سموه دائم التواصل وأبًا ينصت للجميع
رجال أعمال: الأمير الراحل كان أكبر الداعمين للأسرة التجارية
المؤيد: الراحل قاد النهضة الاقتصادية الحديثة
كانو: الأمير الراحل يستمع للتجار ويُوجد الحلول لمشكلاتهم
ناس: علاقة “الغرفة” والأسرة التجارية بالراحل عميقه جدا
الأمين: سمو الأمير خليفة بن سلمان أرسى دعائم التنمية
زينل: مجلس الأمير الراحل كان منبرا لتبادل الآراء والتوجيهات
الزياني: سمو الأمير الراحل وضع اللبنات الأساسية للدولة الحديثة
فخرو: سموه قاد نهوض اقتصاد البحرين منذ السبعينات في زمن الطفرة
أكد عدد من التجار وأصحاب الأعمال البحرينيين أن رحيل المغفور له باذن الله تعالى، صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، يمثل خسارة كبيرة للبحرين وللأسرة التجارية في المملكة.
وقال نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة يوسف بن أحمد كانو، فوزي كانو “لقد تربينا ونحن نعرف الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة وشقيقه المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان، فالراحل سمو الأمير خليفة بدأ مسيرته بالعمل الحكومي بتحقيق إنجازات على صعيد تطوير البحرين لتصبح في طليعة دول المنطقة.
وأضاف كانو “لقد ساهم الأمير الراحل في نهضة القطاع المالي مطلع السبعينات، وشهدت البحرين طفرة على جميع المستويات”.
وعن طبيعة علاقة الأسرة التجارية بالأمير الراحل سمو الشيخ خليفة قال كانو “كان يسمع للتجار، وإذا استعصت مشكلة على الحل كنا نلجأ له ونرى حلها، كان أبا للجميع”.
ويشير كانو إلى العلاقة الحميمية التي تربط الأمير الراحل بالأسر والعوائل البحرينية على مختلف مشاربها، حيث كان يسأل عن أفراد العائلة ويعددهم ويسأل عن أحوالهم. واستطرد بالقول إن الأمير الراحل تعامل بحكمة كرجل دولة وأب لجميع البحرينيين، مبينا “لقد قاد سموه لبنة الازدهار التجاري والاقتصادي”.
من جانبه، قال رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين سمير ناس “علاقتي مع الراحل كانت منذ أن كان عمري 16 كان بمثابة أب للجميع الله يرحمه، سمو الأمير كان أب لجميع البحرينيين كبيرا كان أم صغيرا “، مشيرا إلى أن الأمير الراحل كان يمتلك خصلة خاصة أنه كان يعرف عوائل البحرين بالأسماء.
وأكد ناس أن بصمات الفقيد كانت واضحة في جميع المحطات والمحافل الدولية.
ومن ناحية اقتصادية، قال ناس إن المغفور له سمو الأمير خليفة كان داعما كبيرا للقطاع التجاري والاقتصاد وحماية الاقتصاد والتنويع الافتصادي، واصفا أياه بأنه رجل دولة بمعنى الكلمة.
وأكد أن قطاع الصناعات الثقيلة، قطاع الألمنيوم، قطاع البنوك، تطوير قطاع النفط والغاز تأسس تحت قيادته للحكومة، إذ قاد الحكومة لإنجاز مشروعات كبيرة من بنية تحتية كالجسور والشوارع والمدن ومؤسسات التعليم، وأوجد الحلول وعمل على توظيف الشباب البحريني.
وعن علاقة التجار بسموه قال ناس “نحن كتجار إذا عندنا أية مشكلة نرجع له، وكان مجلسه مفتوحا، إذ كان صاحب قرار وتوجيهات سديدة”.
ووصف ناس علاقة غرفة تجارة وصناعة البحرين بسمو الأمير الراحل بأنها علاقة عميقة جدا، حيث أمر ببناء المقر الجديد، وحصلت الغرفة بفضل توجيهاته على دعم حكومي معنوي ومادي في فترات عصبية مرت على “الغرفة”، كان دائما يحرص على زيارة الغرفة في جميع المحافل، وكان المبادر ويتواصل دائما ويحثنا على إبداء الرأي والتشاور، ووصلنا للمشاركة في أخذ القرار، وكان دائما يحث الوزارات بأخذ رأي الغرفة في أكثر القرارات التي تمس بالاقتصاد”.
وتابع بالقول “في كان سموه يقدر رأي القطاع التجاري من خلال الغرفة التجارية وأخذ رأيها وتوصياتها”.
واختتم ناس حديثه بالشعور بحزن على فقد الأمير الراحل، داعيا المولى عز وجل أن تستمر مسيرة التنمية بوجود ولي العهد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة. وقال ناس “أوصل التعازي إلى جلالة الملك وسمو ولي العهد وإلى أولاد الفقيد وأحفاده. وأعزي البحرين جميعها بهذا المصاب الجلل”.
من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة شركة يوسف خليل المؤيد ورئيس مجلس إدارة مجموعة من البنوك والشركات، فاروق المؤيد، إن الأمير الراحل كان من كبار المؤيدين للقطاع الخاص، مؤكدا أن سموه كان يستجيب ويسارع في حل المشكلات، قائلا “متى ما رحنا له سواء من أجل مشكلة شخصية أو عامة، كان يستجيب في الحال ويحلها، أنا شخصيا كانت عندي مرتين مشكلات في التجارة وأمر بحلها حالا، كنا نرجع إليه عند حدوث أي مشكلة أو إجراء”.
ووصف المؤيد الراحل بأنه “أبو الازدهار الاقتصادي الحالي، ودوره لا ينسى منذ مننتصب السبعينات في فتح البحرين للبنوك اثناء حرب لبنان، إذ كان له دور فعال وكبير في ازدهار البحرين اقتصاديا”.
علاقة متينة بالأسر التجارية
ويقول رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات عبدالله بن يوسف فخرو وأولاده والرئيس الأسبق لغرفة التجارة، عصام فخرو “مسيرة سمو الشيخ خليفة يشهد بها القريب والبعيد، مسيرة طويلة لخدمة وطنه البحرين في المجال الاقتصادي والإنساني والاجتماعي، كان الشمعة والرجل الأول في الدولة، وقاد نهوض اقتصاد البحرين منذ السبعينات في زمن الطفرة، وجميع الشركات الكبيرة أسست في ظل عهد الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان وشقيقه المغفور له الأمير خليفة، حيث واكب التطورات التي عاصرتها البحرين”.
وعبر فخرو عن حزنه العميق قائلا الخسارة ليس لجلالة الملك والعائلة الحاكمة فقط، بل للبحرين كلها”.
وتابع بالقول “علاقته متينة بالأسر التحارية، وكان على اتصال دائم ويعطي الآذان الصاغية، فالراحل كانت له إسهامات لا تعد ولا تحصى، وفي هذه المناسبة الحزينة أرفع تعازيَّ إلى جلالة الملك وسمو ولي العهد وللعائلة الملكية، فهي خسارة كبيرة نأمل من الله العلي القدير أن يلمهنا الصبر والسلوان، وهذا هو طريق الجميع اللهم لا اعتراض على أمرك، ليس للانسان إلا أن يتذكر كل الخصال الكريمة التي تمتع بها سمو الأمير الراحل، كان بمثابة الأب والأخ والصديق وكل شيء، كان حلو المعشر يستأنس برأي الناس، الناس تفرح للقائه والاجتماع به والاستماع إلى توجيهاته”.
رجل دولة مخضرم
وقدم رئيس مجلس إدارة مجموعة “ترافكو”، وعدد من الشركات الوطنية، إبراهيم زينل، تعازيه لمصاب البحرين، قائلا “أقدم تعازيَّ بفقدنا الأمير الراحل ونأمل من العلي القدير أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته، الفقيد كان رجل دولة مخضرم يعرف كيف يتعامل مع الأحداث مهما كانت جساما، ويتخطى العقبات، وبنى الدولة الحديثة للمملكة، ولعب دورا أساسيا ومتميزا لفترة طويلة منذ تأسيس الحياه الحديثة وتنظيم مؤسسات الدولة”.
وتابع زينل “المرحوم يمتلك طاقة على التفكير السليم وإدارة دفة الحكم من خلال مجلس الوزراء والإشراف على جميع الأمور التنظيمية”.
ميزات شخصية
ويعدد زينل ما يميز شخصية الراحل “ميزته أنه حريص على المعرفة الشخصية للمواطنين، يسأل عن كل شخص يلتقي به أو يزوره في مجلسه سواء من القطاع التجاري أو المواطنين، وكان يتابع أمورهم وكان مساندا أساسيا وداعما للقطاع التجاري والأنشطة الاقتصادية، وله دور لا يمكن نسيانه في إبراز غرفة تجارة وصناعة البحرين، ودعم كل تطورات القطاع الاقتصادي”.
ومضى بالقول “أعتقد أن الأسرة التجارية فقدت معينا لها، بفقدان الراحل، ولا ننسى أن نذكر مجلسه الأسبوعي كان منبرا لتجاذب الأحاديث والاستماع لكل ما يدور في المجتمع من أمور وتوجيه الناس والإرشاد سواء كانت أمور اقتصادية اجتماعية حتى الشخصية، كان دائما مهتم بالاستماع إليها وإسداء النصح”.
واختتم زينل حديثه “البحرين فقدت بفقدانه شخصية وطنية همها الأول والأخير مصحلة أبناء البحرين والارتفاء بالعمل الحكومي لتحقيق حياة كريمة للجميع، ندعو له بالرحمة وأن يسكنه وسيع جناته. إنا لله وانا اليه راجعون”.
بصمات مبكرة
ويعود رئيس جمعية رجال الأعمال البحرينية، خالد الزياني، بالذاكرة إلى الوراء، حيث يشير إلى أن بصمات الأمير الراحل كانت مبكرة وبدأت قبل مرحلة الاستقلال. وقال الزياني “من أيام الشيخ سلمان كان هو المسؤول عن إدارة الحكومة، وكان في البلدية مع المستشار البريطاني، كان له مركز كبير”. وأضاف “الشيخ خيلفة كان مؤسس النهضة الحديثة في البحرين، الحكومة وأنظمتها والبلديات هو من قام بترتيبها، حيث اتصف بالنشاط والعمل الدءوب، وخبرته في ذلك وبعد نظره”.
ويستذكر الزياني من عاصره من الوزراء “عندنا وزراء أمثال يوسف الشيراوي والعلوي، كانوا يمثلون العقول التي بدأت مع الراحل في المسيرة”.
وتحدث الزياني عن مواقف الراحل، قائلا “كان عنده المواقف الموزونة بحكم خبرته، إذ مررنا بأزمات، لكن حكمته وأسلوبه وتعامله مع جميع قطاعات المجتمع، أعطتنا الوسيلة والطريقة التي تمكنا من التفاهم مع بعض، ونجمع لحمة البلاد ونتخطى المصاعب”.
وأكد أن سمو الأمير الراحل وضع اللبنات الأساسية للدولة الحديثة التي يمكن البناء عليها وتطويرها في المستقبل.
وأثنى الزياني على علاقة الراحل بالأسرة التجارية “زرته أكثر من مرة في أمور الصناعة، حيث مرت علينا فترات كانت تفرض ضريبة بنحو 5 % على استيراد المواد الأولية، وقد تضررالقطاع الصناعي منها، فأخبرته عن الموضوع، فقام بكل حكمة وبكل ثقة بإزالة هذه الرسوم، وهذا موقف لا ينسى له وتعكس حكمته وبعد نظره”.
واختتم الزياني بالقول “كان لا يتردد في إصلاح أي خلل ويستمع للتجار والصناعيين، بل ويطلب منهم الحديث له باستمرار”.
محرك للنمو
من جانبه، قال رجل الأعمال، خالد الأمين، إن الراحل صاحب السمو الملكي رئيس مجلس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة مثَّل مفتاح التقدم ومحرك النمو على مدى طويل نجحت خلالها البحرين بأن تكون المركز المالي الأسرع نموًا في الشرق الأوسط. واعتبر أنه بفضل جهوده قدمت البحرين نموذجًا لم يتكرر كثيرًا في تاريخ الدول العربية المعاصرة من خلال الإنجازات التي حققتها في مختلف ميادين التنمية المستدامة.
