العدد 5677
الثلاثاء 30 أبريل 2024
banner
حتى لا يصير الجميع على شفا حفرة من الآخرة
الثلاثاء 30 أبريل 2024

اختلاف الجمهور في موضوع قيام إيران بضرب إسرائيل بالصواريخ ردا على اعتداء إسرائيل على القنصلية الإيرانية في دمشق وقتل عدد من قادتها، ثم بقيام إسرائيل بالرد على الرد وضرب أصفهان، وانقسامه بين مصدق لما حصل أو قيل وبين مكذب له والقول إنه مسرحية متفق عليها بين إسرائيل وإيران الحليفتين سرا يدخل في الطبيعي. يكفي القول إن الجمهور لا يعرف تفاصيل ما جرى وليس على اطلاع على الجوانب التي لا تكشف عنها الدول في علاقاتها مع بعضها البعض وكذلك القول إن كلا من هذا الجمهور يدلي بدلوه اعتمادا على مواقفه وما يتمناه.
الاعتقاد بأن ما جرى ويجري بين إسرائيل وإيران مسرحية ليس تطاولا على الحقيقة، فمثل هذا الأمر وارد، وكذلك الاعتقاد بأن ما جرى ويجري بين إسرائيل وإيران حقيقي وواقع ويعبر عن كراهية كل من الدولتين لبعضهما ليس تطاولا على الحقيقة فمثل هذا الأمر وارد أيضا. تماما مثلما أنه وارد كذلك أن إعلان بعض الدول عن تأييدها الحق الفلسطيني لا يعبر عن حقيقة موقفها ودعمها إسرائيل. في السياسة يغرق السابحون ذوو المهارات والقدرات العالية والخبرات فكيف بالجمهور الذي هو في غالبه دخيل عليها وليس له فيها “مريال”. من هنا فإن القول إن رد إيران كان مجرد رسالة لإسرائيل مفادها أن احذري أمر وارد ومبرر كاف لعدم قيام الجيش الإيراني بتدمير إسرائيل وإفنائها، والقول إن إيران “لا تغشمر”، وكذلك القول إن رد إسرائيل على الرد كان مجرد رسالة لإيران مفادها أن احذري فنحن “لا نغشمر”.
لعل التفسير المنطقي والمقبول لكيفية الرد والرد على الرد الذي حصل أخيرا بين إسرائيل وإيران هو أن الولايات المتحدة لا تريد إدخال المنطقة في حرب تأكل الأخضر واليابس مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة في أميركا وفي وقت تمتلك فيه إسرائيل وإيران أسلحة متطورة بإمكانها إحداث دمار يجعل الجميع على شفا حفرة من الآخرة.
*كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية