العدد 5694
الجمعة 17 مايو 2024
banner
لا تصدقوا
الجمعة 17 مايو 2024

في الوقت الذي تبادر إلينا أن هناك تناقضًا حقيقيًا قد وقع وتباعدًا وخلافًا ملموسًا قد حدث بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل بعد تهديد الرئيس الأميركي جو بايدن بوقف إمدادات بلاده لإسرائيل بأسلحة معيّنة، فيما وصفه مسؤول أميركي بطلقة تحذيرية لإسرائيل حتى تعرف مدى جدية القلق الأميركي، بينما اعتبره السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة بالتهديد المخيب للآمال من رئيس يقدرون مواقفه ودعمه منذ بداية الحرب ضد غزة، جاء السفير الأميركي لدى إسرائيل ليغلق الباب أمام أية تنبؤات أو سيناريوهات تباعدية وغير توافقية بين البلدين بنصحه الآخرين والمتابعين والمهتمين بألا يصدقوا أو يعتقدوا بوجود تغير جذري في العلاقات بين البلدين. 
ربما تصريحات الرئيس بايدن حول مراجعة تزويد إسرائيل بالأسلحة قد أنعشت الآمال باحتمال تطور الأمر لضغط حقيقي يسهم بقوة في احتواء الأوضاع ووقف حرب غزة، ولاسيما أن الإدارة الأميركية أشارت إلى أنها تراجع المساعدة الأمنية في ضوء الأحداث الجارية في رفح، وأنها حجبت بالفعل شحنة أسلحة إلى إسرائيل، لكنها حرصت بالتزامن مع ذلك على التأكيد على أن دعمها للحرب على حماس “لا يتزعزع”، إلا أن قلقها “إنساني” وهو من إخلال الجيش الإسرائيلي بمسؤولية حماية المدنيين، وعدم السماح بوصول المساعدات الإنسانية الكافية إلى سكان غزة. هناك جانب انتخابي آخر ربما دفع لهذا الموقف من الأسلحة، حيث يطالب بعض أنصار الرئيس بايدن بتقليل دعمه “المطلق” لإسرائيل، خوفًا من أن يؤثر عليه سلبًا في الانتخابات الرئاسية المقررة في ديسمبر 2024. ولا يجب أن نتمادى في توقعاتنا أبعد من ذلك، فالجوانب الأخرى محسومة وثابتة ولم ولن تتغير كما أوضح السفير الأميركي بإسرائيل بقوله “نحن نقدم قدرا كبيرا من المساعدات، لقد فعلنا ذلك حتى قبل 7 أكتوبر، واشتدت بعد 7 أكتوبر، وحتى هذا الأسبوع، عندما كان الجميع يركزون على قرار تأخير وتجميد شحنة واحدة من الأسلحة، كل شيء آخر يستمر في التدفق، ولم يتغير شيء في العلاقة الأساسية”.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .