الواقع يقول إن محتوى التفاهة والسخافة فيما يقدمه مهرجو السوشال ميديا واحد، ولنأخذ نظرة على تفاهة وسخافة كل طرف بشكل سريع. الرجل التافه والسخيف فيما يقدمه من محتوى إعلامي هو شخص يفتقد بشكل كبير لمفهوم وعظمة خصلة الرجولة، فما يقدمه من سخافات وتفاهات وطفوليات وجمل وحركات بهلوانية تهريجية وراقصة وصراخ ضاحك، كلها لا يمكن لها أن تصدر من إنسان سوي واع لما يقوم به سواء مع نفسه أو محيطه أو الجمهور، وفقدان خصلة الرجولة هذه الثمن الذي يضمن له متابعيه، حسب تصوره واعتقاده المريض. فلولا أسلوب التفاهة والسخافة فيما يقدمه لما وصل إلى مرحلة أن يطلق عليه أنه مؤثر أو مشهور، أو بالأصح “مهرج”.
أما التي يطلقون عليها ظلما لقب مشهورة و”فاشينستا” ومؤثرة وصانعة محتوى فهي بالحقيقة جارية بكل معنى الكلمة، فالجاريات في سوق النخاسة أيام كفار قريش، يحاولن إظهار كل مقومات الجمال الجسدي واللفظي وكل فنون الإغراء للمشترين، وهو نفس ما تمارسه جارية السوشال ميديا، وهذه الجارية فيما تقدمه من مقاطع تحتوي على تفاهات وسخافات تفقدها هرم جمالها أي الأنوثة. فبالتالي حينما يشاهد الإنسان السوي والمرأة السوية مقاطع هذه الجارية يعرفان تماما أنها فاقدة للأنوثة مهما لبست من ملابس من موديلات وموضة، وطبعا هذا الكلام لا ينطبق على محتوى الطبيبات والمهندسات والمحاميات والمعلمات وربات البيوت المصلحات ولا على هاويات الطبخ أو ممن يقدمن محتوى معرفيا. المهم أنه لا فرق بين جواري ومهرجي السوشال ميديا في مستوى التفاهة والسخافة وكلاهما سواء. المهرج فاقد للرجولة والجارية فاقدة للأنوثة، وبالتالي هؤلاء سيكونون قدوة للأطفال الذين سيؤثرون على أمن البلد وقوة بنيانه المجتمعي.

كاتب سعودي متخصص في الإعلام السياسي