فزع المجتمع المصري، وحزن كل من سمع بجريمة العثور على طفل (15 عامًا) مقتول (على يد عامل في مقهى) ومنزوع الأحشاء في مدينة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، حيث ألقي القبض على المتهم الذي أفاد بأنه ارتكب جريمته النكراء بإيعاز من شخص آخر وهو مراهق يبلغ نحو 15 عامًا يعيش مع أسرته في دولة عربية، في حادثة تحمل في طياتها العديد من أجراس الإنذار.
التواصل بين المتهمين كان عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بتجارة الأعضاء البشرية (الدارك ويب)، وهو ما يفرض رقابة صارمة على هذه المواقع وغيرها، خصوصا أنها تشهد زيادة وتنوعا كل يوم، إضافة إلى أن هذا الموقع تحديدًا يمثل خطرا كبيرا على الأطفال والمراهقين، حيث تصعب مراقبته ويسهل من خلاله إجراء معاملات غير قانونية وبدرجة كبيرة من الخصوصية والأمان لمرتكبيها. المحرض على الجريمة عرض على القاتل مبلغًا خياليًا بالنسبة لعامل يتقاضى عشرات الجنيهات يوميًا على أقصى تقدير، فيجد نفسه أمام خمسة ملايين جنيه، فأظهر أدنى درجات الانحطاط وخطط ورتب ونفذ جريمته بقتل طفل دون أي ذنب اقترفه، وانساق وراء مراهق مصدقًا وعوده، طمعًا في جني هذا المال الوفير. المحرض أيضًا انساق وراء أوهام الأرباح والثروة من خلال ما "يسمعه" عن إمكانية بيع مشاهد القتل والتقطيع عبر هذا الإنترنت المظلم (البعيد عن الرقابة) مقابل مبالغ مالية كبيرة، وهنا يبدو أن دور الأسرة غائب في التوعية وفي الرقابة والمتابعة، وكان جزاؤهم الترحيل والحرمان مما هم فيه من نعم. قيم العرق والجد والصبر والمثابرة لتحقيق الذات وحصد المال الحلال أوشكت أن تغيب من مجتمعاتنا وتحتاج إلى إعادة غرس في نفوس أولادنا بعد أن امتلأت الشاشات ومختلف وسائل الإعلام بنماذج لثراء مشوه أو مفاجئ، فبات الحلم الذي يراود الكثير من الأطفال والشباب هو أن يحققوا خبطة أو صفقة العمر التي تضمن لهم هذا الثراء حتى لو كان حرامًا أو على حساب أرواح الآخرين.
كاتب بحريني