أعضاء “المواكب”: فقيد البحرين كان حريصًا على لقائنا والوقوف على متطلباتنا
فقيد البحرين أرسى أسمى قيم التسامح والحرية وإقامة الشعائر الدينية
حرص على الحفاظ على النموذج المتطور للحرية المسؤولة واحترام التنوع المذهبي
سموه كان سباقًا في تعظيم الشعائر باتخاذه تاسوعاء وعاشوراء إجازة رسمية
العلوي: سموه سخر إمكانات الحكومة لإنجاح “عاشوراء” خلال 50 عامًا
بن رجب: لا يمكن للزمن أن يتجاوز إنجازات سموه وسيبقى فخرًا وعزًا للأبد
بردستاني: سموه حريص على تذليل كافة الصعاب لإقامة الشعائر الدينية
لعل من أعرق التقاليد التي حرص على ترسيخها الراحل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة (طيب الله ثراه) في وجدان المجتمع البحريني حماية التقاليد الاجتماعية والثقافية والدينية وقيم التسامح والحرية وحرية الإديان وإقامة الشعائر الحسينية وغيرها من المناسبات الدينية في المجتمع البحريني.
لقد كان فقيد البحرين الغالي سمو الأمير خليفة (طيب الله ثراه) يعمل على رص اللحمة بين أبناء المجتمع البحريني باعتباره مجتمع الأسرة الواحدة، ومصداق ذلك ما كان يؤكده سموه في أكثر من مناسبة وطنية واجتماعية “نعتز بشعور العائلة ولم الشمل فيما بيننا، فالعلاقات الوثيقة بين أهل البحرين أزلية وباقية، وهي ميزت أهل البحرين على مر التاريخ، وإن بحرين الوحدة مستمرة بمواقف شعبها ووعيه ومواقفه المشرفة تجاه وطنه، حيث كان هذا الشعب وسيظل خير سند لقيادته”.
وإرساءً لهذه التقاليد جعل سموه يومي تاسوعاء وعاشوراء محرم الحرام إجازة رسمية؛ إكرامًا لهذه المناسبة وتعظيمًا لها، وقد اتخذ مثل هذا القرار في زمن لم تخصص فيه بعض الدول التي تقام فيها مثل هذه المناسبات وهي مرجع لإقامة هذه المناسبات.
سمو الفقيد الغالي كان يحرص بمتابعة شخصية على مدار الساعة لما يقام من أنشطة دينية على صعيد عاشوراء ويسخر كل إمكانات الحكومة والدولة، الأمنية والصحية والخدماتية لصالح إحياء هذه المناسبات.
يقول عضو هيئة المواكب الحسينية فيصل بن رجب لـ “البلاد” إن ما قدمه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة (طيب الله ثراه) والمأسوف على رحيله يعجز اللسان عن حصره، فقد قدم خلال تاريخه باعتباره الرجل الأول في حكومة البحرين الكثير للمآتم وإحياء الشعائر، وكان حريصا في التقاء ممثلي المآتم وأعضاء هيئة المواكب للوقوف على متطلباتهم واحتياجاتهم.
وأكد بن رجب أن رحيل سموه ليس برحيل عادي؛ لأنه يمثل تاريخا ضاربا في الجذور على الصعيد الرسمي والشعبي، فالبحرين والشارع البحريني والشعب مدان له بكل عمليات التطوير والتحديث التي جرت خلال العقود الخمسة المنصرمة.
ولفت إلى أن البحرين بكافة ألوانها الاجتماعية لن تنسى للفقيد الغالي صنيعه الجميل، وسيبقى في وجدان الأمة وضميرها فخرًا وعزًا وتاج؛ لأن ما ثبت من أعراف وإنجازات لا يمكن للزمن أن يتجاوزه ولا يمكن للبحرين من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها أن تنكره.
وقدم بن رجب أصالة عن نفسه وبالنيابة عن عائلة بن رجب ومآتم المنامة أحر التعازي وأصدق المواساة بهذا المصاب الجلل الذي أصيبت به البحرين برحيل صاحب السمو الملكي الأمير الراحل خليفة بن سلمان آل خليفة إلى مقام عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وإلى سمو ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة وإلى عموم العائلة المالكة وأصحاب السمو والمعالي، داعيًا الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جنته.
وقال: وهنا لابد أن نخص جلالة الملك بمشاعر المواساة والولاء لعهده الزاهر والزاخر بكل ما هو يصب في مصلحة البحرين العليا وتقدمها وازدهارها في ظل عهدها الميمون، وأن نمد أكف العزاء إلى سمو ولي العهد الذي نعتبره خير خلف لخير سلف، ونهنئه على الثقة الملكية الغالية التي حظى بها من جلالة الملك، داعين الله أن يسدده ويوفق ويبارك خطاه”.
كان من مناقب الفقيد الراحل الحميدة سعيه وحرصه الدائم على الحفاظ على النموذج المتطور للحرية المسؤولة التي تقع على عاتق الجميع. وكان دائم التأكيد على احترام التنوع المذهبي والفكري وجعله إحدى الدعامات الأساسية لدعم الوحدة الوطنية.
وبدوره خص عضو هيئة المواكب الحسينية والرئيس الأسبق لإدارة الأوقاف الجعفرية سيد حسين العلوي “البلاد” بالتصريح قائلا: “يكل اللسان عن ذكر مناقب صاحب السمو الملكي الأمير الراحل خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، حيث إنه لم يمل ولم يكل في خدمة الوطن خلال خمسين عاما من العطاء والجهود التي بذلها لرقي الوطن والمواطنين”.
وتابع: “علاقتي بسموه رحمه الله كانت من خلال رئاستي الهيئة العامة للمواكب الحسنية فترة ثماني سنوات، ورئاستي مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية، فقد وجدت كل الاحترام والتقدير من سموه الكريم بدعمه وتوجيهاته إلى الجهات الرسمية في الحكومة الموقرة بتوفير كل احتياجات المناسبات الدينية وبالخصوص مناسبة عاشوراء الخالدة التي كانت لها مكانتها الخاصة عنده بالحفاظ على إقامة المراسم الحسينية”.
وأضاف: “لقد حظينا بشرف الاجتماع مع سموه رحمه الله واللقاء بسموه الكريم كل عام، وكان سموه يحرص على أن تتم وتقام المناسبات الدينية والشعائر في جو يسوده الأمن والأمان لممارسة الشعائر الدينية، حيث يقول لنا سموه رحمه الله (إن هذه الشعائر من ضمن تراثنا وحضارتنا التي نعتز بها في هذا الوطن الذي يعطي حرية ممارسة الشعائر الدينية لكل الطوائف في بلد يتميز عن باقي الدول الإسلامية)”.
وختم العلوي تصريحه بالقول: نعزي الوطن والمواطنين لفقد رجل المحبة سمو الأمير الراحل خليفة بن سلمان آل خليفة رحمه الله وتغمد روحه الجنة. إنا لله وإنا إليه راجعون”.
عضو هيئة المواكب الحسينية نادر بردستاني أكد أن البحرين فقدت بفقدها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه باني نهضتها ومؤسسها الرجل الحكيم.
وقال: “لقد كان سموه عارفًا بجميع ما يجري في المدن والقرى ويقف على كافة احتياجاتها، ويعلم عوائلها وشخصياتها”.
وبيَّن أن حظي بشرف لقاء سمو الأمير الراحل عدة مرات مع أعضاء هيئة المواكب الحسينية ولمسنا من خلال كافة زياراتنا لسموه حرصه الدائم على الوقوف على كافة المسائل التي نطرحها وكان مستمعًا جيدًا لما يبديه أصحاب المآتم وهيئة المواكب الحسينية من أحاديث خلال اجتماعاتهم معه.
وعودًا على بدء، فقد كان آخر تصريح لسمو الأمير الراحل فقيد البحرين الكبير في هذا الخصوص “أن مملكة البحرين قدمت عبر تاريخها قصص نجاح للعالم في الوحدة والتعايش والتلون الفكري والثقافي والديني والمذهبي الذي يدعم تماسك المجتمع ولا يفرقه، منوها سموه بالدور الذي تضطلع به دور العبادة ومكانتها الدينية في الحفاظ على وحدة الكلمة بين أفراد المجتمع.
وأكد سموه أن حرية ممارسة الشعائر الدينية في مملكة البحرين هي نهج أصيل له مرجعه في ديننا الإسلامي الحنيف ومبادئه السامية، وأثنى سموه على الجهود الطيبة التي يبذلها رئيس وأعضاء الهيئة العامة للمواكب الحسينية في إحياء المواسم الدينية والعمل على ترسيخ الموروث الثقافي والاجتماعي الذي تميزت به مملكة البحرين.
وأكد سموه أن مجتمع البحرين كان وسيظل مجتمعا واحدا ونسيجا واحدا يرتكز على المحبة والتعايش بين جميع أبنائه، وهي القيم التي أرساها الآباء والأجداد، وعلينا أن نتمسك بها من أجل صالح الوطن وشعبه. وقال سموه إن شعبًا مثل شعب البحرين له جهود كثيرة ومثابرة في تقدم هذا الوطن، وإنه يومًا بعد آخر يعطي الدليل على عطائه المستمر، ودعا سموه إلى الحرص على تماسك أبناء الوطن وتعزيز روابط المجتمع، كل في موقعه؛ لأن هدفنا المشترك هو خير المجتمع ككل.
وللحقيقة، فإن ذمة المعنيين بشؤون المآتم الحسينية في البحرين تثمن للفقيد الراحل كل ما بذله من جهد على مختلف الأصعدة في سبيل أن تبقى البحرين بلد الأسرة الواحدة. وقد أشادت الهيئة بعد موسم عاشوراء المنصرم في بيان رسمي بحرص واهتمام صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بتوجيه كل الوزارات والهيئات والجهات الحكومية المختلفة بأن ينعقد موسم عاشوراء بما يليق بهذه المناسبة من خلال تقديم كل الخدمات والتسهيلات الحكومية على أكمل وجه ومن دون أدنى تقصير، ومتابعته الشخصية لأن تسير كل الأمور الخدماتية والأمنية منها على أفضل وجه، وتذليل أي تحديات وصعوبات قد تكون عارضة.
وأكدوا أن توجيهات سموه كان لها عظيم الأثر في تميز موسم هذا العام، وحققت انسجاما تاما بفضل الدعم المستمر من كل أجهزة الدولة ومؤسساتها، مشيدين بما تحظى به هذه المناسبة من رعاية من صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الذي نشر دفء المحبة بين الجميع بكل عزم وعمل في تقدم وبناء ورقي هذا الوطن.
ونوَّهت الهيئة بدور صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في تبني كل ما من شأنه بث روح التسامح ونبذ الفرقة بين أبناء المجتمع الواحد. وقالوا: “إننا مازلنا على العهد باقين، وكلنا محبة وولاء لولي الأمر وحب الوطن، وإننا مستمرون بالأبناء والأحفاد إن شاء الله على هذا المنوال”.