من يتذكر مشروعا كبيرا وطموحا أطلق عليه تنمية القرية البحرينية؟ الانطلاقة كانت قبل 18 عاما، وبالتحديد في عام 2006م، وكان ضمن أهدافه العديدة دعم الأسرة محدودة الدخل وتحسين مستواها المعيشي. وأنا أتساءل ومثلي يتساءل الكثيرون من أبناء القرى.. هل استطاع المشروع الكبير إنجاز أهدافه؟ أو على الأقل بعضها؟ الواقع يصدمنا بأنّه رغم مضي قرابة العقدين إلا أنّ ما تم تنفيذه من المشروع كان ضئيلا جدا وأقل مما كان يتطلع إليه الأهالي، أي لا يتعدى العشرين في المئة في أحسن الأحوال، والمبررات تساق لتعثره تحت عنوان هناك عقبات جمة أسهمت في تجميد المشروع!
وعلى صلة بالموضوع صرّح وزير البلديات والزراعة قبيل أيام بأنّ الميزانية المخصصة للمنطقة الشمالية 375 ألف دينار فقط، علما أنّ حجم المنطقة يعد الأكبر بين مناطق المملكة، وكثافتها السكانية هي الأعلى وبالتالي فإنّ الميزانية لا تفي بالأدنى من المشروعات. وكان المجلس البلدي الشمالي قد تقدم بمقترح برفعها إلى 600 ألف دينار سنوياً حتى يمكن تنفيذ البرامج المعطلة التي تشمل صيانة المنازل المتصدعة وعوازل الأمطار وغيرها، غير أنّ وزارة البلديات لم تتجاوب مع المقترح. غير مرة ذكرنا بالمشكلات المزمنة بالمنطقة التي تتمثل في تجمّع مياه الأمطار، ما يعيق حركة المرور، إضافة إلى أنها تعد مصدرا لتكاثر البعوض، وهذه الأزمة باتت تؤرق المواطنين في الآونة الأخيرة، واستعصت على الحل حتى اللحظة، وذهبت كل النداءات أدراج الرياح، أي أنّ وزارتي البلديات والأشغال وقفت إزاءها مكتوفة الأيدي. يبدو لنا أنّ الحل الجذري للمعضلات المشار إليها في تصورنا هو إعادة تخطيط الشوارع في أكثر من قرية، والمفارقة أنّ الأهالي تطرق أسماعهم بين آونة وأخرى تصريحات بحلول قادمة وقريبة لكنهم لا يصحون إلا على زبد الوعود!.
إنّ الميزانية المقترحة لمشروع التنمية فيما أتذكر كانت تفوق المليوني دينار، وعدد القرى المراد تنميتها 10 قرى فقط في المرحلة الأولى، ويبقى القول إنّ هذا المشروع الكبير كان يجب أن يستكمل لتخفيف المعاناة التي يئن من وطأتها أهالي المنطقة الشمالية.
كاتب وتربوي بحرينية