+A
A-

حجي: لا بد من دراسة وتجربة مقترح 4 أيام عمل قبل التطبيق

بعض‭ ‬أعراض‭ ‬المتاعب‭ ‬النفسية‭ ‬مدفونة‭ ‬بالعقل‭ ‬الباطن‭ ‬ويقل‭ ‬التعاطف‭ ‬معها

أقسام‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬مطالبة‭ ‬بتعزيز‭ ‬الوعي‭ ‬بأهمية‭ ‬الصحة‭ ‬النفسية

تقليص‭ ‬الأيام‭ ‬سيسمح‭ ‬لنا‭ ‬للتفرغ‭ ‬لاكتساب‭ ‬مهارات‭ ‬جديدة‭ ‬بالتدريب‭ ‬والتطوير

 

أوضحت المسئولة في مركز القيادة والإدارة في BIBF، سناء حجي، أن تأثير الصحة النفسية على أداء الموظف يشبه إلى حد كبير مقارنة أداء الموظف وإنتاجيته وهو مريض عن أدائه وهو بصحة جيدة، مؤكدة أن الصحة النفسية مثل الصحة العضوية، بل في بعض الحالات يكون تأثيرها أكبر على الإنتاجية.
وباعتبارها أخصائية نفسية، أشارت حجي إلى أن بعض أعراض المتاعب النفسية موجودة أو مدفونة في العقل الباطن لا يلاحظها أو يدركها الآخرون، وبالتالي يقل التعاطف معها وبالتالي لا يمكن مساعدة الشخص المريض.
وأوضحت أن الشخص الذي يعاني نفسياً يذهب إلى الدوام وهذا ينعكس سلبيا على مستوى الإنتاجية. وقالت “دائماً أوجه قسم الموارد البشرية إلى تعزيز الوعي المؤسسي بأهمية الصحة المعنوية والنفسية للموظفين وطرق الوقاية والتعامل مع الضغوطات من خلال التدريب”.
ومن جهة أخرى، صرحت حجي أن معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية يقدم برامج توجيهية وتدريبية في مجال الصحة النفسية للموظفين مثل التفكير الإيجابي، الصحة النفسية، إدارة القلق والضغوط النفسية في بيئة العمل”. وكذلك الاختبارات النفسية التنظيمية (السيكومترك) التي تقيس الشخصية في بيئة العمل ونقاط الضعف والقوة لمساعدة الموظفين وتقديم الدعم اللازم لهم والوقاية.
وفي ردها على اقتراح تقليص أيام العمل في الأسبوع إلى 4 أيام، قالت حجي “من خبرتي في الموارد البشرية والصحة النفسية النتائج قد تكون إيجابية أو سلبية”، موضحة أن النتائج السلبية تظهر إذا تم تطبيق القانون بدون إعادة هيكلة أو من خلال إجراء تحليل لعبء العمل وتحليل الوصف الوظيفي التي يشملها الهيكل التنظيمي وبدون وضع آليات من شأنها دراسة زيادة الكفاءة والإنتاجية لنفس الوظائف في وقت أقصر”. 
وأردفت قائلة “إذا لم تتم إعادة الهيكلة فقد يحمل ذلك الموظف ضغوطات نفسية وإرهاق إذا كان متوقعا منه إنجاز أعماله ذاتها لكن خلال 4 أيام فقط”. 
واقترحت أن يتم تطبيق هذا المقترح بصورة تجريبية للتأكد من نتائج إيجابيته خاصة من ناحية الصحة النفسية والإنتاجية.
وأضافت: “هناك دراسات عديدة تم إجراؤها مثل دراسة مركز البحوث البريطاني التي أعدت تقريرا مفصلا عن نتائج تجربتين لتقليص ساعات العمل أجريتا في عاصمة آيسلندا اشترك فيهما 2500 موظف. تضمنت إحداهما تقليص ساعات العمل إلى 35 ساعة في الأسبوع أو 36 ساعة مع الاحتفاظ بنفس المرتب”. 
وأردفت “يشير الباحثون إلى أنهم لم يجدوا أي سلبيات في هذه العملية، فالعمال مرتاحون جدا، وإنتاجية العمل لم تنخفض مطلقاً في جميع أماكن العمل، بل العكس ازدادت في بعضها”.
وبالنسبة للإنتاجية المتوقعة من تقليص أيام العمل، إلى جانب ارتباطها بالصحة النفسية، قالت حجي “تقليص الأيام سيسمح لنا للتفرغ لاكتساب مهارات جديدة من خلال التدريب والتطوير مما يؤدي إلى تحسين الإنتاجية”.
وبينت في الوقت نفسه أن هذه الدراسات والتوقعات مبنية على تجارب الدول الغربية، لذلك أشارت إلى ضرورة الانتظار لرؤية نتائج تجارب الدول المجاورة للاستفادة من تجربتهم قبل التطبيق”.
وعن التحول الرقمي، قالت حجي “يوفر معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية برامج تدريبية متعددة في التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي وعلم البيانات. موضحة أن الملاحظ وبالحديث مع عملاءنا عن هذا الموضوع يتم ربط هذا المجال بموضوع الأمن الوظيفي. 
وأضافت أن للتحول الرقمي أثر إيجابي على الموارد البشرية في زيادة الإنتاجية من خلال تقليل الوقت المستغرق لإنجاز المهام المتكررة وتمكين الموظفين من خلال التفكير والتوجه الرقمي لتحسين العمليات وتعزيز الإنتاجية”.
وأردفت “تدريب وتمكين الموظفين بجميع المناصب والأقسام على مهارات جديدة من شأنها رفع الإنتاجية وتحسين الأداء وخلق ثقافة رقمية مبنية على أسس تحويل العمليات اليدوية إلى عمليات رقمي”.
وقالت إن تدريب القيادات العليا وأعضاء مجالس الإدارات حول التوجه الرقمي ووضع الاستراتيجيات المتعلقة بتحويل المؤسسة إلى مؤسسة قائمة على أساس رقمي أصبح أولوية قصوى. وزادت بالقول “لاحظنا بالمعهد الإقبال الكبير على هذه البرامج التدريبية وتخطيط وتجهيز القوى العاملة لوظائف المستقبل المتعلقة بالتحول الرقمي”.