العدد 5676
الإثنين 29 أبريل 2024
banner
لماذا تفضلون الأجنبي؟
الإثنين 29 أبريل 2024

إنه الهاجس الذي لا يفارق العاطلين طوال الوقت، لماذا لسنا الخيار المفضل لدى أصحاب الشركات والمؤسسات؟ ولدى الأجنبي هذه الحظوة التي يحسده عليها الآخرون؟ نعم كانت مداخلة عضو المجلس النيابي معبرة عن هموم كل العاطلين إلا أنها لم تنل ما تستحق من اهتمام. وفي ضوء ما صرح به العضو البرلماني بأن هناك أكثر من ثلاثة آلاف تأشيرة يتم إصدارها شهريا لعمالة أجنبية فإن العاطلين يتساءلون بحرقة.. ونحن ما مصيرنا؟ ومن يتكفل بتوظيفنا؟ إن بقاءنا بلا وظائف لسنوات يشكل عبئا على أسرنا وهي في الأساس تعاني ظروفا بالغة الصعوبة! 
ورغم أن ظاهرة التعطل آخذة في الاتساع لكننا على يقين بأنها ليست مستعصية على الحل بشرط توافر الإرادة والقرارات الحازمة. صحيح أن عددا من المبادرات أطلقت على مدى السنوات الفائتة لحلحلة المعضلة، بيد أنها كانت متعثرة. والحل ببساطة هو إزاحة مدراء التوظيف الأجانب القابضين على مفاصل المؤسسات والشركات والذين يضعون العراقيل أمام الكفاءات البحرينية لعدم توظيفهم. نحن على ثقة بأن لدينا الكثير من الكفاءات والطاقات في كل التخصصات، ويجب إحلالهم في موقع الموارد البشرية في تلك الشركات بوصفهم ينتمون لهذه الأرض وهم الأحق بها وهذا مبدأ يجب الأخذ به لحل المعضلة. من المعيب والمخجل جدا أن تلجأ هذه المؤسسة أو تلك إلى مدير أجنبي لتولي موقع حساس كإدارة الموارد البشرية، بينما يقبع المئات من أبنائنا بلا وظائف! أما الذي يبعث على الدهشة والأسى أن هؤلاء الأجانب ينحازون بشكل سافر ودون حياء إلى بني جلدتهم وأقاربهم وتوظيفهم في المؤسسات. والمحزن هو ما يتم الترويج له بأن هؤلاء الأجانب من ذوي الكفاءة وأصحاب خبرات نادرة لكن الأيام برهنت بطلان هذا الادعاء. والحقيقة التي يتغافل عنها أصحاب الشركات أن أبناءنا ممن منحت لهم الفرصة أثبتوا كفاءتهم في جميع المواقع. إننا نناشد رجال الأعمال بإعادة النظر في قناعاتهم بالأجنبي وإتاحة الفرص للمواطن فإنه الأحق بالوظيفة، كونه مواطنا أولا ولأنه الأكثر جدارة وإخلاصا في أداء المهمات الموكلة له.
* كاتب وتربوي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية