فلسطين في القلب العربي، وفي الروح، والجسد، وفي ذاكرة العالم بأسره، هذه معادلة خالصة ومنتهية، ولا جدال فيها، ولا يمكنها أن تتغير، أو أن تحيد عن مسار الحقيقية، واستذكار الظلم الذي طال الشعب الفلسطيني لأكثر من سبعين عاما.
وفلسطين الصابرة على الابتلاءات، وعلى الدماء المتناثرة والبريئة، في كل صبيحة ومساء، حاضرة اليوم وبقوة، كقضية العرب الأولى على طاولة القادة العرب في قمة البحرين، والتي ستستضيفها المنامة الخميس المقبل، وسط تطلعات الشعوب، بمرحلة استثنائية يشوبها كثير وكثير من التحديات في منطقة الشرق الأوسط.
وتسجل البحرين الصغيرة جغرافيا، الكبيرة في مواقفها، وقيمها، وأخلاق شعبها، حضورا متميزا في احتضان القمة الثالثة والثلاثين كأول مرة على هذه الأرض المباركة، مرحبةً بالقادة العرب، وبالأشقاء من وفود، ومرافقين، وإعلاميين، وصحافيين، سيجتمعون كلهم هنا، لإنجاح هذه القمة والتي تعبر عن الهوية، وعن البيت العربي، وعن موقف الأمة كلها.
يجتمع القادة العرب في المنامة، تحت سقف واحد، وهم يعون حجم التحديات، والتساؤلات، والمطالبات التي يحملها القلب العربي الجريح، تجاه القضية الأولى فلسطين، وتجاه ما يحدث في قطاع غزة، ورفح، وغيرها من الأراضي المغتصبة، من قتل، وسفك دماء للأبرياء، من مكنة القتل الإسرائيلية.
ولكن الأمل بالله كبير، وبالقادة، وبالشعوب العربية، وبالشارع العربي الذي يعي جيدا، ويستذكر في الليل والنهار، حقه المبتور، بفلسطين، وبالقدس، عروس المدائن، كل المدائن.