لايقتصر دور القادة على الإلهام واكتشاف طرق مبتكره ودمجها والتعامل معها في عملياتهم اليومية، بل عليهم أيضاً إدارة عملية تحولاً ثقافياً عميقاً داخل مؤسساتهم.
طرحت شركة غالوب سؤلاً على أعضاء منتدى الطاولة المستديرة العالمية للرؤساء التنفيذيين لشؤون إدارة الموارد البشرية حول درجة استخدام موظفي شركاتهم للذكاء الاصطناعي في وظائفهم، هل يستخدمونه يومياً؟ أسبوعياً؟ شهرياً؟ أم سنوياً والنتيجة المدهشة نصف هؤلاء القادة ٤٤٪ لم تكن لديهم إجابة لهذا السؤال.
ولفّهم الدور الرئيسي للقادة في معظم التحولاًت الثقافية دعني عزيزي القارئ أن أقدم لك نظرية الماتشا اليابانية في فهم التحضير للانسجام والتحول الثقافية….
نظرية الماتشا هي تقنية خاصة بتحضير الشاي الياباني كما أنها جزء من الثقافة اليابانية المعروفة ب تشادو والتي تتطلب مهارات خاصة في احترام التقاليد والبروتوكولات.
المبادئ الأساسية لنظرية الماتشا في تشادو، تشدو (Wa)والقصد منه تعزيز الانسجام بين الأشخاص والطبيعة والوقت,كما يتضمن قيم احترام الوقت (Kei) للاحترام المتبادل, ومن ثم (Sei) وهو النقاء والبساطة في البيئة المحيطة، (Jaku) المقصود بتهدئة العقل وتجاوز الضوضاء الخارجية، وأخيراً(Sai) القصد منها التواضع في التجربة، وخلاصة النظرية هي تقديم تجرية تشاركية باحترام التنوع ببساطة وتواضع مع تقبل المتغيرات والضوضاء الخارجية بانسجام وتوازن.
ولتقريب الصورة بين نظرية الماتشا والعمل المؤسسي هناك أسلوب عمل مشابهه للنظرية اليابانيه في الانسجام بالعمل بهدوء وهو أسلوب العمل الرشيق، حيث تعتمد في أساسها على التنوع والتعامل مع المتغيرات بتواضع العمل التعاوني لتقديم تجربة من الحد الأدني للمنتج النهائى.
التجرية الرشيقة تسمح للقادة للاستماع بتواضع وبساطة لما يحدث في البيئة المحيطة، ومتى ماسمح القائد الرشيق بالانسجام والخروج بمجموعة الحلول واختيار الأنسب منها تحققت التجربة في الاستعداد للتحول القادم.
وعلى أي حال السماح للتجارب الرشيقة لفرق العمل تدفع القادة لإنشاء أرضية مشتركة تعزز الثقة للتحولات الثقافية وطرح طرق عمل جديدة.
على الرغم من أن غالوب كشفت أن نسبة كبيرة من الرؤساء التنفيذيين لايدركون درجة انسجام الموظفين مع عملية التحول في الذكاء الاصطناعي إلا أن العمل الرشيق سيسمح لهم بالتركيز على مايجهلونه وربما تقلل من مخاوفهم ويزداد تفاؤلهم بشأن تعزيز الثقة حول طرق دمج العمل الرشيق بالذكاء الاصطناعي.
ماهو مستوى إدارك القادة لحاجة المؤسسات لابتكار طرق جديدة للعمل؟
يبدو أن هناك فجوة كبيرة بين إدراك القادة لمجالات ربط أدلة العمل الرشيق ومدى استعدادهم له، وهذا يسلط الضوء على الحاجة الملحة لعمل القادة في تهيئة مؤسساتهم للتحولات الثقافية وتعزيز الثقة وتطوير استراتيجيات تتماشى مع الأهداف العليا.
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |