قرأت يوما أن دولا أوروبية لا يتكدس فيها المطر أبدا، ذلك أن طريقة تصميم الطرق وشبكات الصرف الصحي فيها تتميز بأسلوب يسمح بأن يتم تصريف ماء المطر بسلاسة، ويكون جفاف الشوارع بسرعة والتخلص من الارتفاع الملحوظ للمياه فور وقوعها، وعلى الرغم من أن مناخ المنطقة يميل إلى الجفاف والرطوبة وندرة الأمطار إلا أن التغيير الحاصل في المناخ منذ فترة يجب أن يكون موضوع دراسة، فالأمطار باتت تهطل صيفا من ما يقرب من 5 سنوات، فيما المنطقة أصبحت عرضة أكثر لتيارات الهواء والأمطار والأعاصير، وهي أمور يجب أن تكون محل نظر ودراسة من قبل الأكاديميين والمتخصصين.
يميل البعض إلى تجنب الخوض في تلك فكرة، كون التغيير المطلوب يحتاج إلى مليارات إضافية للوصول إلى بنية تحتية من السهل أن تتعامل بسرعة قياسية مع مياه الأمطار، وهو أمر قد يكون مبالغا فيه أو غير ضروري، مقابل واقع الأمطار في المنطقة الذي لا يزيد عن أسبوع غالبا، وهو أمر لا يستحق العناء من وجهة نظر البعض، لكنني أرى - وغيري - أن الاستعداد دوما للأزمات هو ما يمكن أن نراهن عليه، خصوصا أن الخسائر المادية التي يخلفها سقوط المطر لا تبدو من الآن فصاعدا خسائر بسيطة.
ومضة
التحول إلى نظام صرف صحي أو بنية تحتية جديدة بات مطلبا ملحا، ليس فقط لتصريف مياه الأمطار، إنما لابتكار طرق جديدة تسمح بالاستفادة من كمية الأمطار الهائلة التي باتت تسقط على المنطقة، قد يكون الأمر مكلفا لكنه أيضا قد يحدث بشكل تدريجي ومفيد، حفظ الله البلاد والعباد.
*كاتبة وأكاديمية بحرينية