اعترض على فكرة تقليص أيام العمل الأسبوعية
الرئيس التنفيذي لـ “أوريجن”:إجازة أكثر يعني إنفاقًا أكثر وأعباء مالية أكبر للمواطنين
عدد ساعات العمل المُنتجة بالفعل 2:53 ساعة فقط والباقي مهدر
أنت “أميّ” في الألفية الجديدة إذا لم تواكب الرقمنة والذكاء الاصطناعي
الصحة المثالية تكمن في الموازنة بين الجوانب الذهنية والنفسية والجسدية
أكد الرئيس التنفيذي لمجموعة أوريجين، أحمد البناء، أن الصحة النفسية للموظفين لها انعكاس على مستوى الإنتاجية للشركة أو المؤسسة. وقال البناء خلال الندوة الاقتصادية التي نظمتها “البلاد” عن مستقبل الموارد البشرية في البحرين إن الصحة المثالية من المواضيع المهمة التي تسلط عليها مجموعة أوريجين الضوء بشكل أساسي، مضيفاً بأنه قدم 4 مؤتمرات حول الصحة المهنية في البحرين وسلطنة عمان.
وأشار في ندوة “البلاد” الاقتصادية عن واقع وتحديات تنمية الموارد البشرية في المملكة، إلى أن الصحة المثالية تكمن في الموازنة بين الجانب الذهني، النفسي، والجسدي. وقد تُخل الضغوطات النفسية وضغوطات العمل بهذا التوازن.
وأضاف “يمكن معالجة الضغط الذهني من خلال التقليل من ضغوطات العمل والضغوطات النفسية، ومعالجة الجانب النفسي عبر إدارة الوقت بفعالية، مشيرًا إلى أن الجانب الجسدي يمكن التحكم فيه من خلال ممارسة الرياضة حسب الفئات العمرية المختلفة”.
من جانب آخر، اعترض البناء على اقتراح تقليص عدد أيام العمل لأربعة أيام في الأسبوع، طارحاً عدداً من الأسئلة عن الهدف من تقليل عدد أيام العمل، وهل هي لتوفير مزيد من الراحة أم هو قرار مبني على مدى التأثر بالجائحة، وهل هو إرهاق من العمل أم أن ساعات العمل طويلة، كما طرح تساؤلاً آخر: هل تقليل أيام العمل من أجل تحريك دورة الأعمال والارتباط بالعالم الخارجي كأوروبا وأمريكا؟ أم الهدف من ذلك هو تنشيط الاقتصاد؟
وبين أنه إذا كان الهدف اقتصاديًا فإن تقليص ساعات العمل سيزيد من إنفاق المواطن وبالتالي إرهاقه ماليًا، معللاً ذلك بأن زيادة أيام الراحة تزيد من نسبة إنفاق الفرد.
وأكد البناء أنه ضد فكرة تقليص عدد أيام العمل، مشيرًا إلى الدراسات التي قامت بها شركة Vouchercloud البريطانية ونفذتها على شريحة من الموظفين الذين تزيد أعمارهم عن 18 عامًا، أفادت بأن عدد ساعات العمل المُنتجة بالفعل هي 2:53، وأما ساعات العمل الباقية فهي مهدرة وضائعة في أمور أخرى غير العمل.
وذكر بأن العمل يوم الجمعة يتعارض مع مبادئ ديننا الحنيف، فالله سبحانه وتعالى قال في محكم كتابه في سورة الجمعة: (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون)”.
ومن جانب آخر، حول أثر التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي على الموارد البشرية، قال البناء “هنالك أثر كبير جدًا وتحديات كثيرة التكنولوجية، الاقتصادية كارتفاع أسعار النفط، طبية كأثر الجائحة على العالم، والسياسية.”. مضيفًا “جميع هذه التحديات تنعكس بشكل كبير على الإنسان كمورد بشري، وتؤثر على إنتاجيته، واستقراره وسلوكه”.
واستطرد قائلاً “حسب تقارير مختلفة قامت بها جهات دولية مختلفة، مثل المنتدى العالمي الاقتصادي ومنظمة العمل الدولية، مصطلح “الأمي” في السبعينات من لا يستطيع القراءة والكتابة، وفي الثمانينات من لا يعرف التحدث باللغة الإنجليزية، وفي التسعينات والألفية هو من لا يعرف كيفية التعامل مع أجهزة الحاسب الآلي. أما اليوم، فالأمي هو من لا يستطيع أن يميز بين Digital و Digitization، أي الأمية الرقمية وغيرها من الأمور الأخرى المتعلقة بالتكنولوجيا الحديثة، كالذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والمعزز”.
وأضاف البناء قائلاً “موظفو اليوم ليسوا كالآلات المبرمجة، بل هم محللون، مفكرون، مبدعون، وغيرهم. إذًا الأثر كبير، حيث علينا أن نحول التحديات جُلها لفُرص، وأتوقع أن يزيد هذا الأثر بشكل أكبر خلال السنوات القادمة لغاية عام 2030”.