أصحاب مصانع ورؤساء شركات: الأمير الراحل أكبر داعم للقطاع
خليفة بن سلمان وضع اللبنات لـ 5 قطاعات صناعية أساسية
جواهري: رحل من تابع عن قرب تنفيذ خطط التحديث والتطوير
الزياني: الصناعات الوطنية الأساسية إحدى بصمات الأمير خليفة
بدر: الأمير الراحل وضع البحرين على الخارطة الصناعية
الخاجة: كان لديه إيمان قوي بأهمية الصناعة للاستدامة والتنويع
المناعي: في عهده أقيمت مناطق صناعية بالعديد من المحافظات
أكد عدد من المسؤولين والمعنيين في القطاع الصناعي في البحرين أن الراحل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه، وضع اللبنات الأساسية لانطلاق القطاع الصناعي في مملكة البحرين وتطوره وفق خطة بعيدة المدى، الأمر الذي يعكس نظرته الثاقبة نحو تنويع الاقتصاد، وأن يكون قطاع الصناعة أحد محركات النمو ليوفر عشرات آلاف من الوظائف للبحرينيين.
افتتاح مصنع اليوريا في العام 1998
ويقول رئيس شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات “جيبك” عبدالرحمن جواهري إن الأمير الراحل هو صانع النهضة الحديثة قائلا “وداعا خليفة بن سلمان في رحاب الله”، مضيفا “يرحل القادة الحقيقيون عن هذا العالم غير مدركين لما سيتركونه خلفهم من ألم الفراق القاسي في نفوس شعوبهم، وقد فُجعنا نحن في البحرين هذا الأسبوع برحيل قائد فذّ قل نظيره، صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، الذي انتقل إلى جوار ربه الكريم صباح الأربعاء الحزين، ليحتضن ثرى البحرين جثمانه الطاهر. نعم،، رحل قائد الإنسانية، صانع النهضة والإنجازات، رحل من وضع البحرين في مقدمة الدول في مؤشرات التنمية، من تابع عن قرب تنفيذ خطط التحديث والتطوير في هذا الوطن العزيز، ومازلنا نستذكر استقبال شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات لسموه بحفاوة تليق بمقامه عندما تشرفنا بمقدمه ليفتتح مصنع اليوريا في العام 1998 الذي يعتبر واحدا من أهم المصانع التي يضمها مجمع الشركة الصناعي”.
الراحل صاحب رؤية ثاقبة
ويتابع جواهري “غادرنا رجل المجالس المفتوحة، صاحب الرؤية الثاقبة والنظرة الحكيمة، والمواقف الشجاعة والمكانة المميزة، إنه أحد الرجال العظماء بأفعاله وقراراته، ميزه قربه من شعبه وسعيه الدءوب لتلمس حاجاتهم، يغمره الشغف البالغ بتطوير بلده وتنميته، وبرحيله تنقضي حقبة كاملة، هذا الرحيل الذي لا يمكن تعويضه. لا ينتهي الحديث عن سموه مهما أبدعت الكلمات، فمشاعر الحزن التي تكتسي الوطن لا يمكن احتواؤها، إلا أن الشعب وإن عظمت عليه الفاجعة وطال به أمد مشاعر الحزن والأسى، يبقى عزاؤنا في الإرث الغزير الذي تركه لنا سموه، سواء في الإنسان البحريني الواعي الذي أولاه سموه جل اهتمامه، أو في الممارسات الحديثة التي أرسى دعائمها في مجال العمل الحكومي، فكل ذلك سيكون مرتكزنا في المرحلة القادمة، خاصة وأن الوطن يحظى بفضل الله باستقرار وأمان وقيادة رشيدة. ولعّل في خضم هذا الحزن الكبير، يبزغ لنا نور الأمل بالاختيار السامي لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد، نائب القائد الأعلى، الذي عُين رئيسا للوزراء، مدركين بأنه سيكون بإذن الله خير خلف لخير سلف، واثقين تمام الثقة في قدرته وعزيمته على استكمال مسيرة التقدّم والنماء، والمضي قدما في تطبيق قواعد الرؤية الاقتصادية 2030 التي أسهم سموه، حفظه الله، في إطلاقها ومتابعة مراحل تنفيذها منذ بداية الإعلان عن هذه الرؤية الواعدة”.
