العدد 5676
الإثنين 29 أبريل 2024
banner
الاحتفال باليوم العالمي للكتاب في البحرين بين الأمس واليوم
الإثنين 29 أبريل 2024

حددت منظمة اليونسكو يوم 23 ابريل من كل عام الاحتفال باليوم العالمي للكتاب، وهو اليوم الذي يصادف وفاة مجموعة من كبار المؤلفين في العالم، ومن بينهم ويليام شكسبير. فقد اختار المؤتمر العام لليونسكو الذي انعقد في باريس عام 1995م يوم 23 ابريل من كل عام للاحتفال بالكتاب والمؤلفين الذين قدموا نتاجًا فكريًا كان له أثره الفاعل في إثراء الثقافة بمفهومها الشامل.
احتفلت مملكة البحرين لأول مرة باليوم العالمي للكتاب في عام 1998م سابقة العديد من الدول العربية والنامية. وكانت إدارة المكتبات العامة بوزارة التربية والتعليم هي صاحبة المبادرة التي بلغت درجة من التطور في عام 2000م باتخاذ قرار بتكريم ثلاثة من الكتاب سنويًا من الذين كان لهم نتاج فكري متميز. ومن بين الذين كرموا على سبيل المثال لا الحصر الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة شاعر الطبيعة والجمال، والشيخة مي بنت محمد آل خليفة رائدة تأليف الكتب التاريخية، والأستاذ إبراهيم بشمي رائد إصدار قصص الأطفال. وكان يتم تكريم مجموعة أيضًا من الفائزين في المسابقات من الأطفال والباحثين بحضور وزير التربية والتعليم.
وبافتتاح مركز عيسى الثقافي ومكتبته الوطنية في عام 2008م، أصبحت المكتبة الوطنية هي الجهة الرئيسية التي تنظم الاحتفال السنوي باليوم العالمي للكتاب. واستمرت المكتبة الوطنية حتى عام 2021م في تكريم المؤلفين المبدعين، ومن بينهم على سبيل المثال لا الحصر الأديب الشاعر المعروف تقي محمد البحارنة، والدكتورة أمل الزياني باعتبارها أول امرأة تؤلف وتصدر كتابًا مطبوعًا عن تاريخ البحرين، والدكتورة أنيسة فخرو التي امتازت بغزارة نتاجها الفكري.
وفي بادرة مهمة تستحق الذكر، فقد خصصت المكتبة الوطنية بمركز عيسى الثقافي ثلاث جوائز مادية لأفضل ثلاثة بحوث منجزة من قبل فئة الواعدين من الشباب. وتركزت تلك البحوث على جوانب تخص الوطن والتي منها على سبيل المثال: القلاع في البحرين كقلعة البحرين، وقلعة عراد وقلعة فرير بن رحال بالرفاع. كما شمل ذلك كتابة بحوث عن العيون الطبيعية المشهورة التي شهدتها البحرين عبر تاريخها.
وتمكنت المكتبة الوطنية بمركز عيسى الثقافي من إصدار أول كتاب يحتوي على مجموعة قصص قصيرة من تأليف مجموعة من طلبة المرحلة الابتدائية التي شاركت في اليوم العالمي للكتاب في عام 2018م بعنوان (ميمي والقمر) الذي نشر في عام 2019م.
مر اليوم العالمي للكتاب اعتبارًا من عام 2022م وحتى هذا العام 2024م دون مظاهر تذكر للاحتفال به من الجهات المعنية والتي تشمل تكريم الأدباء والكتاب والباحثين. كما لوحظ بوضوح عدم تطرق صحافتنا المحلية لذكرى اليوم العالمي للكتاب بالشكل المطلوب، على العكس من دورها الكبير في السنوات الماضية، حيث تتم مقابلة بعض الكتاب والمثقفين والمسؤولين المعنيين للحديث عن أهمية الثقافة والكتابة والتأليف وقراءة الكتب.
وكم يسعدنا احتفال المراكز الثقافية المهمة جدًا والمعروفة بنشاطها الثقافي طوال أيام السنة كمركز عبدالرحمن كانو الثقافي وأسرة الأدباء والكتاب، الاحتفاء بأحد المؤلفين وتكريمه أو حتى تدشين كتابه في هذه المناسبة البالغة الخصوصية.
كانت الجهة الوحيدة التي اهتمت بذكرى اليوم العالمي للكتاب وزارة الإعلام التي خصصت في مساء يوم 23 ابريل مقابلة مجموعة من المعنيين بالكتاب قام بها تلفزيون البحرين وكانت تلك لفتة تستحق الثناء والتقدير.
إزاء تلك المعطيات فإن إعادة تفعيل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، سيكون عاملًا مؤثرًا بل وداعمًا للاحتفال باليوم العالمي للكتاب بصورته التي كانت بالأمس.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .