+A
A-

ماريسكوفا: الوقاية دائمًا أفضل من العلاج

تطورت الأساليب الطبية لعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية بشكل ملحوظ في السنوات العشرين الماضية، فمن تشخيص الحالة إلى دراسة التاريخ العائلي لأمراض القلب إلى تحديد نوعية ودرجة الإصابة، تقدمت خيارات العلاج وتعددت، كما تطورت معها الاختبارات التقنية بالأجهزة الحديثة، ومنها الموجات فوق الصوتية والتصوير المقطعي وتصوير الأوعية التاجية والرنين المغنطيسي، وهذه الأساليب توفر للمرضى رعاية دقيقة تمكنهم من الحصول على العلاج اللازم.

انسداد الشرايين والقصور الوريدي

وتحدثنا استشارية أمراض الأوعية الدموية بمستشفى الإرسالية الأمريكية خانيمانا ماريسكوفا لتؤكد أن أمراض القلب والأوعية الدموية ومضاعفات مرض السكري، تمثل أكثر من نصف الوفيات في مملكة البحرين، فهي سبب رئيس للإصابة بمضاعفات تؤدي إلى الوفاة لا قدر الله، فعلى سبيل المثال، يعتبر انسداد الشرايين، بل والأنسجة الجهازية المسببة للانسداد بدرجاته المختلفة من الأمراض الشائعة، وهي من العوامل المساهمة في الإصابة بقدم السكري، ومنها أيضًا الإصابة بمرض القصور الوريدي المزمن المنتشر بشكل كبير وما ينتج عنه من تورم للأطراف والأوردة وآلامها.

تركيبة عوامل الخطر

وفي ردها على سؤال يتعلق بمسببات الإصابة، تشير ماريسكوفا إلى أن العامل الوراثي قائم بلا شك، لكنه يشترك مع تركيبة من عوامل خطر أخرى معروفة مرتبطة بالعادات وأنماط الحياة الخاطئة، وإذا قلنا إن من الصعب تعديل بعض العوامل الوراثة وخصائص العمر والجنس، إلا أن هناك العديد من عوامل الخطر القابلة للتعديل، مثل السمنة والعادات الغذائية السيئة والتدخين، ولهذا أرى بكل وضوح أن المجتمع البحريني شهد تغيرًا إيجابيًا ملحوظًا نحو التحول للأنماط الصحية السليمة، ولك أن تلحظ الاهتمام بالإقلاع عن التدخين والاهتمام بممارسة الرياضة واختيار النظام الغذائي الصحي، وهذه كما يلاحظ الجميع، تحظى باهتمام الدولة والمجتمع، من خلال حملات التوعية التي تنشر الوعي الصحي وتشجع على العادات الحياتية لينعم الناس بصحة جيدة.

وتركز على القاعدة الذهبية في الوقاية فتقول “بالتأكيد، نحن نسعد بحضور الجميع إلى عيادتنا للكشف عن الأوعية الدموية واتباع أساليب الوقاية فصحة الناس تهمنا، ولكنني أركز دائمًا على النصيحة الأولى وهي: خذ نمط الحياة الصحية، ولا تنسى أن الوقاية دائمًا أفضل من العلاج”.

فحص الأوعية الدقيقة

وبخصوص تطوير خدمات علاج الأوعية الدموية بمستشفى الإرسالية تشير إلى أن “المستشفى يقوم بتقييم دقيق للأوعية الدموية واضطرابات الأوعية الشائعة، ومع التقييم البدني ومراجعة التاريخ المرضي المفصل، نستخدم الموجات فوق الصوتية عالية الدقة المزودة بالألوان لجميع الأوعية الدقيقة، فهذا يساعد في الكشف عن نقص إمدادات الدم في الأطراف، إضافة إلى قياس مؤشر الكاحل والأنسجة المحيطية، ونستخدم ترددات الراديو في إجراء بعض العلاجات التي تمكن المرضى من مواصلة حياتهم الطبيعية”.