لا يخفى على أي من منتسبي وزارة التربية والتعليم أو الجامعات سواء الخاصة أو الحكومية، معنى مفردة الجودة وأهميتها، بل إن التحول السريع تجاه مواكبة مواضيع الجودة بات يؤرق المعلمين والأساتذة ورؤساء الجامعات ومدراء ومديرات المدارس، خصوصا أنها حملت الكادر التدريسي أعباء إضافية إلى جانب نصاب التدريس لديهم، وإن أحببت أن تفهم عزيزي القارئ ما هي الجودة فلتسأل منتسبي قطاع التربية والتعليم ليشرحوا لك عدد المهمات والمتطلبات التي يحاولون جاهدين الإيفاء بها حتى ينالوا الجودة أمام الجهات التي تعقد لهم اللجان والتحريات وتراقب الأدلة التي تظهر مدى جودة ما يتم تقديمه من خدمات تعليمية وتربوية تتناسب مع متطلبات العصر!
لكن السؤال المطروح الآن هل الجودة باتت محور التربية والتعليم وابتعدت كليا عن بقية المحاور الحياتية، والسؤال الأصعب هنا الذي يطرح نفسه مجددا هل الجودة خاصة بخدمات المدارس والجامعات دون بقية الخدمات، فأين جودة المباني التي لم تتحمل هطول الأمطار؟ وأين جودة شبكات الصرف الصحي التي لم تبتلع تلك المياه والسيول؟ وأين جودة التخطيط العمراني والأشغال والكهرباء وغيرها من خدمات أمام امتلاء الأنفاق بالمياه؟! والأكثر صعوبة هو لماذا لم تستطع المباني والمشاريع الجديدة وشوارع مستحدثة أن تقاوم رغم حداثة عمرها؟ فأين الجودة من كل ذلك؟
ومضة:
تحية خاصة ومن القلب لكل الجهود المبذولة من قبل وزارة الداخلية لحماية المواطنين والمقيمين والمركبات وتنظيم الأمور وعدم الوصول إلى ما وصلت له دول الجوار من أوضاع ومواقف صعبة جراء المنخفض الجوي الممطر والعاصف الذي تعرضت له المنطقة، فكل الشكر للوزارة وعلى رأسها معالي وزير الداخلية لجودة ما يتم تقديمه من خدمات حقيقية لأفراد المجتمع والمقيمين والممتلكات العامة والخاصة.
*كاتبة وأكاديمية بحرينية