وأضاف أن خليفة بن سلمان قائد عالمي جعل من البحرين منارة اقتصادية وكبيرة هي إسهامات سموه في تحقيق نهضة البحرين في مختلف المجالات والأصعدة، من خلال ترسيخ مبدأ التنمية الاقتصادية القائمة على رؤية واضحة تهدف إلى تعزيز الريادة في الحاضر، واستدامة النمو في المستقبل.
وتابع أن القطاع الاقتصادي البحريني استطاع صياغة المسارات الصحيحة لتحقيق رؤى اقتصادية، مشيرا إلى أن قراءة الأرقام والمؤشرات التي حققها اقتصاد البحرين تبرهن الثمار الإيجابية وسلامة النهج الذي تتبعه المملكة، حيث تمتلك واحدًا من أكثر الاقتصادات تنوعًا في المنطقة، مشيرةً إلى أن البحرين هي الدولة الوحيدة من دول مجلس التعاون الخليجي التي تسمح بحرية التملك في قطاعات الأعمال، وأنه يمكن اعتبار المملكة ككل منطقة حرة عمليًا.
ونوه الأمين أنه لا يخفي على الجميع جهود الراحل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، منذ توليه المسؤولية في إرساء دعائم التنمية في البحرين، ارتكازًا على تنمية المواطن البحريني، واستثمار كافة المقومات والموارد المتاحة؛ من أجل تحقيق ذلك، إيمانًا بأن المواطن هو الثروة الحقيقية للأوطان، وأن مملكة البحرين بفضل هذه الرؤية باتت ضمن دول النخبة المتقدمة في مؤشرات التنمية البشرية والحضرية المستدامة على المستوى الإقليمي والعالمي.
تعد مملكة البحرين بفضل جهود القيادة وجهوده وقيادته الحكومة من الدول الرائدة في تقديم خدمات ذات جودة وكفاءة في قطاعات الصحة والتعليم للمواطنين والمقيمين على حد سواء، كما تعمل المملكة على توفير السكن الملائم لمواطنيها من محدودي الدخل عبر باقات متنوعة من الخدمات الإسكانية.
وأشار إلى أن أولويات الأمير الراحل هي دعم المواطن البحريني ويجسد أولوية لعمل حكومة البحرين، والتي تسعى بشكل مستمر لتخفيف الأعباء المعيشية عن المواطنين من ذوي الدخل المحدود، من خلال تقديم مختلف أوجه الدعم التي تكفل توفير الحياة الكريمة لهم.
وعن السياسة الخارجية للبحرين واهتمامها بتعزيز علاقات المملكة مع مختلف دول العالم شرقًا وغربًا، أكد أن الحكومة برئيسها انتهجت سياسة خارجية حكيمة عززت مكانة المملكة على المستويين الإقليمي والدولي؛ كونها دولة تعمل من أجل نشر السلام والاستقرار وتؤمن بأهمية العمل الجماعي الدولي في تحقيق نماء البشرية وتطورها.
ومضى بالقول إن مجلس صاحب السمو الملكي الأمير الراحل خليفة بن سلمان آل خليفة، مجلس تنصهر فيه كافة أطياف المجتمع البحريني، من المسؤولين ورموز الفكر والثقافة ورجال الإعلام والصحافة ورجال الأعمال والاقتصاد، والمواطنين من جميع مناطق المملكة، في صورة وطنية جميلة تعكس روح الوحدة والتآلف التي تجمع شعب البحرين وتميزه، وجمال العلاقة الفريدة التي تربط أبناء شعب البحرين بقيادته.
وختم بقوله إن جهود صاحب السمو الملكي الراحل رئيس الوزراء رحمه الله، في مجالات التنمية المستدامة، والتي حازت على إشادة وتقدير المنظمات الدولية، إذ استرعت النجاحات التي حققتها المملكة انتباه منظمة الأمم المتحدة وبرامجها المتخصصة، حيث كرمت الراحل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة بالعديد من الجوائز الرفيعة؛ تقديرًا للإنجازات التنموية التي حققها سموه في الارتقاء بمستويات النهضة الحضارية في المملكة، والتي كان آخرها اختيار سموه قائدًا عالميًا في سابقة هي الأولى في تاريخ منظمة الصحة العالمية؛ تقديرًا لإسهامات سموه في مجال الصحة.