لو كان أحمد بن محمد بن موسى الخوارزمي، المعروف بالخوارزمي، حيا بيننا اليوم، لتبرأ من بعض خوارزميات الذكاء الصناعي، التي تستخدم اسمه، وتعتمد على ما أنتجته قريحته العبقرية، وها هي يساء استخدامها.

لقد كان الخوارزمي، إلى جانب كونه واحدا من أشهر علماء الرياضيات في القرن التاسع الميلادي، فهو فيلسوف تمتع بحس أخلاقي عال.

من الملاحظ أن ثمة انحيازا أعمى لدى الذكاء الصناعي بناء على ما أطعمنا به من معلومات وبيانات، تعكس في جوهرها طبائع بعض المجتمعات البشرية، ومنها الميل والتحيز لفئة ضد أخرى بناء على تمايزات غير إنسانية، بل هي محض تمييز بناء على اللون أو العرق أو الجنس أو الدين.

هو، ببساطة، تحيز غير مقصود موجود في أنظمة الذكاء الاصطناعي، ينشأ هذا التحيز غالبا من البيانات التي يتم تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي عليها، والتي قد تعكس تحيزات موجودة في المجتمع.

ثمة أمثلة على التحيز الخوارزمي، منها:

التوظيف: قد تُفضل الخوارزميات توظيف المرشحين من جنس معين أو عرق معين أو مجموعة اجتماعية معينة، بناءً على بيانات تاريخية تُظهر تمثيلًا غير متساو في هذه المجالات.

القضاء الجنائي: قد تُساهم الخوارزميات في تقييم مخاطر إعادة الإجرام في تحيز ضد مجموعات معينة، مما قد يُؤدي إلى أحكام غير عادلة.
الإعلانات: قد تُستخدم الخوارزميات لعرض إعلانات مُستهدفة بشكل غير عادل، بناءً على تحيزات تتعلق بالعرق أو الجنس أو الدين أو أي خصائص أخرى.

مخاطر التحيز الخوارزمي:
التمييز: قد يُؤدي التحيز الخوارزمي إلى التمييز ضد مجموعات معينة من الناس، ما قد يُعيق فرصهم في الحصول على الوظائف أو الخدمات الأساسية.

عدم المساواة: قد يُساهم التحيز الخوارزمي في تعزيز عدم المساواة الاجتماعية القائمة بالفعل.

فقدان الثقة: قد تُؤدي حالات التحيز الخوارزمي إلى فقدان الثقة في أنظمة الذكاء الاصطناعي، ما قد يُعيق اعتمادها على نطاق واسع.

وبمقدورنا معالجة قضية التحيز الخوارزمي، عبر الآتي:
جمع بيانات مُتنوعة: من المهم جمع بيانات مُتنوعة وتمثيلية لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي، لتجنب تكرار التحيزات الموجودة في المجتمع.

مراجعة الخوارزميات: يجب مراجعة الخوارزميات بشكل دقيق لمعرفة أي تحيزات محتملة وإزالتها.

الوعي والشفافية: من المهم نشر الوعي بشأن مخاطر التحيز الخوارزمي وتعزيز الشفافية في طريقة عمل أنظمة الذكاء الاصطناعي.

بالأخير، يُعد التحيز الخوارزمي ثغرةً خطيرةً في ثورة الذكاء الاصطناعي، ويفاقم مخاطر الجانب الأخلاقي منها.

إن معالجة هذه الثغرة من خلال جمع بيانات مُتنوعة ومراجعة الخوارزميات ونشر الوعي والشفافية أمرٌ ضروري لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل عادل ومسؤول وأخلاقي.