العدد 5846
الأربعاء 16 أكتوبر 2024
banner
أنت مصدر السعادة..!
الأحد 26 مايو 2024

منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى البشر وهم في سعى دائم للحصول على السعادة، منهم من يتخذ الأساليب الصحيحة للحصول عليها، ومنهم من يسبح عكس التيار فيفشل في الحصول عليها فتصيبه المشاكل من كل حدب وصوب، إن السعادة هي شعور بالراحة النفسية والمعنوية بسبب عوامل كثيرة تجمعت في خلجات الإنسان أو الأسرة جعلت أفرادها يشعرون بالمشاعر الايجابية التي تصحبها الفرحة، في تعريف السعادة تقول (الموسوعة الحرة) "هي ليست حالة من الرفاهية، أو المتعة، أو الانتقال من فرحة لأخرى؛ السعادة هي السعي الفعلي والعمل الدؤوب الذي يتوافق مع ما تحب القيام به، وترغب في تحقيقه، السعادة الحقيقية هي الاستمتاع بعلاقاتك الخاصة والعيش في سلام وانسجام مع جسدك وعقلك، وروحك، والتقبل الكامل لذاتك ولما أنت عليه".

هذا المفهوم نجده يتجسّد بشكل كبير في شعور الأسرة بالسعادة عندما ينجح الأبناء في دراستهم وفي الانتقال من مرحلة لأخرى في حياتهم بنجاح وتجاوز كل المعوقات والظروف الصعبة سواء كانت معنوية أو مادية أو بسبب فقدان عزيز، وعندما نتحدث عن (السعادة الأسرية) نعني الشعور الإيجابي الجميل بين أفراد الأسرة في شعورهم بالاطمئنان والتفاؤل، إن السعادة تعتمد علينا نحن، لأننا من نصنع هذه المشاعر الجميلة لأنفسنا ولأسرنا، عندما نربي أبنائنا التربية السليمة، ونحرص على الاهتمام بدراستهم و تفوقهم ونجاحهم الذي يعتبر هو نجاحنا نحن، وعندما نشجعهم على القراءة والاطلاع في أوقات فراغهم لأن زيادة المعرفة والثقافة تلقائيا تجعل الأبناء مع الأصدقاء الذين يتوافقون معهم من حيث التربية ومستوى الفهم والإدراك والاهتمام الأسري.

إن صناعة السعادة في الأسرة مسؤولية الوالدين أولا بأن يكونوا قدوة للأبناء خاصة في التعبير عن الحب والامتنان للزوج تجاه زوجته والعكس، وان تقدير الوالدين لبعضهم البعض يخلق المحبة بين أفراد الأسرة، وكذلك الاجتماع في تناول الوجبات ومشاركة الابناء في إعداد الطعام وتهيئة مكان الأكل، كذلك عناق الوالدين لأبنائهم في كل مراحلهم العمرية يخلق منهم أشخاصا أسوياء مشبعين بالحب، بعيدا عن الأشرار والمتنمرين، لذلك يجب التأكيد على أن السعادة الأسرية تلعب دورا مُهما في ترسيخ القيم والتقاليد داخل الأسرة، مثل تنمية روح التعاون والاحترام المتبادل، إن الأسر على هذه الشاكلة يتعلم أطفالهم ممارسة الحوار وتقبل وجهات النظر الأخرى منذ وقت مبكر، وفي المستقبل يكونوا رجالا ونساء في قمة التميز والإبداع لأن الاسرة وضعت في بداية تأسيسها موضوع السعادة في حساباتها، لأجل جيل يعرف قيم الأخوة والمحبة.

هناك الكثير من المفاهيم المغلوطة عن السعادة الأسرية، البعض من أولياء الأمور (الآباء والأمهات) يعتقد أن توفيره للمال ولكافة احتياجات الأسرة من طعام وملبس ومسكن راق وسيارات فارهة من شأنه أن يخلق لهم السعادة، وهم بعيدين عن أسرهم وعن أطفالهم، ولا يعرفوا شيئا عن مستواهم الدراسي، وعن أصدقائهم، والوالدين كُل في سبيله، وفي نهاية العام عندما يفشل الأبناء في الدراسة يقع اللوم على الأبناء ويحملونهم المسؤولية، فتغيب عن الأسرة السعادة، بل يحدث عكسها تماما...!

خلاصة القول إن السعادة بأيدينا نحن إذا أردنا أن نعيش سُعداء في أسرنا، فكل منا لديه القدرة على أن يخلق السعادة لنفسه ولأسرته ولمجتمعه.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .