العدد 5661
الأحد 14 أبريل 2024
banner
لعبة “1”
الأحد 14 أبريل 2024

دفعها الملل وحب التسلية أن تبدأ في لعبة أكبر منها، كانت تريد أن تقضي وقتا أطول في الحصول على المتعة حتى وإن كانت مزيفة، فهي لم تطلب أكثر من شخص يهاتفها أو يرسل لها المسجات للاطمئنان عليها، وإن حدث ما لم يكن في الحسبان وتعلق بها هذا الشخص فليكن، فهي تشعر بملل غير عادي حتى أصبحت جميع أيامها متشابهة، بدأت في النظر من حولها، الكل على نفس وتيرتها، ومن حاولت في التعرف عليهم جعلوها رقما ضمن مجموعة من الأرقام لا أكثر فلا حب ولا غرام أو وله حتى ولو شابه الزيف، ثم فجأة تراءى لها ذاك الشخص، شخصية غريبة، مهندمة، خجولة في الواقع وصريحة عبر مواقع التواصل، ثم إنه يبدو لها أنه “مريش” فسيارته لا بأس بها وكذلك مكان سكنه، فيما أن زوجته المسكينة تلبس الماركات بكثرة وهو دليل على وضع مادي فوق الجيد جدا وقريب من الامتياز، لعله يكون صيدة خفيفة أو هكذا خيل لها..
بدأت في التواصل و يا له من عالم مليء بالخيال والإثارة ذلك الذي قررت أن تزج به ذاك المسكين الذي بات ينتظر بلهفة تواصلها، حضورها وغيابها، لكن المزعج الآن هو تلك الزوجة الجميلة الذكية “الي تصيدها وهي طايرة” ولا يمكن بأي حال من الأحوال انتقادها أو التقليل من شأنها فلا مجال للمقارنة أو المجاراة، لذلك فقد قامت بتغيير مخططها قليلا، فبدلا من مجاراتها أو التسابق الفاشل معها فقد قررت أن تلعب على وتر تشكيك الزوج في حب زوجته له، وانشغالها عنه، فقد يكون ليس ضمن أولوياتها أو أنها مشغولة باجندة مختلفة أو حتى...
ومضة 
استأذنت من الزوجة التي كانت تسرد لي كل ما مضى فقد حان موعد أذان المغرب وقد أطالت في سرد قصتها التي اختصرت منها الكثير لكني وعدتها أن أنشر جزءا مما سردت وأن أخفي الأسماء والعناوين وأرقام الهاتف، فهكذا تحتم علينا أخلاقيات المهنة أن نتظاهر بجهلنا عن كثير من المعلومات التي نفضل استخدامها في الوقت المناسب!
* كاتبة وأكاديمية بحرينية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية