+A
A-

فقيد البحرين أرسى أسمى قيم التسامح والحرية وإقامة الشعائر الدينية

حرص‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬النموذج‭ ‬المتطور‭ ‬للحرية‭ ‬المسؤولة‭ ‬واحترام‭ ‬التنوع‭ ‬المذهبي

سموه‭ ‬كان‭ ‬سباقًا‭ ‬في‭ ‬تعظيم‭ ‬الشعائر‭ ‬باتخاذه‭ ‬تاسوعاء‭ ‬وعاشوراء‭ ‬إجازة‭ ‬رسمية

العلوي‭: ‬سموه‭ ‬سخر‭ ‬إمكانات‭ ‬الحكومة‭ ‬لإنجاح‭ ‬“عاشوراء”‭ ‬خلال‭ ‬50‭ ‬عامًا

بن‭ ‬رجب‭: ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬للزمن‭ ‬أن‭ ‬يتجاوز‭ ‬إنجازات‭ ‬سموه‭ ‬وسيبقى‭ ‬فخرًا‭ ‬وعزًا‭ ‬للأبد

بردستاني‭: ‬سموه‭ ‬حريص‭ ‬على‭ ‬تذليل‭ ‬كافة‭ ‬الصعاب‭ ‬لإقامة‭ ‬الشعائر‭ ‬الدينية

 

لعل‭ ‬من‭ ‬أعرق‭ ‬التقاليد‭ ‬التي‭ ‬حرص‭ ‬على‭ ‬ترسيخها‭ ‬الراحل‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ (‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭) ‬في‭ ‬وجدان‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬حماية‭ ‬التقاليد‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬والدينية‭ ‬وقيم‭ ‬التسامح‭ ‬والحرية‭ ‬وحرية‭ ‬الإديان‭ ‬وإقامة‭ ‬الشعائر‭ ‬الحسينية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المناسبات‭ ‬الدينية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭.‬

لقد‭ ‬كان‭ ‬فقيد‭ ‬البحرين‭ ‬الغالي‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ (‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭) ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬رص‭ ‬اللحمة‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬باعتباره‭ ‬مجتمع‭ ‬الأسرة‭ ‬الواحدة،‭ ‬ومصداق‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يؤكده‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مناسبة‭ ‬وطنية‭ ‬واجتماعية‭ ‬“نعتز‭ ‬بشعور‭ ‬العائلة‭ ‬ولم‭ ‬الشمل‭ ‬فيما‭ ‬بيننا،‭ ‬فالعلاقات‭ ‬الوثيقة‭ ‬بين‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬أزلية‭ ‬وباقية،‭ ‬وهي‭ ‬ميزت‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬التاريخ،‭ ‬وإن‭ ‬بحرين‭ ‬الوحدة‭ ‬مستمرة‭ ‬بمواقف‭ ‬شعبها‭ ‬ووعيه‭ ‬ومواقفه‭ ‬المشرفة‭ ‬تجاه‭ ‬وطنه،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬وسيظل‭ ‬خير‭ ‬سند‭ ‬لقيادته”‭.‬

وإرساءً‭ ‬لهذه‭ ‬التقاليد‭ ‬جعل‭ ‬سموه‭ ‬يومي‭ ‬تاسوعاء‭ ‬وعاشوراء‭ ‬محرم‭ ‬الحرام‭ ‬إجازة‭ ‬رسمية؛‭ ‬إكرامًا‭ ‬لهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬وتعظيمًا‭ ‬لها،‭ ‬وقد‭ ‬اتخذ‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬لم‭ ‬تخصص‭ ‬فيه‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تقام‭ ‬فيها‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المناسبات‭ ‬وهي‭ ‬مرجع‭ ‬لإقامة‭ ‬هذه‭ ‬المناسبات‭.‬

سمو‭ ‬الفقيد‭ ‬الغالي‭ ‬كان‭ ‬يحرص‭ ‬بمتابعة‭ ‬شخصية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬لما‭ ‬يقام‭ ‬من‭ ‬أنشطة‭ ‬دينية‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬عاشوراء‭ ‬ويسخر‭ ‬كل‭ ‬إمكانات‭ ‬الحكومة‭ ‬والدولة،‭ ‬الأمنية‭ ‬والصحية‭ ‬والخدماتية‭ ‬لصالح‭ ‬إحياء‭ ‬هذه‭ ‬المناسبات‭.‬

يقول‭ ‬عضو‭ ‬هيئة‭ ‬المواكب‭ ‬الحسينية‭ ‬فيصل‭ ‬بن‭ ‬رجب‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬إن‭ ‬ما‭ ‬قدمه‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ (‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭) ‬والمأسوف‭ ‬على‭ ‬رحيله‭ ‬يعجز‭ ‬اللسان‭ ‬عن‭ ‬حصره،‭ ‬فقد‭ ‬قدم‭ ‬خلال‭ ‬تاريخه‭ ‬باعتباره‭ ‬الرجل‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬البحرين‭ ‬الكثير‭ ‬للمآتم‭ ‬وإحياء‭ ‬الشعائر،‭ ‬وكان‭ ‬حريصا‭ ‬في‭ ‬التقاء‭ ‬ممثلي‭ ‬المآتم‭ ‬وأعضاء‭ ‬هيئة‭ ‬المواكب‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬متطلباتهم‭ ‬واحتياجاتهم‭.‬

وأكد‭ ‬بن‭ ‬رجب‭ ‬أن‭ ‬رحيل‭ ‬سموه‭ ‬ليس‭ ‬برحيل‭ ‬عادي؛‭ ‬لأنه‭ ‬يمثل‭ ‬تاريخا‭ ‬ضاربا‭ ‬في‭ ‬الجذور‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الرسمي‭ ‬والشعبي،‭ ‬فالبحرين‭ ‬والشارع‭ ‬البحريني‭ ‬والشعب‭ ‬مدان‭ ‬له‭ ‬بكل‭ ‬عمليات‭ ‬التطوير‭ ‬والتحديث‭ ‬التي‭ ‬جرت‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الخمسة‭ ‬المنصرمة‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬بكافة‭ ‬ألوانها‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لن‭ ‬تنسى‭ ‬للفقيد‭ ‬الغالي‭ ‬صنيعه‭ ‬الجميل،‭ ‬وسيبقى‭ ‬في‭ ‬وجدان‭ ‬الأمة‭ ‬وضميرها‭ ‬فخرًا‭ ‬وعزًا‭ ‬وتاج؛‭ ‬لأن‭ ‬ما‭ ‬ثبت‭ ‬من‭ ‬أعراف‭ ‬وإنجازات‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬للزمن‭ ‬أن‭ ‬يتجاوزه‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬للبحرين‭ ‬من‭ ‬شرقها‭ ‬إلى‭ ‬غربها‭ ‬ومن‭ ‬شمالها‭ ‬إلى‭ ‬جنوبها‭ ‬أن‭ ‬تنكره‭.‬

وقدم‭ ‬بن‭ ‬رجب‭ ‬أصالة‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬وبالنيابة‭ ‬عن‭ ‬عائلة‭ ‬بن‭ ‬رجب‭ ‬ومآتم‭ ‬المنامة‭ ‬أحر‭ ‬التعازي‭ ‬وأصدق‭ ‬المواساة‭ ‬بهذا‭ ‬المصاب‭ ‬الجلل‭ ‬الذي‭ ‬أصيبت‭ ‬به‭ ‬البحرين‭ ‬برحيل‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬إلى‭ ‬مقام‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وإلى‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وإلى‭ ‬عموم‭ ‬العائلة‭ ‬المالكة‭ ‬وأصحاب‭ ‬السمو‭ ‬والمعالي،‭ ‬داعيًا‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يتغمد‭ ‬الفقيد‭ ‬بواسع‭ ‬رحمته‭ ‬وأن‭ ‬يسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جنته‭.‬

