+A
A-

ظهور منحنى العائد المقلوبأولياء أمور: أسعار “القرطاسية” تثقب الجيوب

بدأ العد التنازلي للعودة إلى المدارس وتسابقت المحلات بعرض آخر بضاعاتها للعام الجديد المواكبة لآخر الموديلات والتشكيلات المطلوبة من قبل الطلاب. وكنظرة أولية من “البلاد” ما زالت العائلات في المراحل الأولية من شراء القرطاسية والبحث عن حقائب الكتب المناسبة لأبنائهم وبقدر ميزانياتهم.

وأعلنت محال القرطاسية عن وصول البضائع الجديدة، وأكد التجار أنه تم تسعير وعرض البضائع بعد إجازة عيد الأضحى المبارك، مبينين أن السفر وموسم عاشوراء خطفوا الأضواء ما يعني سيبدأ النشاط بعد إجازة عاشوراء.

وأوضح أولياء أمور لـ “البلاد” أثناء جولتها الميدانية في الأسواق، أن الأسعار لم تعد رخيصة كالسابق خصوصا في أسعار الحقائب “الشنط” وفي السنوات الأخيرة تكون المواسم متتالية من شهر رمضان وعيدي الفطر والأضحى والسفر في الإجازة الصيفية، ما يضطر بعض العوائل للاستغناء عن السفر وترفيه الأبناء بأنشطة صيفية متنوعة داخل البحرين حتى تكون كفة الميزانية متوازية ولا ينقص الأبناء أي شيء من اللوازم.

المنافسة تخدم الزبائن

وأكد صاحب مكتبة السندباد حسين عبدالله، وصول البضائع منذ نحو والي شهر إلى الأسواق مستوردة من المملكة والسعودية والكويت، ولكن الطلب ما زال ضعيف، إذ إن البعض مازال خارج البحرين والبعض الآخر مشغول ببدء موسم شهر محرم.

وأوضح أن أصحاب القرطاسيات يحاولون بيع البضاعة بأقل الأسعار دون أرباح أو حتى بربح قليل؛ نظرا للمنافسة الشديدة فيما بينهم وكذلك مع الأسواق الكبيرة (السوبر ماركت) التي تطلق حملات وتخفيضات خيالية يتسارع لها المواطنون، مؤكدا أن أسعار المكتبات مقاربة للسوبر ماركت ولكن هذا ما تخلقه المنافسة، (...) تحاول “السندباد” أن تقدم بضائع مختلفة عن المحلات المنافسة.

ولفت إلى أن الأسعار مرتفعة حيث اضطر التاجر لدفع 5 % في بلد الاستيراد كما أنه دفع 5 % رسوم جمارك في جسر الملك فهد وبعدها يطلب 5 % لدفعه “قيمة مضافة” في البحرين ويحتج الزبون على السعر.

وعاد عبدالله ليذكر كلفة التشغيل بالنسبة لأصحاب محال القرطاسية، من إيجار المحل وراتب العامل والرسوم في هيئة سوق العمل والكهرباء وتجديد السجل التجاري وغيرها.

وتوقع أن يزداد الطلب بعد إجازة عاشوراء بنسبة تصل إلى 30 %، لافتا إلى ارتفاع الأسعار بسبب الضرائب وبعض الأمور الاقتصادية الجديدة التي أثرت في الاقتصاد عموما، مؤكدا أن أرباح المحل الآن لا تتجاوز 20 % من البضاعة.

وأشار إلى أن زيادة عدد القرطاسيات والمكتبات في البحرين خلق الكثير من المنافسة، حيث يفكر البعض بإغلاق تجارته، إذ إن وجود عدد من القرطاسيات في نفس المنطقة والشارع وتقديم ذات الخدمة أثر سلبا على القطاع برمته.

الحقائب في السوق دون المستوى

وقالت زينب عبدالجليل، التي كانت تبحث عن حقائب مدرسية لأبنائها، إن الأسعار مبالغ فيها نوعا ما خصوصا ذات الجودة المعقولة، إذ يتجاوز سعر بعضها 10 دنانير رغم أنها لا تكفي للسنة الدراسية كاملة، فمعظم الطلبة يحتاجون واحدة في كل فصل.

وتابعت “عند الشراء لا نستطيع السيطرة على الميزانية، فأطفالنا يختارون ما يعجبهم وبالتالي على ولي الأمر الدفع؛ لأن الرفض تترتب آثار سلبية على نفسيته”.

من جانبها، اعتبرت بدرية العلي شراء الدفاتر أكثر الأوقات المربكة، فهي تبدأ من أول يوم دراسي وجميع المواطنين في فترة واحدة، كما أن الأسعار لم تعد كالسابق، فقد وصل سعر الدفتر ذي 100 ورقة إلى 350 فلسا وكل طالب يحتاج إلى 8 دفاتر تقريبا، إضافة إلى دفاتر مادة العلوم والاجتماعيات والتي يطلبها المعلمون ذات الورقة المسطرة مقابل ورقة بيضاء، كما أن البعض يطلب الدفاتر التي يأتي غلافها سميكا وبطبيعة الحال فإن سعرها يكون أكثر من العادية.

وتضيف العلي أن أطفالها بالمرحلة الابتدائية وإجمالي ما تدفعه للمستلزمات يصل إلى 100 دينار تقريبا، كما أنها بين فترة والأخرى تشتري أشياء أخرى يتم طلبها أثناء الدراسة.

وبدوره، قال علي حسن إنه قرر عدم السفر هذا العام للحفاظ على الميزانية بعد أن انتهى من موسم شهر رمضان وعيدي الفطر والأضحى، مبينًا أنه كان مقررا أن يذهب لإحدى دول الخليج لشراء المستلزمات والسياحة بنفس الوقت ولكن صادفته أمور ضرورية أخرى، اضطر إثرها للبقاء في البحرين.

وأوضح أنه انتهى من شراء الزي المدرسي والحقيبة المدرسية التي استغل فرصة أحد المحلات في عرضها المقدم وهو استرجاع نصف المبلغ عند شراء الحقائب، وكما جرت العادة فإن شراء الدفاتر يكون في اليوم الأول من العام الدراسي بعد أن يتم استلام متطلبات المعلمات من عدد أوراق الدفتر لكل مادة دراسية والملفات وغيرها من أمور ضرورية للطالب.