ومضى بالقول “إنها إرادة الله الذي لا راد لقضائه، سيبقى خليفة بن سلمان خالدا في ذاكرة الوطن، ولا نملك سوى أن نسأل المولى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ورضوانه، وأن يسكن روحه الطاهرة جنان الخلد، وأن يلهم الأسرة المالكة والشعب البحريني الوفي الصبر والسلوان، وأن يجزي فقيد الوطن الغالي خير الجزاء وينزله منازل الصديقين والأبرار”.
الداعم الأول للقطاع الصناعي
من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة “ميدال كيبل” حامد الزياني إن سمو الأمير الراحل كان من أكبر الداعمين للصناعات، حيث نستذكر دعمه الكبير لمشورع “ميدال كيبل” في انطلاقته بزيارته للمصنع بمعية وزير الصناعة والتنمية حينها، يوسف الشيراوي في العام 1979، الأمر الذي عكس حرص سموه على تشجيع ورعاية القطاع الصناعي”، مضيفا “ كانت هذه الزيارة أول دعم رئيس لنا”.
وأشار الزياني إلى أن سمو الأمير الراحل أسس لبنات 5 صناعات أساسية، وهي قطاع الألمنيوم، قطاع النفط ، قطاع الحديد الصلب، قطاع البتروكمياويات، وقطاع إنتاج الغاز، حيث تقوم صناعات تحتية أخرى تحت هذه الصناعات الأساسية.
وأوضح أن الصناعات التحتية تخلق 4 أضعاف الوظائف من الصناعات الأساسية، فمثلا “ألبا” تخلق اليوم ما بين 2500 إلى 3 آلاف وظيفة، في حين أن الصناعات التحتية في قطاع الألمنيوم توفر 12 الف وظيفة.
وأكد الزياني أن هذه الصناعات تمثل بصمات الراحل الأمير خليفة، حيث أسس هذه القطاعات على خطط خلقت على إثرها صناعات تحويلية، فلولا “ألبا” مثلا لما كانت هناك صناعات أولية في الألمنيوم وكذلك بالنسبة للتكرير والبتروكيماويات والحديد كلها يمكن إنشاء المصانع في ظلها، مع وجود البنية الأساسية لقيامها.
يذلل الصعوبات أمام المصانع
ويقول الخبير الصناعي والرئيس السابق لواحة “بيتك” الصناعية أسامة الخاجة إن “فترة سمو الأمير الراحل خليفة بن سلمان كانت هي فترة النهضة الصناعية في البحرين، وبصماته وإسهاماته، سواء في مجال البنية التحتية مثل المناطق الصناعية الحديثة أو في مجال الصناعات الثقيلة مثل أسري والنفط والغاز والبتروكيماوات بابكو وألبا وتطوير الصناعي، كلها واضحة”.
وتابع بالقول “هو يهتم بتفاصيل المشاريع ويذلل الصعوبات التي مرت على هذه الصناعات في عهده؛ لتكون ناجحة وتزدهر وتنمو”.
وأكد الخاجة أن سمو الأمير الراحل كان لديه “إيمان قوي بأهيمة الصناعة للاستدامة والتنوع الاقتصادي سواء من خلال الصناعات التحويلية مثل الألمنيوم أو في مجال البلاستيك في عدة مجالات، هو فعلا كان يمتلك رؤية ثاقبة وواضحة، ونفذ هذه الرؤية، لنرى ما نراه اليوم في قطاع الصناعة ومساهمته في الاقتصاد الوطني”.
وتحدث الخاجة عن تجربته الشخصية مع سمو الأمير الراحل، حيث كان دائم الزيارة لجناح واحة “بيتك”، حيث يقوم الراحل بالسؤال عن التفاصيل ويتابع سير العمل في الواحة الصناعية وفي المصانع التي يستقطبها المشروع، ويسأل هل تواجهكم تحديات، ويطلب التحدث عن أي معوقات ليصل إلى المسؤولين، حيث كان سموه يهتم بالتفاصيل”.
وأشار الخاجة أن سمو الأمير الراحل قائد بحريني وطني وهو قائد عربي إسلامي، أخذ على عاتقه أهمية الوحدة والعروبة، وتحديدا الوحدة الخليجية، حيث كان يؤكد على أهمية العلاقات الخليجية واستقطاب الاستثمارات الخليجية، والمشاريع المشتركة”.
ويقول الخاجة “عملت فترة طويلة في شركة البتروكيماويات، وهو مشروع مشترك بين السعودية والكويت والبحرين، وهو من أنجح الشركات في العالم”.
وتطرق الخاجة إلى إنجازات سموه في توفير البنية التحتية للقطاع الصناعي، قائلا “المناطق الصناعية في البحرين من أفضل المناطق الصناعية في العالم، ومليئة بالشركات الأجنبية، سموه كان يشعر بالراحة عندما يرى شركات أجنبية وخليجية تختار البحرين للاستثمار، كان صاحب رؤية ويضع الأهداف، حيث يؤكد أهمية الاستثمار الأجنبي ويعزز من الوحدة الخليجية”.
وتابع الخاجة حديثه عن تطور البنية التحتية في ظل الراحل قائلا “كذلك له إسهامات كثيرة منها إنشاء ميناء خليفة وجسر الملك الفهد، حيث ذلل الكثير من الصعوبات التي تواجه قطاع الصناعة في الشحن والنقل، حيث يعتبر هذان المشروعان من أعمدة الاقتصاد الوطني”.
وتابع “تحققت في عهده العديد من الإنجازات، فعلا عصر خليفة بن سلمان هو عصر النهضة الاقتصادية والصناعية بامتياز، فهو يتابع أدق التفاصيل، حين يطلع على جناحنا في معرض الخليج للصناعة، يقول لي سألتك السنة الماضية، حيث يذكر المواضيع التي تحدثت عنها منذ سنة وأكثر، وهذا دليل على اهتمام سموه بالقطاع الصناعي”.
وضع البحرين على الخارطة الصناعية
أما رئيس مجلس إدارة شركة الخليج لصناعة القار والطلاء، فريد بدر، فيشير إلى أن الراحل كان يمتلك إستراتيجية؛ لوضع البحرين على الخارطة الضناعية، حيث اعتبر الصناعة من الأولويات في القطاعات بعد القطاع المالي، واليوم نرى تأثير القطاع الصناعي على الدخل القومي في المرحلة الثالثة ويساهم بنحو 13.7 % من الدخل القومي، كما ساهمت الحكومة في إطلاق الصناعات الأساسية مثل الألمنيوم البتروكيماويات والنفط والغاز، وجميعها ساهمت في خلق فرص اقتصادية كبيرة، وفرص وظائف نوعية”.
وبيَّن بدر أن الصناعات الأساسية ولدت صناعات تحويلية مثل شركات “جارمكو” ، “بلكسكو”، و”البتروكيماوات”، صناعة العوازل، والصناعات تحويلية من النفط.
وأكد بدر أن الراحل كان له رؤية ثاقبة للمدى البعيد، كان قائدا محنكا، يرى أن الصناعة أساس أي اقتصاد مستدام.
ويسرد بدر موقف له مع الأمير الراحل حين رفعت شركة بابكو مادة “ البيتومين” أو القار بنحو 150 % بالسعر المحلي بسبب قيام البعض بتهريبه للخارج “كتبت رسالة لسمو الشيخ خليفة بخصوص هذه المشكلة وطلبت المساندة؛ لأن عندي مصنع يعتمد على هذه المادة والمصنع يوظف بحرينيين، فتجاوب سموه وتم تشكيل لجنة لبحث الوضوع، ودائما كان يقول هؤلاء عيالنا، وفعلا بطريقة تدريجية تم تغيير السعر ضمن خطة من ثلاث سنوات؛ لكي لا يتاثر عمل المصنع”.
ويشير بدر إلى أن سموه لدى زيارته جناح شركته دائما ما كان يتفقد أحوال المصانع ويسال عنه، ويوجه المسؤولين لأخذ احتياجات المشاريع من المصانع البحرينية.
راسم السياسة الوطنية
من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة شركة “يوكو” للمقاولات البحرية علي جبر المسلم إنه “لا يخفى على الجميع سواء كانوا مقيمين أبشكل ووافدين أن سمو الأمير الراحل الشيخ خليفة بن سلمان، كان هو المحرك الأول في كل مجالات التجارة والصناعة، وراسم السياسة الوطنية لهذه المملكة العزيزة علينا”.
وتابع “كانت الدولة تسير بشكل حثيث وسلس، كان سموه يتصدى لأي مشكلة تحدث هنا أو هناك، كان في المقدمة ويجابه أي مشكلة بحلول سريعة ترضي الجميع، ولا تثقل كاهل المواطنين أو التجار، هو باني حضارة مملكة البحرين، ومن الرجال العظام إذ أصبح اسمه دوليا كيف لا وهو صاحب البصامات الواضحة”.
ومضى بالقول “كان سموه من العمالقة الكبار الذين رسموا المسار التجاري منذ القرن الماضي، منذ أن تم اكتشاف النفط، لقد قام رحمه الله بوضع الخطط السريعة والحصيفة للنهوض بقطاع التعليم والصحة، والتي أسست قاعدة تعليمية صحية في مملكة البحرين، إذ استطاع بهذه الأجنحة أن ينمي المسار الصناعي والتجاري”.
وأشار المسلم “ما نراه على أرض الواقع، هو ثمرة جهوده رحمه الله في هذا المضمار، واليوم نرى أن بصماته تعدت البحرين ونرى التعزيات في هذا المصاب الجلل من الداخل والخارج، ونأمل ألا يكون هذا الحزن الذي ألمّ بالبحرين يوقف مسيرة العمل والنماء؛ لأن ملكنا وولي عهده تشربوا من حكم الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان وأخيه سمو رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان الكثير من المعلومات للرقي بالاستثمارات والصناعات في المملكة”.
اهتمام بالبنية التحتية للصناعة
من جانبه، قال رجل الأعمال وعضو مجلس الشورى، درويش المناعي إن “الوطن شمخت صروحه التاريخية والحضارية ونمت وتطورت الصناعة في مملكتنا الغالية كل ذلك كان على عاتق صاحب السمو الملكي خليفة بن سلمان الخليفة رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وألهم العائلة الكريمة وشعب البحرين الصبر والسلوان، حيث شهدت البلاد منذ توليه رئاسة مجلس الوزراء تحقيق إنجازات كبيرة حتى وصلت إلى ما وصلت اليه الآن من ازدهار وتقدم، إذ أصبحت البحرين نموذجا تحتذي به دول أكبر مساحة وأكثر سكانا وأعظم إمكانات.
وقال المناعي “سموه اهتم بالبنية التحتية التي تحتاجها الصناعة، على سبيل المثال، تبنى إنشاء ميناء حديث وجسور وشوارع ومعهد للتكنولوجيا استحق تسميتها باسم سموه ومناطق صناعية في العديد من المحافظات وتفضل سموه برعاية العديد من المعارض والمؤتمرات، حيث أولى اهتماما كبيرا ومتزايدا بتطوير قطاع الصناعة وزيادة العوامل المحفزة على الاستثمار فيها، وعليه احتضنت المملكة العديد من الشركات الصناعية الخليجية والعالمية، حيث أصبحت البحرين من أوائل الدول في المنطقة التي يوجد فيها أكبر مصاهرالألمنيوم وحوض جاف بحري وصناعة بتروكيماويات وخلافها، كل ذلك يعكس نجاح إستراتيجية الصناعة لدى الحكومة التي كان ترأسها سموه، إذ تلازمت هذه الإنجازات مع تشريعات حديثة في عدت مجالات؛ لكي تنظم قطاع الصناعة والتجارة”.
واختتم المناعي “كان المجلس الأسبوعي لسموه بمثابة مدرسة لنا تعلمنا الكثير من نصائحه القيمة وإرشاداته التي تصب في صالح الوطن والمواطن، ونعتبرها خارطة طريق للنهوض بالقطاع الخاص، وكان دائما يستمع بآذان صاغية لما نواجهه من تحديات، حيث يأمر المسؤولين بالتعاون والمساهمة في تذليل العقبات قاصدا زيادة وتيرة نمو القطاع الخاص”.