العدد 5684
الثلاثاء 07 مايو 2024
banner
ملفات "القمة" وحالة الإقليم
الثلاثاء 07 مايو 2024

من دون أي اجتهاد، قمة المنامة العربية المقررة بالخامس عشر من شهر مايو الجاري امتلأت ملفاتها بقضية غزة و"حل الدولتين"، بوقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل إلى حدود ما قبل السابع من أكتوبر الماضي، ووضع شروط جديدة لإقامة السلام العادل والشامل بالشرق الأوسط، وكيفية النهوض بأمتنا في ظل هجمة الذكاء الاصطناعي وإحداثياته ومخاطره. ليس اجتهادًا ذلك الذي يمكن أن يدفعنا إلى التنبؤ بضرورة الاتفاق، بأهمية ومصيرية التضامن العربي، بحتمية التواصل مع مختلف الأطراف ذات العلاقة إقليميًا ودوليًا حتى يعود الوئام إلى القطاع الفلسطيني المدمر، وإلى شعبه الشهيد. ليس غريبًا أن نضع أيدينا على ملفات الساعة وهي في المتناول، ولا على قضايا اللحظة وهي على رأس الأشهاد تنعى حال أمتنا، وتحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله قبل التحدي، وأصر على أن تكون القمة العربية القادمة على أرض الخلود والحضارة، فجلالته يدرك أن هذا التحدي مقسوم على عدة اعتبارات.. الأول: الإيمان بأن أمتنا العربية قادرة على أن تتحرك كمنظومة إقليمية موحدة وواعية بتطلعات شعبها، وهواجسهم وأحلامهم. الثاني: القدرة على التحرك إقليميًا ودوليًا في سبيل أن يعم السلام أرجاء المنطقة، وأن تعود الحقوق لأصحابها، واللاجئين لأوطانهم. الثالث: الإدراك الكامل بأهمية حل الدولتين على أساس قراري مجلس الأمن الدولي 242، 338، وما بعده من قرارات بانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية التي احتلتها منذ الخامس من يونيو 1967، وإقامة الدولة الفلسطينية ضمن ما يسمى بـ "حل الدولتين" وعاصمتها القدس الشرقية. الرابع: استثمار كل ما من شأنه أن يحقق التعاون والتضامن فيما يتعلق باستخدام التكنولوجيا الفائقة والذكاء الاصطناعي وتوظيفه من أجل خدمة أغراض التنمية الاجتماعية والبشرية والاقتصادية.


أخيرًا: حرص مملكة البحرين الدائم على دعم كل ما من شأنه تحقيق التكامل الاقتصادي العربي وتوحيد الرؤى بشأن قضايا المنطقة السياسية، والعلمية، والحدودية، حتى يعم السلام أرجاء الوطن العربي.


ويبدو أن القادة العرب في قمتهم بالمنامة سيحرصون كل الحرص على أن تخرج المقررات متوافقة مع التحديات، والملفات متواكبة مع المخاطر الجسيمة التي تحدق بأمتنا، ومؤدية إلى الطريق المفتوح لاستمرار الحوار والمفاوضات من أجل أن يعود قطاع غزة مثلما كان، وفلسطين مهدًا للحضارة ومهبطا للأديان، وأمتنا العربية منطلقًا تنمويًا ونموذجًا يحتذى بين الأمم الناهضة، وتلك التي تبحث لنفسها عن موقع بازغ تحت شمس التطور العلمي الكبير والتقدم البشري الهائل.


قمة المنامة مختلفة في كل شيء، حيث لا تأجيل، ولا تأويل، ولا تأصيل لقضايا أو ملفات عالقة، وكل قمة وأمتنا العربية بخير.

كاتب بحريني والمستشار الإعلامي للجامعة الأهلية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .