+A
A-

مكناس: “كاثي باسفيك” مفتاح نجاحي في عالم الإعلان

بين رجل الأعمال، أكرم مكناس، خلال تدشين كتابه في مركز الشيخ إبراهيم آل خليفة للثقافة والبحوث، أنه بدأ كتابه من وقت دخول مربيته الساعة الخامسة صباحا من العام 1961، التي قالت له لقد انتهيت، أمك توفيت، وكانت والدته مصابة بالسرطان وكانت تعاني في آخر عام لها، وكانت لا تستطيع أن تتكلم فمسكت يدها وماتت بسلام وتركتني وراءها، مشيرا إلى أن تلك اللحظة كانت صاعقة بالنسبة له لأنه كان الطفل المدلل لديها. 
وزاد، أن والدته كانت تبيع ما تملكه من أملاك تركها لها والداها وهي من قرية اسمها ترتج في لبنان من بيت الحسن، لافتًا الى أنه أثناء العزاء كان زوج والدتي الذي تزوجته بعد طلاق والدتي من أبي بعشر سنوات حين كان عمري 5 سنوات، كان يغار مني غيرة شديدة وهو جالس خلفي سمعته يقول لمن بجانبه “لقد انتهى وهذا السبب الذي جعلني أكتب الكتاب لم أنته بعد، وذلك لأن هناك رسالة بأن الإنسان لا ينتهي طالما هو يريد المعرفة ويريد أن يركز لنفسه مكانة في هذا العالم وأن يكون مفيدا. 
وأضاف مكناس أنه ابتدأ حياته العملية في لبنان ومعه سبعة أصدقاء من الجامعة الأمريكية، حيث قال “كنت أبيع لأساعد والدي لأنه كان عنده أربع زوجات، وكانت إحدى زوجاته تكرهني وحاولت قتلي عبر وضع الزجاج بالطعام، وهنا أدركت أنني أكرم جديد وليس أكرم الذي تدافع عنه والدته وتحميه لأنها كانت قوية ومثقفة فهي من أوائل خريجي الجامعة الأمريكية في لبنان”. 
وروى قصة هروبه من المنزل بسبب خالته التي لم تكن ترغب بوجوده،حيث وجد الطقم الوحيد الذي تركته له والدته وثلاثة قمصان، وغادر لطرابلس لأن والده كان يسكن فيها، “وذهب إلى مدرسة الانترناشونال كولج التي كانت المضمار الأساسي والعمود الفقري لكل ثقافتي وكل علمي، وكانت هذه الفكرة أهم فكرة عملتها في حياتي”. 
وبعد سنوات أثناء وجوده بالجامعة كان يبيع الإعلانات في مجلة الجامعة الأمريكية حتى يساعد والده في دفع الأقساط الجامعية، وتخرجنا ولم أجد عملا في لبنان يعطيني المبلغ الذي كنت أجنيه من الجامعة، من ثم انتقلت لصناعة الإعلان مع سبعة أشخاص وافتتحنا الشركة الأولى في لبنان واستطعنا عمل إعلانات للعديد من الشركات، ولكن بعد ذلك، أتى عميل وكانت ميزانيته ضخمة ودخل معنا إلا أنه أفلس وأفلست الشركة معه وتخلى عني أصدقائي وتحملت المسؤولية لوحدي. 
وأضاف مكناس أنه ترك لبنان بعد ذلك، ومعه زوجته وولديه وتوجه للأردن عند أقاربه، وكان السوق الأردني حينها صغيرا وبطيئا بالنسبة لأعمال الإعلانات، بعد ذلك ذهب إلى تركيا موطن زوجته التي كان الإعلان فيها متطورا إلا أن العائق لديه كان اللغة والتعامل مع الإنسان العربي، بعد ذلك توجه لدبي وأسس شركته الأم هناك، وكان يستعين بمجلة بحرينية اسمها “بحرين ميرور” لوضع إعلاناته فيها لأنها كانت الوحيدة الموجودة في دبي حينذاك، بالإضافة لطباعة الإعلانات وتوزيعها على الفنادق. 
بعد ذلك، أتاه خبر من صديق له اسمه جميل وفا ومعه شخص اسمه نديم لبابيدي والذي كان وكيل لشركة الطيران كاثي باسيفيك، وكان عندهم شيء اسمه “ديسكفري تورز” فكنت أعمل لهم إعلانات في لبنان بصحيفة النهار بألف دولار، فأخبرني جميل وفا أن البحرين سيكون لها أول خط في الاتجاه إلى أوروبا، وسيرصد حملة إعلانية لذلك بقيمة نص مليون دولار، والتقيت بجماعة كاثي باسيفيك في الفندق وطلبوا مني افتتاح مكتب في البحرين وفعلت ذلك بالفعل. 
وزاد، أن السوق البحريني كان كبيرا وهناك عدد من الشركات فيه والتي كان يملكها مثل عبد النبي الشعلة وخميس المقلة، وغيرهما حيث كان لديهم إعلانات لشركات طيران منافسة لكاثي باسيفيك، فشعرت أن هذه هي الفرصة الوحيدة، فسافرت إلى هونج كونج لأتعلم عن الطيران وخباياه، ومن هنا بدأت رحلة الإعلانات لكاثي باسفيك التي كانت الطريق الممهد لعملي في الإعلانات، واستقررت في البحرين لحد هذه اللحظة ولم أخرج منها وذلك لحبي لها. ومن ثم أسست شركة وفتحت عدة مكاتب في دول الخليج، وتعتبر من أكبر الشركات في العالم العربي، وفيها أكثر من 3000 موظف، وهي شركة “MCN”، وتندرج تحتها فورتشن بروموسفن، وينيفيرسيال وغيرها. 
واختتم مكناس حديثه أن الإعلان عاطفة، ومن المهم أن نعطي الضوء لمن يعمل في هذا المجال، ليفهم كيف كانت العملية في السابق وكيف تغيرت الآن، وما التحديات والفرص التي سيواجهونها في المستقبل، مشيرًا إلى أن الإعلان كان في السابق له ارتباط كبير بالإبداع ووسائل الإعلام التقليدية، أما الآن فقد تغير، حيث أصبح يركز أكثر على البيع من أن يكون تعبيرًا عن الإبداع والفن.