+A
A-

يوم الضمير... الأثر الخالد لأمير الإنسانية

"البلاد" ‬تستذكر‭ ‬الأقوال‭ ‬الخالدة‭ ‬للراحل‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬حفل‭ ‬إطلاق‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للضمير

البشرية‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬ماسة‭ ‬لتعزيز‭ ‬قيم‭ ‬الانفتاح‭ ‬والاعتدال‭ ‬والتسامح‭ ‬

أوضاع‭ ‬مأساوية‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الشعوب‭ ‬جراء‭ ‬الصراعات‭ ‬والأوبئة

لرؤية‭ ‬شاملة‭ ‬لمعالجة‭ ‬التحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاقتصادية

 

يحتفل‭ ‬العالم‭ ‬اليوم‭ ‬الموافق‭ ‬5‭ ‬أبريل‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬بيوم‭ ‬الضمير‭ ‬العالمي‭ ‬للسنة‭ ‬الثانية‭ ‬على‭ ‬التوالي،‭ ‬الذي‭ ‬يأتي‭ ‬استجابة‭ ‬للمبادرة‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ (‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭)‬،‭ ‬باعتماد‭ ‬يوم‭ ‬5‭ ‬أبريل‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬يومًا‭ ‬دوليًا‭ ‬للضمير‭ ‬لتحفيز‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬النزاعات‭ ‬بطريقة‭ ‬سلمية‭ ‬وإشاعة‭ ‬ثقافة‭ ‬السلام‭ ‬والمحبة‭ ‬والتسامح‭.‬

ويؤكد‭ ‬قرار‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬رقم‭ ‬25‭ ‬لسنة‭ ‬2019،‭ ‬أن‭ ‬اليوم‭ ‬الدولي‭ ‬للضمير‭ ‬يشكل‭ ‬وسيلة‭ ‬لتعبئة‭ ‬جهود‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬بانتظام‭ ‬لتعزيز‭ ‬السلام‭ ‬والتسامح‭ ‬والإدماج‭ ‬والتفاهم‭ ‬والتضامن؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بناء‭ ‬عالم‭ ‬مستدام‭ ‬قوامه‭ ‬السلام‭ ‬والتضامن‭ ‬والوئام‭.‬

ويأتي‭ ‬احتفال‭ ‬العالم‭ ‬باليوم‭ ‬الدولي‭ ‬للضمير‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ظروف‭ ‬استثنائية‭ ‬جراء‭ ‬تفشي‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد‭ ‬19‭)‬،‭ ‬وما‭ ‬خلفته‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات،‭ ‬بما‭ ‬يمنح‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬تستدعي‭ ‬يقظة‭ ‬الضمير‭ ‬الإنساني‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬التداعيات‭ ‬الكبيرة‭ ‬على‭ ‬الأفراد‭ ‬والمجتمعات‭.‬

 

 

الخسائر‭ ‬

خلفت‭ ‬الجائحة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخسائر‭ ‬في‭ ‬الأرواح‭ ‬والأموال،‭ ‬وأعادت‭ ‬هيكلة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحسابات‭ ‬والتوقعات،‭ ‬فقد‭ ‬بلغت‭ ‬عدد‭ ‬حالات‭ ‬الإصابة‭ ‬نحو‭ ‬130‭ ‬مليون‭ ‬إصابة،‭ ‬فيما‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الوفيات‭ ‬2‭.‬84‭ ‬مليون‭ ‬حالة‭ ‬وفاة‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬منذ‭ ‬انتشار‭ ‬الجائحة‭ ‬وحتى‭ ‬اليوم‭.‬

وبعد‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬المضطرد‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬أعداد‭ ‬الفقراء،‭ ‬وسعي‭ ‬عالمي‭ ‬نحو‭ ‬تصفير‭ ‬أعداد‭ ‬الفقراء‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬على‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬1‭.‬90‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الواحد،‭ ‬جاء‭ ‬تقرير‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬لينذر‭ ‬بسقوط‭ ‬الملايين‭ ‬في‭ ‬براثن‭ ‬الفقر،‭ ‬حيث‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬يسقط‭ ‬نحو‭ ‬115‭ ‬مليونًا‭ ‬في‭ ‬براثن‭ ‬الفقر‭ ‬في‭ ‬أسوأ‭ ‬الأحوال،‭ ‬إذ‭ ‬سيكون‭ ‬نصيب‭ ‬جنوب‭ ‬آسيا‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬شريحة‭ ‬الفقراء‭ ‬تليها‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬الإفريقية‭.‬

