العدد 5677
الثلاثاء 30 أبريل 2024
banner
د.حورية الديري
د.حورية الديري
من أين نبدأ؟
الثلاثاء 30 أبريل 2024

بمناسبة ذكرى يوم العمال، والتي تصادف الأول من مايو، نرفع تحية تقدير واعتزاز لجميع العمال المخلصين الأكفاء، لما يقدمون من عمل جاد ومخلص للمشاركة الفعلية في مسيرة التنمية، وحيث تنطلق العديد من فعاليات التكريم والاحتفاء بهذه المناسبة في مختلف المؤسسات التي تؤمن بأحقية إبراز النجاحات التي يحققها كل موظف فيما يسند إليه من مهمات وأدوار تعزز مشاركته الوطنية وتدفع بها في ركب ما يتحقق من منجزات يحتذى بها، لتبقى راسخة بمرور الوقت والزمان، وهذه اللحظات هي نقطة الحسم ليعرف كل ذي واجب ما يستحق، وما عليه.
فكم من عامل وموظف تبهرنا علاقتهم بالوظيفة، لا لشيء سوى أنهم لا يقبلون عليها المساومة، فذاك العامل الذي يتواجد في مقر عمله قبل الوقت يترقب عقارب الساعة ليبدأ مزاولة مهماته التي ربما قد يبدأ بها قبل الموعد، لكنه قد يكون ملزمًا بنظام يخضع لسلسلة من العمليات التي ترتبط بعامل الوقت، ولكم بالصور الأخرى التي تجعل من هذا العامل النموذج الأفضل للممارسات الجادة والتي تتمثل في المتابعة وتقديم الخدمة باحترافية عالية. ومن الصور الأخرى، والتي بات لزامًا علينا الانتباه لها مع وجود سبل الترفيه الإلكتروني في كل مكان، حيث ساهمت في ظهور الأشخاص متعددي المهمات والأدوار، فتقل نسبة توزيع الأولويات التي تضر بالوقت المخصص للعمل والإنجاز، وهنا يكمن الفرق عندما يجد الموظف شغفًا بأمور تصرفه عن العمل الجاد، فتضيع القيمة بضياع الهدف، فتصير ثقافة الخطأ والمماطلة ثقافة سائدة، وفي ظل وجود أطراف أخرى تتولى إنجاز ما لها وما على غيرها، ومن هنا فإننا نحتاج إلى تعديل البوصلة والاتجاه بعد مراجعة وتدقيق. وطالما أننا نغتنم فرصة الاحتفال بمناسبة عيد العمال، وجب علينا أن نذكر أنفسنا بأننا نحمل مسؤولية تستحق المراجعة المستمرة لما ننجز حتى نبدأ بشكل أقوى دائمًا فيما هو قادم عما هو ماضٍ.
*كاتبة وأكاديمية بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية