منذ أكثر من أسبوعين ومملكة البحرين تستعد لقمة البحرين، مختلف أجهزتها ومرافقها، ملكا وحكومة وشعبا، كانوا في خدمة هذا الحدث العربي الكبير، خرجت اللافتات في الشوارع لتحمل ترحيبًا غير مسبوق بالأشقاء، جملة واحدة من ثلاث كلمات “البحرين.. بيت العرب”. فعلاً البحرين هي بيت العرب ليس خلال فترة انعقاد القمة العربية فقط، إنما على مدى التاريخ البحريني المعاصر، بممارساتها ومواقفها وسياستها، وانتماء قادتها وأحاسيس شعبها، جميعهم.. يفتحون دائمًا قلوبهم وبيوتهم لكل عربي، ويعيشون بعقولهم وأحلامهم وأيامهم آملين في وطن عربي أفضل، وظروف إقليمية ودولية أعقل.
مليكنا المعظم وسمو ولي عهده الأمين والحكومة الرشيدة وضعوا جل اهتمامهم بل ونصب أعينهم أن تخرج هذه القمة بقرارات على مستوى التحديات، ومواقف تضامنية تعبر عن حساسية وكارثية الأوضاع في فلسطين المحتلة وعلى رأسها ما يحدث في قطاع غزة، ومنذ افتتاح وزير الإعلام رمزان بن عبدالله النعيمي المركز الإعلامي الدولي بفندق الدبلومات راديسون مساء الاثنين الماضي، وكل الوفود الصحافية والإعلامية العربية وكأنها دخلت أجواء القمة.. موظفو الوزارة، المسؤولون من مركز الاتصال الوطني، والوزير الشاب بنفسه، جميعهم يتابعون كل شاردة وواردة، يسهرون على راحة الضيوف، يقدمون لهم مختلف وسائل الاتصالات والتواصل بأعلى تقنيات العصر، كرم الوفادة الذي لا يخفى على مملكة البحرين وشعبها العريق، الترحيب والترتيب، أجواء لم يسبق لها مثيل عشناها في المركز الإعلامي لتغطية أحداث قمة البحرين. كل ذلك يمهد لنجاح قمة هي قمة القمم، ليس في التجهيزات والاستعدادات وتأهيل المكان والزمان والإنسان ليكونوا في خدمة الحدث العربي الكبير، إنما فيما يتعلق بالمقررات، بالموقف التضامني العربي الموحد تجاه قضية غزة، وشعبنا في فلسطين المحتلة، تجاه كل عربي يعيش الأزمة وكارثية الواقع المرير ولا يستطيع أن يتكلم.
الإقليم يحمل من القضايا الكثير، لكن القمة التي اختتمت أعمالها أمس في البحرين لم تترك شاردة أو واردة إلا وأشبعتها بحثًا، إلا وأصدرت بشأنها البيانات واتخذت تجاهها المواقف، قمة البحرين هي قمة القمم، صحيح أن هذا المقال يمثل للطبع قبل انتهاء “القمة”، وربما قبل انطلاقها بساعات، لكن مؤشرات الأداء البحريني الرسمي والشعبي تؤكد أن قمة البحرين ستكون قمة القمم، قياسًا لجسامة التحديات ربما، آخذة في الاعتبار الفرص القليلة المتاحة أمام أمتنا لرأب الصدع في المنطقة، لكن الأكيد أن قمة البحرين خرجت بسبق تضامني فحواه أنه لا يحك جلدك مثل ظفرك، وأهل مكة أدرى بشعابها، وأن قوتنا في وحدتنا، ونهايتنا في انقسامنا.
كاتب بحريني والمستشار الإعلامي للجامعة الأهلية