العدد 4839
الخميس 13 يناير 2022
banner
“قليلا من الذوق”
الخميس 13 يناير 2022

أستغرب كثيرًا افتقار البعض أبسط قواعد “الذوق والأصول والإتيكيت” في تعاملهم مع الآخرين، ولا أفهم سبب هذا البخل في تطبيق هذه الصفات التي يجب أن تكون من الأمور المسلم بها والمزروعة في أي إنسان! البعض يبخل في إرسال رسالة نصية أو صوتية لقريب أو صديق في الأفراح والأتراح! والغريب أننا في هذا العصر الذي أصبحت فيه وسائل الاتصال متاحة للجميع وبكل يسر.
أتذكر جيدًا أنني قبل عدة سنوات قرأت خبرًا عن ترقية أحد الذين كانوا معي في فترة الدراسة الجامعية، وهذا الزميل لم أره لأكثر من ٢٥ عاماً، وبادرت حينها بإرسال برقية تهنئة له وهذا أضعف الإيمان، تفاجأت باتصاله ولا أعرف كيف كانت فرحته التي لا توصف، قالها لي بالحرف الواحد إن إخواني وأهلي رغم علمهم بالترقية لم يبادروا بتهنئتي، تصوروا هذا الموقف السلبي من أقرب الناس له! كنت أستغرب بل أفاجأ من أن هناك الكثير من الناس يفتقدون هذه الصفات الحميدة، والطامة الكبرى عندما يكون في مركز مرموق في عمله، اكتشفت أن الكثير منهم وعلى الرغم من مكانتهم في المجتمع ومؤهلاتهم العلمية والجامعية إلا أنهم يجهلون فن التعامل والاحترام والذوق.
شخصيًا صادفتني مواقف كثيرة مع الأسف ولم أجد جوابا شافيا، ففن التواصل والأسلوب الراقي والتواضع من الصفات الرئيسة لنجاح أي إنسان، نعم نرى أن البعض عند التقاعد يكونون منبوذين في المجتمع، وهم السبب بالطبع، في المقابل نجد أشخاصا يملكون رصيدًا غنيًا من المحبة والاحترام لسبب بسيط هو تواضعهم وأخلاقهم وتواصلهم مع الناس.
 حدثني أحد الموظفين بأنه وزملاءه الآخرين بل وجميع الموظفين أحبوا وأخلصوا وتفانوا في عملهم لسبب واحد هو رئيسهم التنفيذي الذي يعتبرونه مثلهم الأعلى في حسن الخلق والتواضع والاحترام، في المقابل أحد الأشخاص كان يوما ما مسؤولا وقد تقاعد مؤخرا، يقول وهو يحمل في قلبه مرارة وامتعاضا، حيث وصف حاله وهو في مكان عام ويلاقي أناسا يعرفهم حق المعرفة، ويتفاجأ من الطرف الآخر بتجنبه الواضح حتى بالسلام! أو أنه يدعي انشغاله بالجوال! يقول إنه من المعيب جدًا أن نصل إلى هذه الحالة، وكأنك أصبحت شخصًا منبوذًا في المجتمع مع الأسف، لا لشيء ولكن لمجرد أنك لم تعد في موقعك الوظيفي! أتمنى أن الرسالة وصلت. والله من وراء القصد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .