تناقلت صحف محلية خبرًا غريبًا يؤكد أننا نعيش في عالم مليء بالمتناقضات، يقول الروائي الإسباني المعاصر كارلوس زافون: “لن يفنى العالم بسبب قنبلة نووية، كما تقول الصحف، بل بسبب الابتذال والإفراط في التفاهة التي ستحول العالم إلى نكتة سخيفة”. يقول الخبر إن فنانة عربية مخضرمة معروفة نشرت خلال حسابها في الإنستغرام عن تواجدها في أحد المنتجعات السياحية في دولة خليجية خلال الفترة ٢١ - ٢٣ من الشهر الجاري، وأوضحت أن إدارة المنتجع أعلنت أن الفنانة ستكون متاحة “للتصوير معها” لمن يرغب بذلك! وحددت رسوما لفئة البلاتينيوم والفئة الذهبية، كما حددت الأوقات الزمنية لكل جلسة تصوير!
في اعتقادي الشخصي أن إدارة المنتجع لم توفق في هذه الدعاية، فهذه الفنانة ومع كل احترامي لها ولموهبتها التي أكل عليها الدهر لم تعد مصدر اهتمام للجمهور، لذا فإن اختيار الشخصيات مهم جدًا في جذب الجمهور للمنتجع، وكما يقول المثل التسويقي القديم، إذا قمت باستهداف أي شخص، فلن تصل إلى أي شخص.
كما أنني ومن خلال معرفتي بهذا المكان الجميل والراقي، فإن إدارة المنتجع لا تحتاج إلى الترويج له بهذه الطريقة، فالتسويق لأي عمل يحتاج إلى دراسة متأنية بشكل دقيق.
قد يرى البعض غير ذلك ويبصم بأن هذا الإعلان الدعائي سيجذب الكثير من الجمهور إلى هذا المنتجع.. نعم، قد يكونون على حق، لكن باستهداف الجمهور الخطأ تستهلك موارد للأسف على أشخاص لن يكونوا في يوم من الأيام من عملاء المنتجع، كما أنك تهدر الكثير من الوقت والمجهود في استهدافهم.
ولو كانت الفكرة رائدة لما قرأنا الردود السلبية لهذه الفكرة من قبل هذا العدد الكبير من القراء. في المقابل، لو عمدت إدارة المنتجع إلى استقطاب شخصية عربية أو عالمية فذة في مجال الطب أو الأدب أو الفن أو الثقافة أو الموسيقى أو الرياضة وغيرها لاختلف الوضع. والله من وراء القصد.