التوعية المرورية للشباب وحديثي الحصول على رخصة السياقة ليست مجرد قواعد ونظريات ومجموعة آراء، إنما أهداف لتحقيق استراتيجية للحد من حوادث السير، والحد من الخسائر البشرية والاجتماعية المترتبة عليها، وتوفير مزيد من الحماية لمستخدمي الطرق، وأتصور أننا بحاجة إلى تحقيق أكبر قدر من التوعية المرورية خصوصا مع ازدياد الحوادث المأساوية المميتة التي راح ضحيتها شباب في عمر الزهور، وآخرها الحادث الذي وقع مساء يوم الجمعة الماضي على شارع سترة وأودى بحياة ثلاثة شباب لم يتجاوز اثنان منهم العشرين عاما، وقبلها أيضا وقع حادث مروع في شهر يناير راح ضحيته ثلاثة شبان أيضا، وغيرها من الحوادث المماثلة التي ترسم أمامنا علامة استفهام عن الخطوات والإجراءات وتشديد إجراءات السلامة والقوانين.
ندوات السلامة المرورية التي تعقد في المدارس والأندية وغيرها قد لا تصل إلى أكبر شريحة في المجتمع، لهذا لابد من تخصيص حلقة أسبوعية في تلفزيون البحرين ومنصاته الرقمية يتم فيها شرح السلوكيات الخاطئة على الطريق وزيادة توعية شريحة الشباب للحفاظ على أرواحهم وصحتهم، إضافة إلى وضع فواصل إعلانية عن السلامة المرورية تتوافق مع المتغيرات، كما يجب أن يكون هناك اهتمام متزايد بدور القطاع الخاص في الحملات التوعوية، فإدارة المرور قامت مشكورة بفتح جسور التعاون مع القطاع الخاص بهدف رفع معدلات السلامة المرورية وتعزيز الوعي لكل أفراد المجتمع، وآن الأوان لكي تمارس الشركات والمؤسسات دورها الفاعل في نشر الوعي المروري بشكل أفضل وأكثر فاعلية من أي وقت مضى.
الوعي هو العنصر الرئيسي في السلامة المرورية، ومن ثم تأتي بقية العوامل كتخطيط الطرق ووضع الكاميرات الذكية، والغرامات والقوانين وإلخ، لأن الوعي مبدأ يلتزم به الفرد ويحافظ عليه.

*كاتب بحريني