العدد 5686
الخميس 09 مايو 2024
“خل مرتك تبخرك”!
الخميس 09 مايو 2024

بعض المديرين للأسف، إما أنهم يعانون من نقص في الرعاية والاهتمام في منازلهم، فلا يجدون من يدللهم ويهتم بصغائر الأمور الشخصية الملتصقة بهم، أو أنهم حديثو نعمة، والمناصب التي يحتلونها لم يصدقوا أنها ستكون من نصيبهم يوماً، فيمارس الواحد منهم دور “السي سيد” الذي من المخزي والمعيب أن يتقمص دوره في مقر عمله، وعلى وجه الخصوص على سكرتيرته!

يخطئ بعض المديرين عندما يظنون أن السكرتيرة الشخصية عليها أن تقوم بكل شيء بمكتبه، فيتمادى ويطلب منها يومياً أن تبخر مكتبه وتبخره! وأن تعد له قهوته الصباحية بنفسها، بل وغسل قدحه بعد انتهائه منه، رغم وجود العامل المختص بذلك! السكرتيرة، موظفة، تحمل مؤهلا جامعيا، وربما شهادات تخصصية أخرى مساندة لعملها، لم تدرس لتعد قهوة لمدير، ولا لتبخره! فليس من ضمن مهماتها الوظيفية أن “تدلع” وتدلل المدير الذي وكما يبدو جلياً يعاني من نقص في العاطفة والاهتمام - ولن نظلم زوجته - فالخلل موجود في تركيبته الشخصية.

أن تكون مديرها لا يعني أبداً أنك تستعبدها وتأمرها بمهمات لا تليق بها، ولا بالشهادة التي تحملها، بل ولا تليق بعاداتنا ولا تقاليدنا، فتجبرها على القيام بمهمات ليست موجودة أصلاً في توصيف مهنتها، فتضطر الخانعة منهن، وخوفاً من فقدان وظيفتها أن تقوم بمهمات تحط من كرامتها، كما ويعتبر ذلك نوعاً من أنواع التحرش، باعتباره تجرأ على المرأة العاملة. فمهمات السكرتيرة – إن غابت عن شاكلة هؤلاء المديرين – هي تنظيم المواعيد وتذكير المدير بها، وإعداد المذكرات، وإجراء المراسلات، وحضور الاجتماعات لتحرير المحاضر، وإعداد وتقديم تقارير العمل، ودون ذلك فهي غير مسؤولة عنه.

ومن المخجل حقاً، أن الكثير من السكرتيرات، يقمن بمهمات المدير ويتخذن القرارات في أحايين كثيرة، وفي النهاية يظهر المدير في الاجتماعات الكبرى كما لو كان هو من قام بالعمل، والذي لو سألته عن التفاصيل لوجدت ألف علامة استفهام ترتسم على وجهه! فحري بأصحاب الأعمال إعداد دورات للمديرين في كيفية التعامل مع الموظفين وخصوصا الموظفات.

ياسمينة: بعض الكراسي أكبر من الجالسين عليها.


كاتبة بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية