جهته، أكد رئيس جمعية صيادين قلالي محمد الدخيل أن “مناقب الأمير الراحل وفقيد البحرين الغالي طيب الله ثراه لا يمكن أن تحصى أبدًا في كل المشارب والعناوين والمواضيع، وأما عن وقفته معنا نحن الصيادين لا يوجد حديث يمكن أن يحتوي الوقفات التي وقفها معنا سموه رحمه الله”.
وقال: كان له دور لافت وبارز في دعم الصيادين وقد أولانا اهتماما بالغا ويقف على كافة المسائل التي نثيرها لسموه، وأعطانا كل الحقوق سواء نحن في جمعية صيادي قلالي أو جمعية صيادي البحرين. وبين أن توجيهات سموه كانت تصب في صالح الصيادين على طوال عطائه الزاهر ومسيرته المستنيرة في قيادة الحكومة طوال 50 عاما، وكان له الأثر البالغ في الحفاظ على البيئة البحرية وتحقيق التنمية المستدامة للثروة السمكية، مشيرا إلى أن قرارات وتوجيهات سموه بتعديل أوضاع الصيادين، ومكافحة كافة أنواع الصيد الجائر، أسهمت في الحفاظ على مستقبل الثروة السمكية في مملكة البحرين.
وأكد الدخيل، أنه بفضل توجيهات الفقيد الغالي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، أخذت حكومة مملكة البحرين على عاتقها حماية البيئة البحرية والمحافظة على الموارد الطبيعية من الهدر والاستنزاف؛ ما أسهم في استدامة موارد البيئة البحرية وتنميتها لحفظ حق الأجيال القادمة في مكتسباتهم الوطنية من الثروات البحرية، مشيرا إلى أن كافة العاملين في قطاع الصيد، يقدرون عاليا حرص سموه على دعم هذه المهنة باعتبارها مصدرا مهما من مصادر الأمن الغذائي للبلاد.
واستذكر أحد قرارات سمو الأمير الراحل التي ساهمت في الحفاظ على البحر والبيئة البحرية والفطرية، حيث أشار إلى أن سموه أمر بوقف الصيد البحري باستخدام شباك الجر القاعية (الكراف) في المياه الإقليمية لمملكة البحرين، انعش الحياة البحرية وحقق التعافي للمخزون السمكي، وجعل البيئة البحرية أكثر أمانا واستدامة.