لا أذكر عدد الفعاليات الثقافية التي حضرتها في إمارة الشارقة بدعوات رسمية، ولكنني أقول إن كل تلك الفعاليات أعطت الثقافة العربية دفعة جديدة في كل طياتها وفروعها، ومنها الدورة 15 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، بإكسبو الشارقة حاليا، بمشاركة 20 دولة عربية وأجنبية، وفيه أكثر من 1500 فعالية ثقافية وفنية يقدمها كبار الكتاب والأدباء والفنانين المتخصصين. المهرجان يبهرك بكل ما فيه من برامج تنهض بالعملية التربوية والتعليمية مثل مدرسة المواهب، وقسم التربية البدنية، ومركز التفكير، وملتقى الثقافة، ومجلس القراء، ومسابقة الأفلام، والفنون الرقمية، والكتابة الإبداعية عبر الذكاء الاصطناعي، والقراءة من خلال الفن، وغيرها الكثير من البرامج التي تعكس ما وصلت إليه إمارة الشارقة من درجة عظيمة في دعم الثقافة والفنون، وما استحقت عليه بجدارة لقب عاصمة الثقافة العربية على الدوام.
عالم الطفل في جميع المجتمعات، عالم خاص وفريد من نوعه ومتميز عن غيره، ونجد في كل بلد من بلدان العالم وفي كل مجتمع من المجتمعات أدبا خاصا سمي أدب الأطفال، وثقافة خاصة دعيت ثقافة الأطفال، وفنا خاصا دعي فن الأطفال، وجماليات لونية وطبيعية وحياتية وفكرية وذوقية دعيت جماليات عالم الأطفال. كل ذلك وجد تطورا وتناميا بنسب مختلفة في بلدان العالم حسب درجة رقيها ونموها الحضاري المتكامل، ومعروف أن كل أمة من الأمم تحرص حرصا شديدا على بناء أطفالها بناء سليما خاليا من أي تشويه أو تشويش جسمي أو خلقي أو فكري أو ثقافي وتربوي، ولكل شعب من الشعوب خصائصه الوطنية والقومية التي يغرسها في جذور الوطن وأعماقه، وخير من يمثل ذلك هم الأطفال.
مهرجان الشارقة القرائي للطفل ليس مهرجانا عاديا، إنما مدرسة كبرى تقدم الخدمة الثقافية للطفل العربي.
* كاتب بحريني