+A
A-

أزمة اقتصادية عالمية على الأبواب

مع تزايد المخاطر المحتملة بشأن وقوع أزمة مالية شبيهة بما حدث في العام 2008، حينما انهار بنك “ليمان براذرز” الأميركي لارتباطه بسندات رهن عقارية قادته للسقوط وجر العالم معه إلى أزمة مالية كبيرة، عادت هذه الأيام التحذيرات نفسها التي أطلقت في تلك الفترة.

ويتحدث المحللون هنا وهناك عن هذه الأزمة وتبعاتها، وكل يدلو بدلوه في موعد حدوثها، كما يسارع الخبراء لتقديم النصائح للشركات والأفراد بشأن الملاذات الآمنة التي يمكن أن توفر فرصة للنجاة من هذا الكابوس.

وتوقع العديد من الخبراء ركوداً في الاقتصاد الأميركي للعامين المقبلين، رغم اعتبارهم في الوقت نفسه أنه يمكن لقرارات المصرف الاحتياطي الفدرالي الأميركي تأخيره.

ومن بين 226 خبيرا استطلعت آراؤهم الرابطة الوطنية لاقتصاديي الأعمال، توقع 38 % دخول أول اقتصاد عالمي في ركود العام 2020، بينما تكهن 34 % دخوله في ركود بالعام 2021، فيما اعتبر 14 % أن ذلك سيحصل في وقت أبعد من ذلك.

في المقابل، توقع 2 % فقط دخول الاقتصاد الأميركي في ركود بالعام 2019، مقابل 10 % في استطلاع سابق أجري في فبراير.

وعربيا، حذّر المؤسس والرئيس لمجموعة طلال أبو غزالة الدولية طلال أبوغزالة من أزمة اقتصادية “طاحنة” ستضرب العالم بحلول 2020، مركزها الولايات المتحدة الأميركية، وستكون أقوى وأشد بكثير من تلك التي حدثت في 2008.

وأكد في حديث مع “البلاد” نشر أخيرا، أن ما سيحدث هو أزمة اقتصادية، وليست مالية كسابقتها، ستأكل “الأخضر واليابس”، وستؤدي إلى كساد كبير، وغلاء وبطالة وارتفاع “فاحش” للأسعار.

ودعا الدول والحكومات والشركات والمؤسسات على مختلف أحجامها وقطاعاتها لضرورة الاستعداد لهذه الأزمة والتصدي لها، كل حسب ما يناسبه.

وأوضح أبوغزالة أن المؤشرات التي تدل على ذلك كثيرة، وهو توقع يؤيده به الكثير من الخبراء والمفكرين الاقتصاديين ومراكز الدراسات والأبحاث حول العالم.

وبيّن أن الغرب بدأ بالفعل استعداده وبات قلقا تجاه الأمر، لكننا للأسف في الدول العربية ما زلنا “نائمين” على الموضوع، حيث لا تحركات جدية ولا تجهيزات ذات قيمة.

وأوضح أن الأزمة ستبدأ بأميركا وتقضي على كل اقتصادات العالم، فكما يقال “عندما تعطس أميركا يصاب العالم بالإنفلونزا”.

أسباب الأزمة

أما الأسباب، فبدأها بتحول أميركا إلى دولة مستوردة للنفط بعد استهلاك معظم إمكاناتها، وبالتالي فإنها ستفرض شروطها على الأسواق بحكم قوتها العسكرية للهبوط بالأسعار، كذلك ارتفاع الفوائد في السوق المالية هناك ما سيؤثر على الأسواق العالمية.

وتابع “يضاف إلى ذلك الحرب التجارية التي تقودها واشنطن ضد العالم، في مقدمته الصين التي تعتبرها أشد خصومها الحقيقيين، وهو صراع كبير لن ينتهي، والجميع قرأ وعرف عن تبادل الضرائب والرسوم والعقوبات بين البلدين”.

وأكد أن الصين منافس قوي وشرس لأميركا، وفي مختلف المجالات، فضلا عن أن معظم الصناعات الأميركية المهمة وشركاتها الكبرى تنتج أعمالها وتقيم مصانعها بالصين، (...) وطبيعي أن يكون لدى واشنطن مشكلة اسمها بكين.