سجل إنجازاته الرائدة أكسب البحرين مرتبة متميزة على خريطة العالم
فقيد الوطن الكبير.. شخصية عظيمة تجاوزت الحدود المحلية إلى الدولية
سيبقى منهج فقيد الوطن المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه نبراسًا لاستلهام معاني العطاء والعمل الدؤوب، من لدن قائد رسم أفضل صورة للنهضة والتطور في بلادنا وسعى لتحقيقها طيلة ما يزيد على أربعة عقود من الزمن من فكره وعصارة تجاربه للمضي بالبحرين إلى آفاق جديدة ومساحات أرحب.
ولا غرو في ذلك، فـالراحل الكبير كان العضيد الأمين للمغفور له بإذن الله تعالى الأمير الراحل سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، والسند والذخر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وكل مواطن مخلص ينظر بإجلال وتقدير كبيرين لدور فقيد الوطن “أبا علي” في جعل البحرين ذات مرتبة مميزة على الخارطة العالمية، ولا أدل على ذلك من الجوائز الدولية التي حصل عليها سموه من المنظمات الإقليمية والدولية، نذكر منها جائزة تقديرية بارزة في مجال التنمية الحضرية من قبل برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في عام 2007، وشهادة تقدير خاصة من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «الموئل» في عام 2008، وميدالية ابن سينا الذهبية من قبل منظمة اليونسكو في عام 2009، وجائزة الأهداف الإنمائية للألفية عام 2010، والدرع الأفريقي في عام 2012، والجائزة الذهبية من الاتحاد الدولي لسيدات الأعمال والمهنيات (BPW الدولية) في مايو 2014، كما حصل في العام 2015 على جائزة الاتحاد الدولي للاتصالات، وفي العام 2017 تم منح سموه “درع الريادة في العمل التنموي” كأول قائد عربي يحصل على هذه الجائزة الرفيعة التي استحدثتها الجامعة العربية في العام ذاته، وخصصتها للشخصيات العربية الرفيعة ذات الإسهام في تطوير العمل العربي التنموي.
مواقع الصدارة على خارطة العالم
ولو تصفحنا كتاب: “رمز العطاء وسيرة الوفاء.. خليفة بن سلمان مجد الوطن”، لمؤلفه الكاتب عادل عيسى المرزوق الذي يعد أحد أبرز الإصدارات الحديثة في المكتبة البحرينية والخليجية والعربية حول سيرة فقيد الوطن الغالي، سنجد الكتاب مرجعًا مهمًّا بمضامينه التي وثقت مراحل المسيرة في بناء مملكة البحرين الحديثة، فحين نتحدث عنه رحمه الله وطيب ثراه، فإننا بلا شك نعبر عن التقدير والامتنان والعرفان لقائد بذل أعلى الجهود لإرساء قواعد ومنطلقات الدولة الحديثة بخبرته وحكمته وسعة إطلاعه، ورفع البحرين إلى مواقع الصدارة على خارطة العالم، ولا ريب أن هذه السيرة المباركة العطرة لسموه لا تقتصر على كتاب مطبوع، فهناك الكثير من المناقب والمآثر لسموه يعرفها الناس الذين عملوا معه وعرفوه عن كثب وتعلموا منه الكثير، ولعلّ الهدف الأول من هذا الكتاب، هو نقل سيرة هذا القائد العظيم إلى أبناء البحرين وإلى الأجيال القادمة، بل وإلى كل باحث ومؤلف ومفكر لما فيها من دروس وحكمة وعمل وجهد قل نظيره.
بناء السند والقوة
إن شخصية فقيد الوطن الملهمة والمؤثرة، اكتسبت مكانة شامخة بين أبناء مملكة البحرين والشعب الخليجي والعربي، وتجاوزت عطاءات هذه الشخصية حدودها المحلية إلى العالمية من خلال جهوده في أهم مجال تحتاجه الأمم وهو: التنمية البشرية، فيما كان سموه يرسخ دعائم الوطن وشعبه من خلال (الأسرة البحرينية).. ثم نأتي إلى ما نسميه “قوة المجتمع البحريني” التي تكمن، وهذا وفق شواهد التاريخ، في ترابط الحاكم والمحكوم.. تمثلها علاقة قل نظيرها بين القيادة الرشيدة الحكيمة والشعب الوفي الكريم، فالمسئولية الكبرى هي مسئولية حماية المجتمع البحريني ورأب صدعه وصيانة سوره الذي يجمع أبناءه من كل الطوائف والملل، ويجمعهم في التفافهم حول قيادتهم الرشيدة، وبالطبع، فإن البناء الذي شيده الراحل الكبير هو السند والقوة التي تجمع أهل البحرين متحابين متكاتفين وقادرين على تجاوز أية ظروف بعنوان المحبة البحريني الكبير والأصيل.
إرث يجسد قدوة عظيمة
وهناك الكثير من محطات السيرة مما يمكن اعتباره دروسًا تعلمناها من سموه حين تشع هذه الدروس النقية كالنبع الصافي، ونستذكر مقولات سموه السامية حين يعبر عن ما في قلبه تجاه أهل البحرين بقوله: “إن فرحتنا الحقيقية هي حينما ننجز لشعبنا ونقدم له ما يرضيه لأنه سندنا وعضدنا لأي تطور وتقدم تشهده مملكة البحرين وإن صلابة المجتمع البحريني يكمن سره في الترابط والصلات بين أفراد هذا الشعب التي تفوق وتسمو على أية اعتبارات أخرى، ودوره الكبير في تعزيز الثوابت البحرينية الأصيلة التي ترتكز على حمل الأمانة وبناء الأوطان وتحقيق رفاهية الإنسان، وهو بذلك ترك إرثًا يجسّد قدوة عظيمة للأجيال في العطاء والبذل وحب الوطن، ومدرسة عريقة يستلهم منها الجميع دروسًا في التطوير والبناء وترسيخ نهضة الوطن.