وقال‭: ‬وهنا‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نخص‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬بمشاعر‭ ‬المواساة‭ ‬والولاء‭ ‬لعهده‭ ‬الزاهر‭ ‬والزاخر‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬البحرين‭ ‬العليا‭ ‬وتقدمها‭ ‬وازدهارها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عهدها‭ ‬الميمون،‭ ‬وأن‭ ‬نمد‭ ‬أكف‭ ‬العزاء‭ ‬إلى‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬الذي‭ ‬نعتبره‭ ‬خير‭ ‬خلف‭ ‬لخير‭ ‬سلف،‭ ‬ونهنئه‭ ‬على‭ ‬الثقة‭ ‬الملكية‭ ‬الغالية‭ ‬التي‭ ‬حظى‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬داعين‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يسدده‭ ‬ويوفق‭ ‬ويبارك‭ ‬خطاه”‭.‬

كان‭ ‬من‭ ‬مناقب‭ ‬الفقيد‭ ‬الراحل‭ ‬الحميدة‭ ‬سعيه‭ ‬وحرصه‭ ‬الدائم‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬النموذج‭ ‬المتطور‭ ‬للحرية‭ ‬المسؤولة‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬الجميع‭. ‬وكان‭ ‬دائم‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬التنوع‭ ‬المذهبي‭ ‬والفكري‭ ‬وجعله‭ ‬إحدى‭ ‬الدعامات‭ ‬الأساسية‭ ‬لدعم‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭.‬

وبدوره‭ ‬خص‭ ‬عضو‭ ‬هيئة‭ ‬المواكب‭ ‬الحسينية‭ ‬والرئيس‭ ‬الأسبق‭ ‬لإدارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬الجعفرية‭ ‬سيد‭ ‬حسين‭ ‬العلوي‭ ‬“البلاد”‭ ‬بالتصريح‭ ‬قائلا‭: ‬“يكل‭ ‬اللسان‭ ‬عن‭ ‬ذكر‭ ‬مناقب‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬لم‭ ‬يمل‭ ‬ولم‭ ‬يكل‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الوطن‭ ‬خلال‭ ‬خمسين‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬العطاء‭ ‬والجهود‭ ‬التي‭ ‬بذلها‭ ‬لرقي‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطنين”‭.‬

وتابع‭: ‬“علاقتي‭ ‬بسموه‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رئاستي‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للمواكب‭ ‬الحسنية‭ ‬فترة‭ ‬ثماني‭ ‬سنوات،‭ ‬ورئاستي‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬الجعفرية،‭ ‬فقد‭ ‬وجدت‭ ‬كل‭ ‬الاحترام‭ ‬والتقدير‭ ‬من‭ ‬سموه‭ ‬الكريم‭ ‬بدعمه‭ ‬وتوجيهاته‭ ‬إلى‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬الموقرة‭ ‬بتوفير‭ ‬كل‭ ‬احتياجات‭ ‬المناسبات‭ ‬الدينية‭ ‬وبالخصوص‭ ‬مناسبة‭ ‬عاشوراء‭ ‬الخالدة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬لها‭ ‬مكانتها‭ ‬الخاصة‭ ‬عنده‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬إقامة‭ ‬المراسم‭ ‬الحسينية”‭. ‬

وأضاف‭: ‬“لقد‭ ‬حظينا‭ ‬بشرف‭ ‬الاجتماع‭ ‬مع‭ ‬سموه‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬واللقاء‭ ‬بسموه‭ ‬الكريم‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬وكان‭ ‬سموه‭ ‬يحرص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تتم‭ ‬وتقام‭ ‬المناسبات‭ ‬الدينية‭ ‬والشعائر‭ ‬في‭ ‬جو‭ ‬يسوده‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬لممارسة‭ ‬الشعائر‭ ‬الدينية،‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭ ‬لنا‭ ‬سموه‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ (‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الشعائر‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬تراثنا‭ ‬وحضارتنا‭ ‬التي‭ ‬نعتز‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬الذي‭ ‬يعطي‭ ‬حرية‭ ‬ممارسة‭ ‬الشعائر‭ ‬الدينية‭ ‬لكل‭ ‬الطوائف‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬يتميز‭ ‬عن‭ ‬باقي‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية‭)‬”‭.‬