وأشار‭ ‬التقرير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬شريحة‭ ‬الفقراء‭ ‬الجدد‭ ‬يشتغلون‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬الخدمات‭ ‬غير‭ ‬الرسمية،‭ ‬والإنشاءات،‭ ‬والصناعات‭ ‬التحويلية‭ ‬التي‭ ‬تأثر‭ ‬فيها‭ ‬النشاط‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بشدة‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬الإغلاقات‭ ‬العامة‭ ‬والقيود‭ ‬الأخرى‭ ‬على‭ ‬الحركة‭ ‬والانتقال‭.‬

البطالة

وبالحديث‭ ‬عن‭ ‬البطالة،‭ ‬توقع‭ ‬تقرير‭ ‬أن‭ ‬ترتفع‭ ‬نسبة‭ ‬البطالة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2021‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬إلى‭ ‬12‭.‬5‭ %‬،‭ ‬أعلاها‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ (‬31‭ %) ‬ثمّ‭ ‬ليبيا‭ (‬22‭ %) ‬وتونس‭ ‬والأردن‭ (‬21‭ %)‬،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تضييق‭ ‬الخناق‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬بسبب‭ ‬الإغلاقات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بفيروس‭ ‬“كوفيد‭ ‬19”‭.‬

يتوقع‭ ‬تقرير‭ ‬جديد‭ ‬أن‭ ‬ترتفع‭ ‬نسبة‭ ‬البطالة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2021‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬إلى‭ ‬12‭.‬5‭ %‬،‭ ‬أعلاها‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ (‬31‭ %) ‬ثمّ‭ ‬ليبيا‭ (‬22‭ %) ‬وتونس‭ ‬والأردن‭ (‬21‭ %)‬،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تضييق‭ ‬الخناق‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬بسبب‭ ‬الإغلاقات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بـ‭ ‬“كوفيد‭ ‬19”‭. ‬وأشار‭ ‬التقرير‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬لجنة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الجائحة‭ ‬أثرت‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬الجوانب‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬أما‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬فتواجه‭ ‬سيناريوهين‭ ‬محتملين،‭ ‬أحدهما‭ ‬معتدل‭ ‬يتوقع‭ ‬انتهاء‭ ‬الأزمة‭ ‬وعودة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬إلى‭ ‬زخمه‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬2021،‭ ‬والثاني‭ ‬يميل‭ ‬إلى‭ ‬التشاؤم‭ ‬فيتوقع‭ ‬استمرار‭ ‬الأزمة‭ ‬خلال‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬2021‭.‬

وحذر‭ ‬التقرير‭ ‬من‭ ‬أنّه‭ ‬رغم‭ ‬توقع‭ ‬معدلات‭ ‬نمو‭ ‬إيجابية‭ ‬في‭ ‬كلا‭ ‬السيناريوهين،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬غير‭ ‬كافٍ‭ ‬لخلق‭ ‬ما‭ ‬يلزم‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬لائقة،‭ ‬فالبطالة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬مرجّحة‭ ‬للارتفاع‭ ‬إلى‭ ‬12‭.‬5‭ % ‬بالعام‭ ‬2021،‭ ‬وستبلغ‭ ‬أعلى‭ ‬معدلاتها‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ (‬31‭ %) ‬وليبيا‭ (‬22‭ %).‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬والأردن،‭ ‬فستزيد‭ ‬نسبة‭ ‬البطالة‭ ‬عن‭ ‬21‭ %‬،‭ ‬وستسجل‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬معدلات‭ ‬بطالة‭ ‬بنحو‭ ‬5‭.‬8‭ %‬،‭ ‬كما‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تزيد‭ ‬صادرات‭ ‬المنطقة‭ ‬بمقدار‭ ‬10‭.‬4‭ % ‬في‭ ‬العام‭ ‬2021،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬انخفضت‭ ‬بمقدار‭ ‬50‭ % ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭.‬

وأشار‭ ‬التقرير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مجموعة‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭ ‬ذات‭ ‬الدخل‭ ‬المتوسط‭ ‬ستحقق‭ ‬أعلى‭ ‬معدلات‭ ‬نمو‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬بنسبة‭ ‬5‭ %‬،‭ ‬وفقا‭ ‬للسيناريو‭ ‬المتفائل،‭ ‬و4‭.‬1‭ % ‬وفقا‭ ‬للسيناريو‭ ‬الأقل‭ ‬تفاؤلا،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يتراوح‭ ‬معدل‭ ‬النمو‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬بين‭ ‬2‭.‬3‭ ‬و2‭.‬1‭ %‬،‭ ‬أما‭ ‬البلدان‭ ‬الأقل‭ ‬نموّا،‭ ‬فستحقق‭ ‬أدنى‭ ‬معدلات‭ ‬نمو‭ ‬ولن‭ ‬تتخطى‭ ‬0‭.‬5‭ ‬أو‭ ‬0‭.‬4‭ %.‬

 

 

الأمن‭ ‬الغذائي

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬فإنه‭ ‬وفقًا‭ ‬لبرنامج‭ ‬الأغذية‭ ‬العالمي،‭ ‬فقد‭ ‬أدت‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬إلى‭ ‬سقوط‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬96‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬براثن‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬الحاد‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2020‭ ‬في‭ ‬54‭ ‬بلدًا‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬المؤهلة‭ ‬للاقتراض‭ ‬من‭ ‬المؤسسة‭ ‬الدولية‭ ‬للتنمية‭. ‬

ويُضاف‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬إلى‭ ‬137‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يعانون‭ ‬بالفعل‭ ‬من‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬الحاد‭ ‬بنهاية‭ ‬العام‭ ‬2019‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬هذه‭ ‬البلدان،‭ ‬فيصبح‭ ‬العدد‭ ‬الإجمالي‭ ‬233‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬بنهاية‭ ‬العام‭ ‬2020‭. ‬

ويتعرض‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬الأوضاع‭ ‬الهشة‭ ‬والمتأثرة‭ ‬بالصراعات‭ ‬للخطر‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬وتشير‭ ‬توقعات‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ (‬بناءً‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬نتائج‭ ‬نموذج‭ ‬عشوائي‭ ‬للتنبؤ‭ ‬بانعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭) ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬قد‭ ‬يرتفع‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬330‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2021‭.‬

التعليم

وأما‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬التعليم،‭ ‬فقد‭ ‬تعرّض‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬لتعطيل‭ ‬تعليمهم‭ ‬بشدة‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬بسبب‭ ‬جائحة‭ (‬كوفيد‭ ‬19‭)‬،‭ ‬إذ‭ ‬تجد‭ ‬المدارس‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬إجراءات‭ ‬الإغلاق‭ ‬والفتح‭ ‬المتكررة،‭ ‬والانتقال،‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬خيارا‭ ‬متاحا،‭ ‬إلى‭ ‬التعليم‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭. ‬

وكشفت‭ ‬اليونسكو‭ ‬عن‭ ‬فجوات‭ ‬في‭ ‬التعلّم‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الرقمية،‭ ‬إذ‭  ‬أظهرت‭ ‬البيانات‭ ‬أن‭ ‬حوالي‭ ‬830‭ ‬مليون‭ ‬طالب‭ ‬لا‭ ‬يمكنهم‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬جهاز‭ ‬كمبيوتر‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الصورة‭ ‬قاتمة‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬منخفضة‭ ‬الدخل‭: ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬90‭ % ‬من‭ ‬الطلاب‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬الكبرى‭ ‬ليس‭ ‬لديهم‭ ‬أجهزة‭ ‬كمبيوتر‭ ‬منزلية،‭ ‬بينما‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬82‭ % ‬منهم‭ ‬الاتصال‭ ‬بالإنترنت‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬النامية‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يُعد‭ ‬التعليم‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬أو‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬خيارا‭ ‬لمعظم‭ ‬الطلاب،‭ ‬كان‭ ‬للراديو‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬ملايين‭ ‬الأشخاص‭ ‬ويتم‭ ‬استخدامه‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬أشكال‭ ‬التعليم‭. ‬

في‭ ‬جنوب‭ ‬السودان‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬بدأ‭ ‬راديو‭ ‬“مرايا”‭ ‬الذي‭ ‬تديره‭ ‬بعثة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ (‬أنميس‭) ‬ببث‭ ‬برامج‭ ‬تعليمية‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬الطلاب‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يقدروا‭ ‬على‭ ‬التوجه‭ ‬لفصولهم‭ ‬الدراسية‭.‬

الحروب‭ ‬والصراعات

ورغم‭ ‬ما‭ ‬تعانيه‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬من‭ ‬حروب‭ ‬وصراعات‭ ‬فإن‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد‭ ‬19‭) ‬جاءت‭ ‬لتنذر‭ ‬بتداعيات‭ ‬إنسانية‭ ‬خطيرة‭ ‬تستلزم‭ ‬يقظة‭ ‬الضمير‭ ‬العالمي‭ ‬لوقف‭ ‬كل‭ ‬الصراعات‭ ‬الدائرة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

وقد‭ ‬وجه‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أنطونيو‭ ‬غوتيريش‭ ‬دعوة‭ ‬للعالم،‭ ‬لوقف‭ ‬الحروب‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬النزاع‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مواجهة‭ ‬كورونا‭.‬

وأشار‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬ستواجه‭ ‬صعوبات‭ ‬جمة‭ ‬بعد‭ ‬تفشي‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد،‭ ‬خصوصا‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تمزقها‭ ‬الحروب،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬العراق‭ ‬والسودان‭ ‬واليمن‭.‬

وقال‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬أحمد‭ ‬أبو‭ ‬الغيط،‭ ‬إن‭ ‬تلك‭ ‬الحروب‭ ‬الدائرة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتوقف‭.‬

وأضاف‭: ‬لقد‭ ‬آن‭ ‬للمدافع‭ ‬التي‭ ‬يقتل‭ ‬بها‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬الواحد‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬تسكت،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬النزاعات‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬العبث‭.‬

لقد‭ ‬بات‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬ماسة‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬إيقاظ‭ ‬الضمير‭ ‬العالمي‭ ‬نحو‭ ‬تبني‭ ‬سياسات‭ ‬السلام‭ ‬والمحبة‭ ‬والتكاتف‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬البناء‭ ‬وتعزيز‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وتوحيد‭ ‬الجهود‭ ‬الفردية‭ ‬والمجتمعية‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬إنقاذ‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬تأثيراته‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تقوض‭ ‬مساعي‭ ‬وجهود‭ ‬التنمية‭ ‬العالمية‭ ‬الشاملة‭.‬

 

 

النموذج‭ ‬البحريني

يأتي‭ ‬الاحتفال‭ ‬باليوم‭ ‬الدولي‭ ‬للضمير‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬ضربت‭ ‬فيه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أوضح‭ ‬نماذج‭ ‬التلاحم‭ ‬والتكاتف‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬المكتسبات‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬تأثيرات‭ ‬الجائحة‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭.‬

لقد‭ ‬ساهمت‭ ‬التوجيهات‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬وما‭ ‬أطلقته‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬حزم‭ ‬الدعم،‭ ‬وما‭ ‬أظهره‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬للتصدي‭ ‬للجائحة‭ ‬بقيادة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬من‭ ‬حكمة‭ ‬وتفان‭ ‬وتضحية،‭ ‬في‭ ‬التخفيف‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬التداعيات‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬والأفراد،‭ ‬ودعمت‭ ‬استقرار‭ ‬المجتمع‭ ‬وسير‭ ‬الأعمال‭ ‬وضمان‭ ‬وصول‭ ‬مختلف‭ ‬الخدمات‭ ‬للسكان‭. ‬وبرزت‭ ‬معالم‭ ‬ذلك‭ ‬النموذج‭ ‬في‭ ‬إطلاق‭ ‬المملكة‭ ‬حزمة‭ ‬الدعم‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بمبلغ‭ ‬4‭.‬3‭ ‬مليار‭ ‬دينار،‭ ‬وتأمين‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬والتطعيمات‭ ‬لجميع‭ ‬السكان‭ ‬مجانًا‭ ‬وفي‭ ‬وقت‭ ‬قياسي،‭ ‬وما‭ ‬أظهره‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬روح‭ ‬المبادرة‭ ‬عبر‭ ‬التطوع‭ ‬للعمل‭ ‬ضمن‭ ‬فريق‭ ‬التصدي‭ ‬للجائحة،‭ ‬وما‭ ‬تم‭ ‬اتخاذه‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬وإطلاقه‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬راعت‭ ‬استقرار‭ ‬الأسرة‭ ‬وأمنت‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬الوقوع‭ ‬ضحية‭ ‬الفقر‭ ‬والبطالة‭ ‬والجوع‭ ‬والحرمان‭.‬

 

في‭ ‬مقر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وبرعاية‭ ‬كريمة‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ (‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭)‬،‭ ‬كان‭ ‬إعلان‭ ‬إطلاق‭ ‬“اليوم‭ ‬الدولي‭ ‬للضمير”‭ ‬بالتعاون‭ ‬بين‭ ‬اتحاد‭ ‬السلام‭ ‬والمحبة‭ ‬العالمي‭ (‬فوبال‭) ‬والبعثة‭ ‬الدائمة‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بفيينا‭. ‬

حضر‭ ‬الاحتفالية‭ ‬حينها‭ ‬حشد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬السياسية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والإعلامية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والثقافية‭ ‬في‭ ‬فيينا،‭ ‬ومجموعة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬السفراء‭ ‬والمندوبين‭ ‬الدائمين‭ ‬وأعضاء‭ ‬السلك‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬والقنصلي‭ ‬العربي‭ ‬والدولي‭ ‬المعتمدين‭ ‬في‭ ‬فيينا،‭ ‬وممثلو‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية،‭ ‬الحكومية‭ ‬وغير‭ ‬الحكومية،‭ ‬ورجال‭ ‬المال‭ ‬والأعمال‭.‬

وكان‭ ‬سموه‭ ‬قد‭ ‬وجه‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬رسالة‭ ‬شدد‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬التمسك‭ ‬بالطرق‭ ‬السلمية‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬المشكلات‭ ‬والنزاعات‭ ‬الدولية،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬إزالة‭ ‬أسباب‭ ‬التوتر‭ ‬التي‭ ‬تعيق‭ ‬جهود‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وأن‭ ‬يعمل‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬وفق‭ ‬سياسات‭ ‬متكاملة‭ ‬وأكثر‭ ‬إنجازا‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬ما‭ ‬تعانيه‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬مشكلات،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬الفقر‭ ‬والعوز‭ ‬والمرض‭.‬

وقال‭ ‬سموه‭ ‬“إن‭ ‬الضمير‭ ‬العالمي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أكثر‭ ‬إيجابية‭ ‬وتحركا‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬كل‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬زعزعة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬العالمي،‭ ‬وأن‭ ‬تركز‭ ‬منظومة‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬على‭ ‬إرساء‭ ‬أسس‭ ‬السلام‭ ‬الذي‭ ‬يوفر‭ ‬للدول‭ ‬الأجواء‭ ‬التي‭ ‬تمكنها‭ ‬من‭ ‬استكمال‭ ‬مسيرتها‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬التنمية‭ ‬لصالح‭ ‬شعوبها”‭.‬

وأضاف‭ ‬سموه‭ ‬“إن‭ ‬عالم‭ ‬اليوم‭ ‬يواجه‭ ‬أحداثًا‭ ‬ومتغيرات‭ ‬متلاحقة‭ ‬وضعته‭ ‬أمام‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬وإننا‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬حريصون‭ ‬كل‭ ‬الحرص‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المنظومة‭ ‬الدولية‭ ‬على‭ ‬تكريس‭ ‬الجهود‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬والرخاء‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مناطق‭ ‬العالم‭ ‬وبلدانه”‭.‬

كما‭ ‬أكد‭ ‬سموه‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬تدعم‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬لنشر‭ ‬ثقافة‭ ‬السلام‭ ‬كحاجة‭ ‬ماسة‭ ‬للبشرية‭ ‬في‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬القيم‭ ‬الحضارية،‭ ‬وأصبحت‭ ‬اليوم‭ ‬رمزا‭ ‬لقيم‭ ‬الانفتاح‭ ‬والاعتدال‭ ‬والتسامح‭ ‬الذي‭ ‬يستوعب‭ ‬الجميع‭.‬

 

 

ونوه‭ ‬سموه‭ ‬بأهمية‭ ‬المبادرة‭ ‬إلى‭ ‬إطلاق‭ ‬“اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للضمير”‭ ‬كحدث‭ ‬عالمي‭ ‬يستحق‭ ‬الإشادة‭ ‬والتقدير،‭ ‬مؤكدا‭ ‬سموه‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬يعد‭ ‬مناسبة‭ ‬لتأكيد‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬تتحد‭ ‬إرادة‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لإنهاء‭ ‬المعاناة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬ملايين‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬العالم،‭ ‬وأن‭ ‬تتواصل‭ ‬الجهود‭ ‬لصيانة‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الآمنة‭ ‬والمستقرة،‭ ‬واستدامة‭ ‬التنمية‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬من‭ ‬رفاه‭ ‬الإنسان‭.‬

وقال‭ ‬سموه‭: ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬يعكس‭ ‬وجود‭ ‬إرادة‭ ‬قوية‭ ‬لدى‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬الضمير‭ ‬العالمي‭ ‬أحد‭ ‬المرتكزات‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬على‭ ‬أساسها‭ ‬دفع‭ ‬مسيرة‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عالم‭ ‬أكثر‭ ‬أمنا‭ ‬وسلاما‭ ‬واستقرارا‭.‬

وأضاف‭ ‬سموه‭ ‬أن‭ ‬الضمير‭ ‬العالمي‭ ‬مساءل‭ ‬اليوم‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬الجدية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأوضاع‭ ‬المأساوية‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشعوب‭ ‬جراء‭ ‬الصراعات‭ ‬ونقص‭ ‬الغذاء‭ ‬والجفاف‭ ‬والأوبئة،‭ ‬وعن‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬تتخذ‭ ‬لحماية‭ ‬الفئات‭ ‬الأكثر‭ ‬ضعفا،‭ ‬لاسيما‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬والمسنين‭ ‬الذين‭ ‬يواجهون‭ ‬الأخطار‭ ‬جراء‭ ‬الفوضى‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬مشهدا‭ ‬ثابتا‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البلدان،‭ ‬وجميعها‭ ‬تنطوي‭ ‬على‭ ‬معاناة‭ ‬للبشر‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬تؤرق‭ ‬الضمير‭ ‬الانساني‭ ‬لكي‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬إنهائها‭.‬

وقال‭ ‬سموه‭: ‬إننا‭ ‬نؤمن‭ ‬بأهمية‭ ‬تحرك‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وضع‭ ‬رؤية‭ ‬شاملة‭ ‬لمعالجة‭ ‬التحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬فالنهوض‭ ‬بأوضاع‭ ‬الإنسانية‭ ‬يبدأ‭ ‬بإحلال‭ ‬السلام،‭ ‬وتوفير‭ ‬مسببات‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬لكل‭ ‬الدول،‭ ‬وعلينا‭ ‬كمجتمع‭ ‬دولي‭ ‬أن‭ ‬نأخذ‭ ‬بأيدي‭ ‬بعضنا‭ ‬البعض‭ ‬للعيش‭ ‬في‭ ‬السلام‭ ‬والأمان‭ ‬الذي‭ ‬ننشده‭.‬

وشدّد‭ ‬سموه‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬البشرية‭ ‬تفرض‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تغيير‭ ‬مستمر‭ ‬في‭ ‬الرؤى‭ ‬والاستراتيجيات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬ينعم‭ ‬بالاستقرار‭ ‬والتنمية،‭ ‬فالتنمية‭ ‬والتطور‭ ‬هما‭ ‬طريقان‭ ‬مفتوحان‭ ‬أمام‭ ‬الجميع‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬انطفئت‭ ‬بؤر‭ ‬التوتر‭ ‬والنزاعات‭ ‬التي‭ ‬انهكت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأمم‭ ‬والشعوب‭.‬

وحث‭ ‬سموه‭ ‬الأسرة‭ ‬الدولية‭ ‬على‭ ‬العمل؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إشاعة‭ ‬روح‭ ‬المحبة‭ ‬والتعايش‭ ‬والبناء‭ ‬على‭ ‬نقاط‭ ‬التلاقي‭ ‬بين‭ ‬الحضارات‭ ‬كوسيلة‭ ‬مهمة‭ ‬لإنهاء‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬أشكال‭ ‬التعصب‭ ‬والعنف‭ ‬والإرهاب‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬حاضر‭ ‬ومستقبل‭ ‬العالم‭.‬

وأشاد‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬بالجهود‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬اتحاد‭ ‬السلام‭ ‬والحب‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬إرادة‭ ‬دولية‭ ‬مشتركة‭ ‬غايتها‭ ‬تعزيز‭ ‬ثقافة‭ ‬السلام‭ ‬والحب‭ ‬عبر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬والأفكار‭ ‬غير‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬الخير‭ ‬للإنسانية‭.‬