وختم‭ ‬العلوي‭ ‬تصريحه‭ ‬بالقول‭: ‬نعزي‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطنين‭ ‬لفقد‭ ‬رجل‭ ‬المحبة‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬وتغمد‭ ‬روحه‭ ‬الجنة‭. ‬إنا‭ ‬لله‭ ‬وإنا‭ ‬إليه‭ ‬راجعون”‭.‬

عضو‭ ‬هيئة‭ ‬المواكب‭ ‬الحسينية‭ ‬نادر‭ ‬بردستاني‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬فقدت‭ ‬بفقدها‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬باني‭ ‬نهضتها‭ ‬ومؤسسها‭ ‬الرجل‭ ‬الحكيم‭.‬

وقال‭: ‬“لقد‭ ‬كان‭ ‬سموه‭ ‬عارفًا‭ ‬بجميع‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬والقرى‭ ‬ويقف‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬احتياجاتها،‭ ‬ويعلم‭ ‬عوائلها‭ ‬وشخصياتها”‭.‬

وبيَّن‭ ‬أن‭ ‬حظي‭ ‬بشرف‭ ‬لقاء‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬مع‭ ‬أعضاء‭ ‬هيئة‭ ‬المواكب‭ ‬الحسينية‭ ‬ولمسنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كافة‭ ‬زياراتنا‭ ‬لسموه‭ ‬حرصه‭ ‬الدائم‭ ‬على‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المسائل‭ ‬التي‭ ‬نطرحها‭ ‬وكان‭ ‬مستمعًا‭ ‬جيدًا‭ ‬لما‭ ‬يبديه‭ ‬أصحاب‭ ‬المآتم‭ ‬وهيئة‭ ‬المواكب‭ ‬الحسينية‭ ‬من‭ ‬أحاديث‭ ‬خلال‭ ‬اجتماعاتهم‭ ‬معه‭.‬

وعودًا‭ ‬على‭ ‬بدء،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬آخر‭ ‬تصريح‭ ‬لسمو‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬فقيد‭ ‬البحرين‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص‭ ‬“أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬قدمت‭ ‬عبر‭ ‬تاريخها‭ ‬قصص‭ ‬نجاح‭ ‬للعالم‭ ‬في‭ ‬الوحدة‭ ‬والتعايش‭ ‬والتلون‭ ‬الفكري‭ ‬والثقافي‭ ‬والديني‭ ‬والمذهبي‭ ‬الذي‭ ‬يدعم‭ ‬تماسك‭ ‬المجتمع‭ ‬ولا‭ ‬يفرقه،‭ ‬منوها‭ ‬سموه‭ ‬بالدور‭ ‬الذي‭ ‬تضطلع‭ ‬به‭ ‬دور‭ ‬العبادة‭ ‬ومكانتها‭ ‬الدينية‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬الكلمة‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭.‬

وأكد‭ ‬سموه‭ ‬أن‭ ‬حرية‭ ‬ممارسة‭ ‬الشعائر‭ ‬الدينية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬هي‭ ‬نهج‭ ‬أصيل‭ ‬له‭ ‬مرجعه‭ ‬في‭ ‬ديننا‭ ‬الإسلامي‭ ‬الحنيف‭ ‬ومبادئه‭ ‬السامية،‭ ‬وأثنى‭ ‬سموه‭ ‬على‭ ‬الجهود‭ ‬الطيبة‭ ‬التي‭ ‬يبذلها‭ ‬رئيس‭ ‬وأعضاء‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للمواكب‭ ‬الحسينية‭ ‬في‭ ‬إحياء‭ ‬المواسم‭ ‬الدينية‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬ترسيخ‭ ‬الموروث‭ ‬الثقافي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬الذي‭ ‬تميزت‭ ‬به‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

وأكد‭ ‬سموه‭ ‬أن‭ ‬مجتمع‭ ‬البحرين‭ ‬كان‭ ‬وسيظل‭ ‬مجتمعا‭ ‬واحدا‭ ‬ونسيجا‭ ‬واحدا‭ ‬يرتكز‭ ‬على‭ ‬المحبة‭ ‬والتعايش‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬أبنائه،‭ ‬وهي‭ ‬القيم‭ ‬التي‭ ‬أرساها‭ ‬الآباء‭ ‬والأجداد،‭ ‬وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نتمسك‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬صالح‭ ‬الوطن‭ ‬وشعبه‭. ‬وقال‭ ‬سموه‭ ‬إن‭ ‬شعبًا‭ ‬مثل‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬له‭ ‬جهود‭ ‬كثيرة‭ ‬ومثابرة‭ ‬في‭ ‬تقدم‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬وإنه‭ ‬يومًا‭ ‬بعد‭ ‬آخر‭ ‬يعطي‭ ‬الدليل‭ ‬على‭ ‬عطائه‭ ‬المستمر،‭ ‬ودعا‭ ‬سموه‭ ‬إلى‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬تماسك‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬وتعزيز‭ ‬روابط‭ ‬المجتمع،‭ ‬كل‭ ‬في‭ ‬موقعه؛‭ ‬لأن‭ ‬هدفنا‭ ‬المشترك‭ ‬هو‭ ‬خير‭ ‬المجتمع‭ ‬ككل‭.‬

وللحقيقة،‭ ‬فإن‭ ‬ذمة‭ ‬المعنيين‭ ‬بشؤون‭ ‬المآتم‭ ‬الحسينية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬تثمن‭ ‬للفقيد‭ ‬الراحل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬بذله‭ ‬من‭ ‬جهد‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الأصعدة‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬أن‭ ‬تبقى‭ ‬البحرين‭ ‬بلد‭ ‬الأسرة‭ ‬الواحدة‭. ‬وقد‭ ‬أشادت‭ ‬الهيئة‭ ‬بعد‭ ‬موسم‭ ‬عاشوراء‭ ‬المنصرم‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬رسمي‭ ‬بحرص‭ ‬واهتمام‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بتوجيه‭ ‬كل‭ ‬الوزارات‭ ‬والهيئات‭ ‬والجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬المختلفة‭ ‬بأن‭ ‬ينعقد‭ ‬موسم‭ ‬عاشوراء‭ ‬بما‭ ‬يليق‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬كل‭ ‬الخدمات‭ ‬والتسهيلات‭ ‬الحكومية‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬تقصير،‭ ‬ومتابعته‭ ‬الشخصية‭ ‬لأن‭ ‬تسير‭ ‬كل‭ ‬الأمور‭ ‬الخدماتية‭ ‬والأمنية‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬أفضل‭ ‬وجه،‭ ‬وتذليل‭ ‬أي‭ ‬تحديات‭ ‬وصعوبات‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬عارضة‭.‬

وأكدوا‭ ‬أن‭ ‬توجيهات‭ ‬سموه‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬عظيم‭ ‬الأثر‭ ‬في‭ ‬تميز‭ ‬موسم‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬وحققت‭ ‬انسجاما‭ ‬تاما‭ ‬بفضل‭ ‬الدعم‭ ‬المستمر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬أجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬ومؤسساتها،‭ ‬مشيدين‭ ‬بما‭ ‬تحظى‭ ‬به‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬من‭ ‬رعاية‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الذي‭ ‬نشر‭ ‬دفء‭ ‬المحبة‭ ‬بين‭ ‬الجميع‭ ‬بكل‭ ‬عزم‭ ‬وعمل‭ ‬في‭ ‬تقدم‭ ‬وبناء‭ ‬ورقي‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭.‬

ونوَّهت‭ ‬الهيئة‭ ‬بدور‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬تبني‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬بث‭ ‬روح‭ ‬التسامح‭ ‬ونبذ‭ ‬الفرقة‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬المجتمع‭ ‬الواحد‭. ‬وقالوا‭: ‬“إننا‭ ‬مازلنا‭ ‬على‭ ‬العهد‭ ‬باقين،‭ ‬وكلنا‭ ‬محبة‭ ‬وولاء‭ ‬لولي‭ ‬الأمر‭ ‬وحب‭ ‬الوطن،‭ ‬وإننا‭ ‬مستمرون‭ ‬بالأبناء‭ ‬والأحفاد‭ ‬إن‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المنوال”‭.‬